إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) – أنجزت بلدية المنطقة الغربية تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تصميم دليل الشوارع الحضرية الذي أعده مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في مدينة غياثي، والذي يهدف إلى تقليل الاعتماد على المركبات الخاصة في التنقل داخل الإمارة، وتوفير شـوارع تـوازن بيـن احتياجات كـل مستخـدمي الطـريق وتعـزز من مفردات الأمـن والسـلامة للمشاة. إلى جانب وضع الأسس لعملية تصميم متكاملة لوسائل النقل المتعددة التي ستخلق بدورها مخرجات تصميم حضري ذات جودة عالية، تأخذ في عين الاعتبار كل أنماط النقل، ما يجعل من أبوظبي بيئة آمنة ومهيأة للمشي واستخدام وسائل النقل العام.
وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع إعادة تأهيل الشارع الرئيسي في مدينة غياثي ما بين تقاطع الدفاع المدني والإشارة الضوئية بطول 2700 متر، وتشمل عمل دوارين الأول بالقرب من تقاطع الدفاع المدني، والثاني بجوار تقاطع البلدية، إلى جانب توسعة الكتف الخارجي للشوارع الموجودة لمسافة مترين من الخارج بكل اتجاه، مع تغيير في الجزيرة الوسطية لتكون أكثر ارتفاعاً، مع إزالة الإسفلت الموجود وطبقات ما تحت الإسفلت واستبدالها مع وضع طبقتي أسفلت جديدة، وعمل مواقف جانبية للحافلات والسيارات.
كما تم تنفيذ 3 مواقف بجوار السوق والحديقة العامة ومدرسة المتحدة، مع إغلاق فتحات الالتفاف ليكون الشارع أكثر أمانا بين الدوارين وبين الدوار الثاني والإشارة الضوئية لزيادة الأمان لمستخدمي الطريق، مع عمل التقاطعات للشوارع المؤدية للشارع الرئيسي بشكل هندسي طبقا للمعايير المتعارف عليها. واشتمل المشروع أيضاً على عمل ممرات مشاة طبقا للمعايير المعتمدة بطول 5350 متراً، مع عمل نظام لتصريف مياه الأمطار بحيث يتم ربطه مستقبلاً مع الشبكة التي سيتم إنشاؤها للمدينة بشكل كامل.
ويقول المهندس عامر الحمادي، المدير التنفيذي للتخطيط والبنية التحتية في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني: “بدأ تنفيذ دليل تصميم الشوارع الحضرية بنجاح في المنطقة الغربية من خلال تطبيق المبادئ التوجيهية التي يقدمها، بما فيها زيادة خيارات التنقل وتوفير إمكانية وصول أفضل للوجهات المختلفة، وتحسين جودة الأماكن العامة ما يجعل المشي فيها أمرا ممتعا وآمنا”.
وأضاف قائلاً: “أدى النمو الاقتصادي السريع الذي شاهدناه في السنوات الأخيرة والزيادة السكانية المتوقعة إلى الحاجة لتطوير البنية التحتية في المنطقة الغربية لتواكب متطلبات السكان”.
وأضاف المهندس عامر الحمادي، المدير التنفيذي للتخطيط والبنية التحتية في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني: “لعل أهم ما يميز رؤية 2030 هو استشراف التخطيط المستقبلي للبنية التحتية وهو ما يجسده مشروع إعادة إحياء الشوارع الذي يتبناه الدليل، من خلال مبادئه ومعاييره الإرشادية الدقيقة والمميزة، كما يعكس الدليل الجهود التخطيطية الحثيثة والبحوث الرائدة التي تم إعدادها بالتعاون الوثيق مع بلدية المنطقة الغربية”.
من جانبه، أكد سيف سعيد المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية في بلدية المنطقة الغربية، أن المرحلة الأولى من مشروع إعادة تأهيل الشارع الرئيسي في مدينة غياثي بما يتفق ودليل تصميم الشوارع الحضارية، يمثل نقلة نوعية في مستوى خدمات الطرق لجميع مستخدمي الطريق من سائقي سيارات ومشاة وراكبي الدرجات وراغبي ممارسة التريض.
وأوضح سيف سعيد المزروعي أن البلدية ملتزمة بتطبيق واعتماد تصاميم التخطيط المستدامة لإكمال كافة المشاريع التي يجري تنفيذها هناك، وذلك من خلال التعاون والتنسيق مع الجهات المختصة.
وأضاف سيف المزروعي أن المرحلة الثانية سيتم البدء فيها قريباً، والتي تتضمن النواحي الجمالية للطريق وتوفير المساحات الخضراء على طول الطريق. وأكد محمد أحمد المنصوري المدير التنفيذي لقطاع خدمات المدن وضواحيها في مدينة غياثي بالإنابة، حرص البلدية على استطلاع آراء سكان غياثي ودرجة رضاهم عن المشروع ورغبتهم في أن تكون المدينة حديقة خضراء متكاملة، وجاءت النتائج باهرة كون أغلب السكان شارك في إعداد الشارع.
وأكد محمد أحمد المنصوري أن الشارع العام في حلته الجديدة لم يشهد أي حادث خلال الفترة الماضية، خلافا لما هو معروف عنه من وقوع حوادث عديدة عليه في السنوات الماضية وذلك بفضل التصاميم المتميزة التي أسهمت في الحد من الحوادث على الطريق.
وأكد مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني جاهزيته لتوفير كافة أنواع الدعم الفني لمختلف الجهات المتعاونة التي ترغب في ذلك، من خلال كادر من الخبراء والاستشاريين العالميين الذين حرص المجلس على التعاقد معهم لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهداف المجلس.
وأوضح المهندس إبراهيم الحمودي مدير إدارة تخطيط النقل في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أن توجيهات القيادة الرشيدة أكدت أهمية توفير كافة وسائل الدعم الفني الميداني للقطاعات المتعاونة وتلبية احتياجاتها الفنية من خبراء وفنيين، وذلك لإتقان تنفيذ النموذج الجديد من دليل تصميم الشوارع الحضرية، والذي يهدف إلى وضع الأسس العملية لتصاميم متكاملة لوسائل النقـل المتعـددة، التـي ستخلـق بـدورهـا مخـرجـات حضـرية ذات جودة عاليـة مراعية كـل أنماط النقـل، ما يجعل من أبوظبي بيئة آمنة ومهيأة للمشي والاستخدام الأمثل لوسائل النقل العام كافة.
يذكر أن دليل تصميم الشوارع الحضرية يولي اهتماما خاصا للمظهر العام للشوارع ويفتح آفاقا تصميميةً جديدة أمام بلدية المنطقة الغربية، من خلال ما يقدمه من أدوات تضمن وضع كافة العناصر الواقعة بين الرصيف وواجهات المباني في مكانها وحجمها الصحيحين، بما يتوافق مع السياق العام للمنطقة.
أما القسم الجديد في دليل تصميم الشوارع الحضرية والخاص بتحسينات الشوارع القائمة، فقد تم تحقيق أقصى استفادة ممكنة منه، حيث تم إنشاء ممرات جديدة أسفل الأشجار الموجودة من أجل توفير أماكن آمنة ومريحة ومظللة، تتيح للمشاة إمكانية الوصول إلى منازلهم والمرافق المتوافرة في المنطقة، وتمت إضافة مرتفعات تخفيف السرعة التي تضمن عبورا آمنا للمشاة. وتتميز مرتفعات تخفيف السرعة بأنها مساوية لارتفاع الرصيف وتتوافق مع خط سير المشاة، فهي ممرات متصلة توفر راحة أكبر لكافة مستخدمي الطريق.
وتشمل التحسينات الجمالية استخدام مواد عالية الجودة ومقاومة للانزلاق وزراعة نباتات الزينة والاستفادة من الأشجار الموجودة بالإضافة إلى زراعة أشجار جديدة لتوفير الظل.
ولا يكتفي المشروع بتبني مبادئ دليل تصميم الشوارع الحضرية، بل يجمع بينها وبين مبادئ دليل تصميم الأماكن العامة بإمارة أبوظبي بطريقة سلسة وفريدة، بما يعكس مدى اتساق الأدلة التي يقوم بإعدادها المجلس وتكاملها مع بعضها البعض. ونظرا لوجود العديد من الشوارع التي تخدم المناطق ذات الكثافات السكانية المنخفضة، فقد تمت إعادة إحيائها بحيث توفر بيئات هادئة ومثالية للعائلات وتشجع على المشي إلى مناطق الخدمات المحلية، حيث جرى تصميمها على أساس استخدام سرعات مرورية منخفضة وإقامة العديد من ممرات المشاة الآمنة والمريحة.
دليل تصميم الشوارع الحضرية
يعتمد دليل تصميم الشوارع الحضرية على مبادئ التصميم الرئيسية، بما فيها تعزيز السلامة لكافة مستخدمي الشوارع، والتأكد من أن التصميم المثالي للشوارع يبدأ بتلبية متطلبات المشاة بجانب النقل ويتكفل بإرسـاء نقاط وصول شاملة ومتكاملة، ويعمـل على متطلبات الاستـدامة البيئية المتضمنـة في مبادرة (استدامة) التي أطـلقها مجلس التخطيط العمراني في الفتـرة السابقة. ويشكل الدليل عنصراً مكملاً لعناصر البنية التحتية للنقل والمواصلات في أبوظبي، والتي تتميز بتعدد الخيارات والوسائل وفق خطة العاصمة 2030 التي ترمي إلى إرساء منهج يدعم مقومات جودة العيش في أبوظبي. ويحرص الدليل على جعل إمارة أبوظبي نموذجا يحتذى به في انسيابية حركة الناس والمركبات وتنقلهم من خلال تعدد الخيارات المتاحة، والمرونة للوصول إلى الوجهة المقصودة، مع اختصار المدة الزمنية التي تستغرقها الحركة والتنقل داخل المدينة، ما يعزز مدينة أبوظبي كمدينة أكثر ملاءمة للعيش الكريم.
عدد اليوم
