الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مناضلة ضد الشاه تصبح صديقة لأرملته

مناضلة ضد الشاه تصبح صديقة لأرملته
7 ابريل 2010 22:13
هذه الدّنيا حقّاً عجيبة وما يجري فيها هو أكثر عجباً، والزّمان له أيّام ودورات لا تخطر على بال، فمخرجة الفيلم الوثائقي “الملكة وأنا” ناهد برسون سارفستاني كانت من أشدّ المعارضات لشاه إيران السّابق، وقد انضمت في شبابها الباكر إلى صفوف المناضلين ضد حكمه، وهي اليوم في منفاها تنجز شريطاً وثائقيّاً عن فرح ديبا أرملة الشّاه السّابق وتلتقي بها لتصويرها ومحاورتها وتسجيل آرائها ومواقفها، بل وأكثر فإن المخرجة تعترف بأنها فقدت في إعداد هذا الفيلم موضوعيتها لتعاطفها مع أرملة الشاه التي أصبحت صديقة لها! وقد قبلت الإمبراطورة السّابقة فرح أن تصوّرها وتستجوبها ناهد برسون سارفستان في فيلم وثائقي عنوانه “الملكة وأنا”The Queen and I وهو لقاء عجيب بين ملكة سابقة ومناضلة شيوعيّة سابقة كانت من الد أعداء الشّاه وأصبحت اليوم في منفاها مخرجة سينمائية. وتعلّق الإمبراطورة السّابقة على هذا اللّقاء غير المتوقّع بينها وبين معارضة شرسة لزوجها، بأنّ “الزّمن قادر على جمع المتناقضات والمهم هو ما قلته في آخر فيلم من ضرورة وضع الخلافات جانباً للتّفكير معاً في حاضر إيران ومستقبلها، وأنّه يجبّ تجاوز أنانيّة الإيديولوجية لكل منّا وهو ما فعلته أنا والمخرجة”. البوم الصور ويكشف الفيلم الوثائقي عن جراح الملكة وآلامها بسبب المنفى وانتحار ابنتها، وهي ـ كما تتحدّث في الفيلم ـ لا تطمح طبعاً إلى العودة إلى إيران، وهي تقيم منذ 1984 بباريس في شقّة على ضفاف نهر “السّان” وتبوح الملكة السابقة ببعض أسرارها الشخصية وتكشف في الشريط عن نمط حياتها في المنفى. تقول: “أوّل شيء أقوم به كلّ صباح هو فتح جهاز الكمبيوتر ومطالعة الرسائل الإلكترونية التي ترد عليّ من إيران ثمّ إنّي أستمع إلى الإذاعات الفارسيّة الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، كما أتابع الأخبار عبر شاشات التّلفزيون الرّسمي لأقف على وجهة النظر الرسمية”. وتعترف فرح ديبا بأنّ يوم 16 يناير 1979، وهو يوم مغادرتها إيران بعد قيام الثورة الإسلامية هو أكثر أيّامها حزناً وأن أثمن ما حملته معها في منفاها هو البوم صورها! رأي النقاد والفيلم الذي يحمل الجنسية السويدية يعرض حالياً في أوروبا، وتروي فيه الامبراطورة السابقة على امتداد ساعة ونصف الساعة رحلة منفاها بين المغرب ونيويورك مروراً بالباهاماس والمكسيك، وتتحدث أرملة الشاه عن ظروف انتقالها مع زوجها إلى مصر حيث مات ودفن بأرضها. ومن خلال الحديث المتبادل بين المخرجة والملكة فإن المخرجة ناهد سارفستاني تروي هي الأخرى قصتها. كانت طفلة فقيرة عندما شاهدت عبر التلفزيون حفلة الزواج الاسطوري بين الشاه وفرح. كانت حفلة أشبه بقصص ألف ليلة وليلة. وعندما بلغت الطفلة سن المراهقة انضمت إلى صفوف المقاومة الشيوعية المناهضة للشاه. ويظهر الفيلم الوثائقي فرح ديبا تزور قبر ابنتها التي انتحرت، كما تظهرها في حياتها اليومية، ويتخلل كل ذلك حديث مطول عن السياسة والحياة والقدر والحب والحقد والكراهية، وعن المال والسعادة، وقد عاب النقاد على المخرجة تخليها عن الحياد والموضوعية، فألم المنفى وعذاباته خلق تعاطفاً للمخرجة مع أرملة الشاه حتى أن الشريط تخلى شيئا فشيئا عن الخط الذي انطلق منه ورسمه في البداية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©