?شخصيات ترفيهية وألعاب للأطفال وورش للرسم والإبداع وغيرها من الفعاليات المدهشة، كانت خير بداية لأسبوع التشجير في أبوظبي الذي انطلقت فعالياته صباح أمس الأول في الحديقة الرسمية بكورنيش أبوظبي، لتكرس اهتمام العاصمة بعمليات التشجير المستمرة ذات الدور المتميز في إضفاء لمسة جمالية وحضارية على أبوظبي تدخل البهجة على نفوس المقيمين فيها وزائريها القادمين إليها من أقطار الأرض، سواء للسياحة أو العمل.?
?أحمد السعداوي (أبوظبي) - شهدت الفعاليات حضوراً طلابياً كبيراً من مختلف المراحل التعليمية للتعرف على أفضل الأساليب المتبعة في حماية البيئة واتباع سلوكيات سليمة تكفل الحفاظ على بيئة مستدامة، وتجنيب البيئة أي آثار سلبية تضر بالمظهر الحضاري الرائع الذي تتسم به أبوظبي، وجعلها واحدة من أكثر مدن العالم تنظيماً ورقياً.?
?انتشرت في أرجاء الحديقة تجمعات الطلاب لتشارك بفاعلية في الأنشطة المتنوعة، هناك بعض يتابع العروض المسرحية، ومجموعة انخرطت في عمليات رسم وتلوين، وأخرى شاركت في مسابقات توعوية عن معارف ومعلومات بيئية، وفريق جلس في بيت للشعر أقيم في مدخل الحديقة، ليعكس واحداً من الملامح الإماراتية المتميزة الدائمة الحضور في كافة الفعاليات وتعكس قيم الضيافة التي اشتهر بها المجتمع الإماراتي.?
?من أبرز الفعاليات التي أثارت إعجاب الأطفال، مسرحية قدمتها مجموعة من طالبات المدرسة الظبيانية بأبوظبي، دار عبر أحداثها حوار حي تفاعلي بين الزهرات عن أهمية البيئة، تخلله عروض راقصة وحركات إيقاعية مدهشة قدمن خلالها رسائل بضرورة المحافظة على الحدائق بوصفها أكثر الأماكن التي تنتشر فيها الأشجار، وأهمية التزام سلوكيات بيئية سليمة تكفل للمجتمع بيئة آمنة وسليمة، تنعكس إيجاباً على الصحة الجسمية والنفسية لأفراد المجتمع.?
?«خارج أسوار القلعة»?
?وتقول علا فريج، مدرسة اللغة العربية بالمدرسة الظبيانية، ومؤلفة العرض ومخرجته، إن فكرة المسرحية التي حملت اسم «خارج أسوار القلعة» وشاركت في تقدميها 45 طالبة، تدور عن فتاة وحيدة «مريم»، متعلقة بشخصية «روبنزل» الخيالية، وتمنت أن تعيش معها، وفي أحلامها عاشت مع مريم خارج أسوار القلعة، لكنها فوجئت بتصرفات خاطئة لبعض الأطفال في الحدائق، ومن خلال أحداث المسرحية تحاول ريم تقديم النصح للأطفال عبر مشاركتها في حملة «متنزهاتنا» التي أطلقتها بلدية أبوظبي للحفاظ على الحدائق والمتنزهات.?
?وأوضحت علا، أن تقديم المسرحية تطلب جهداً مضاعفاً من الطالبات والمدرسات اللاتي شاركن في الإعداد لإخراجها بهذا الشكل المبهر، حيث استمر التدريب لمدة ثلاثة أسابيع لمدة نصف ساعة يومياً، وأشارت إلى أن فتيات المدرسة حققن نجاحات لافتة في كثير من الفعاليات اللاتي شاركن فيها من قبل، حيث حصدن المركز الأول على مستوى الجمهورية في العروض المسرحية بين المدارس.?
?وينتظر أن نقدم الأسبوع القادم مسرحية بعنوان «تعسوفة الحديقة»، وتدعو أحداثها إلى الحفاظ على الزراعة وتكريس مفاهيم التوعية البيئية الصحيحة لدى الطالبات. ?
?ومن بطلات مسرحية «خارج أسوار القلعة»، عبرت الطالبة بالصف الخامس، عائشة سلطان، والتي قامت بدور ريم، عن سعادتها بالمساهمة في هذه الفعالية الكبيرة، وقالت: إن هذه المشاركة تعتبر إضافة كبيرة لها وتعلمت من خلالها كثيراً من المفاهيم البيئية، وتعرفت على الكيفية التي تتعامل بها مع الحدائق والأشجار الموجودة في المتنزهات، وستحرص على نقل هذه المعلومات إلى أشقائها وأفراد أسرتها حتى يستفيدوا جميعاً من هذه المعلومات المفيدة التي تنفع الجميع وتجعل مدينتهم جميلة ومشرقة دائماً.?
?التوازن البيئي?
?زميلتها عائشة محمد، قامت بدور «روبنزل»، وبدورها أكدت أهمية مشاركتها والطالبات في هذه المسرحية وغيرها من الفعاليات التوعوية، التي تجعلهم أكثر إدراكاً لمكونات البيئة التي يعيشون فيها خاصة الأشجار التي تلعب دوراً كبيراً في حفظ التوازن البيئي وجعل نسبة الأكسجين في الجو متوافرة بقدر كبير، ما يساعد على تحسين صحتنا.?
?أما خديجة عبد الرحمن التي مثلت دور سندريلا، صديقة روبنزل، فأوضحت أن مشاركتها في تقديم المسرحية تعتبر خطوة مهمة في حياتها، تعلمت من خلالها كيفية التحدث والتمثيل أمام عدد كبير من الناس، وتدربت على التعاون مع زميلاتها، اللاتي اكتسبن خبرات كثيرة عن البيئة وعالم الأشجار وأهميتها في حياة الإنسان وضرورة التوسع في زراعة الأشجار في كل الأماكن المتاحة لما فيه من فوائد متعددة للجميع.?
?للرسم والتلوين مكانه المتميز ضمن أسبوع التشجير، حيث تجمعت طالبات بعض المدارس حول رسومات شخصيات كارتونية وأشكال لأشجار مختلفة، وأخذن في تلوينها ليعبرن بشكل إيجابي عن تفاعلهن مع الحدث البيئي الذي يستمر في العاصمة على مدى سبعة أيام.?
?ويقول عبدالله المري، مشرف الجناح الخاص بالتلوين والإبداع: إن الجناح مفتوح طوال الأسبوع من التاسعة صباحاً إلى الرابعة مساء، ويستقبل الأطفال من جميع الأعمار، بهدف إبراز ابداعات الأطفال ومواهبهم في إطار توثيق العلاقة بينهم وبين البيئة، عبر لوحات تحمل رسومات لأشجار مختلفة وشخصيات كرتونية عرف عنها ارتباطها بالبيئة.?
?واللوحات تتناول الآداب الواجب التزامها وتسهم في الحفاظ على البيئة مثل تنبيهات بعدم قطف الأزهار والشواء في غير الأماكن المخصصة لذلك، وهذا يأتي ضمن جهود توعوية شاملة تدعو إلى حماية البيئة وزيادة المساحات الخضراء في العاصمة.?
?يجاور ركن الرسم والتلوين، ركن آخر لعمل إكسسوارات للفتيات من خلال إعادة تدوير لبعض المواد التي يتم الاستغناء عنها في البيوت، بما يعكس رؤيتهم للتنمية المستدامة وتقليل النفايات والحرص على استخدام كافة المكونات البيئية المحيطة، حتى لو لم ير الآخرون فائدة منها.?
?ألوان ودفاتر?
?وفي مكان آخر بساحة الاحتفال بأسبوع التشجير، حمل عدد من الأطفال الأقل عمراً، ألواناً مائية ودفاتر بها رسومات متنوعة فيما يشبه ورشة عمل صغيرة، حافلة بالنشاط والبهجة زينها إقبال كبير من الأطفال على عالم الرسم والتلوين بما له من مكانة في نفوسهم، ويفتح أمامهم آفاقاً رحبة للتعبير عن خيالاتهم ومفاهيمهم البسيطة عن البيئة.?
?أما رسم الحناء بأشكاله المختلفة، فكان من أكثر الأنشطة التي لاقت قبولاً من الفتيات الزائرات، اللاتي عبرن عن فرحتهن برسم الحناء باعتباره من الموروثات الإماراتية المميزة والمحببة إليهن ورغب الكثير منهن في تجربتها والتعرف على طريقة رسمها بشكل مباشر وعملي، وهو ما تم من خلال تواجدهن في الركن الخاص برسم الحناء ضمن فعاليات أسبوع التشجير في الحديقة الرسمية بأبوظبي الواقعة بنهاية شارع المرور على كورنيش أبوظبي.?
?مركز زايد الزراعي التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة كان له مشاركة متميزة في فعاليات أسبوع التشجير. وقال المسؤول عن المشاركة عبدالله الهاشمي، مسؤول العلاقات العامة والتسويق بالمركز: إن الهدف من المساهمة طرح منتجات طلاب من ذوي الإعاقة الذهنية وما وصل إليه المركز من تطور في الإنتاج الزراعي وتحديداً العضوي باعتبار المركز أول مؤسسة في الدولة تقوم بمشروع «الأكوابونيك»، وهو الدمج بين تربية الأسماك والزراعة المائية، وهذا المشروع له العديد من المنافع، منها توفير الأسمدة، وتوفير المياه بنسبة 97%، بالإضافة لإنتاج خضروات وأسماك ذات جودة عالية، أي أنه مشروع مربح تماماً يشجع الكثير من الشباب على العمل فيه، خاصة أنه يقضي تماماً على مشكلات توفر الماء الصالح للزراعة وكذا التربة الصالحة للزراعة، وهذا يعني طفرة في عالم الزراعة داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.?
?شخصيات ترفيهية?
?الدكتور طارق الخصاونة، مدرس لغة عربية، بمدرسة حمودة بن علي، والمشرف على 90 طالباً قاموا بزيارة الفعاليات، وشاركوا في كل ما بها من مناشط، قال: إن الزيارة حققت هدفين، أولهما إرشادي تعليمي والآخر ترفيهي.?
?وأوضح أن الطلاب في هذه المرحلة يمكن استغلال الألعاب المفضلة لديهم والشخصيات الترفيهية المشهورة في توعيتهم للاستخدام الأمثل للحدائق، والمحافظة على الأزهار وعدم لعب الكرة على البساط الأخضر، ومعرفة الأماكن المخصصة للشواء. وكل ذلك بمصاحبة جملة من الألعاب والعروض التي تقدم في جو عائلي مرح. كما أن زيارة الأطفال تعتبر رسالة للأهل، حيث يجيء معظم الأطفال مرة أخرى في نهاية الأسبوع مع عائلاتهم ليستمتعوا بهذا الزخم من الفعاليات، ما يجعل رسائل التوعية تأخذ مجالاً أشمل وتضم كل فئات المجتمع.?
?دعوة إلى تغيير العادات البيئية السيئة?
?قام ركن إدارة الخدمات التابع لبلدية أبوظبي بتوزيع كتيبات تتضمن تعليمات وإرشادات للتعريف بالاستخدام الأمثل للحدائق، ومن ذلك التعريف بالعادات البيئية السيئة التي تشوه جمال المدينة وتدعو بلدية أبو ظبي إلى تغييرها، ومن هذه العادات الكتابة والرسم على الجدران العامة، قطف الزهور لأنه إذا اختفت الأزهار من حولنا فلن نستمتع بجمال الطبيعة، والشواء يجب أن يتم في الأماكن المخصصة، وذلك احتراماً للزوَّار والمحافظة على الحدائق، ورمي المخلفات يشوّه الأماكن العامة ويضر البيئة، يجب على أصحاب الكلاب التقاط فضلات كلابهم والتخلص منها في سلة المهملات، وذلك حفاظاً على نظافة المدينة، نشر الملابس على الشرفات يشوِّه منظر مدينتنا الجميلة، غسل السيارات في الأماكن العامة يهدر الكثير من المياه ويسمح بتكاثر الحشرات الضارة في المياه الراكدة، وقيادة الدراجات الهوائية في غير أماكنها المخصصة يسبب إزعاج الآخرين ويعرضهم للخطر، وتسلق الأشجار يعرض حياتك للخطر.?
?رابط إلكتروني للتعريف بالحدائق?
حرصاً من بلدية مدينة أبوظبي على التواصل مع أفراد المجتمع وزوَّار الحدائق، تم إعداد رابط إلكتروني تعريفي للحدائق من خلال الموقع الرسمي لبلدية مدينة أبوظبي www.adm.gov.ae ويحتوي الرابط على معلومات لعدد من الحدائق لمدينة أبوظبي والخدمات المقدمة فيها وإلى تعريف الجمهور والزوَّار بضوابط وإرشادات زيارة الحدائق والفعاليات والأنشطة المقامة بالحدائق خلال العام ومخطط لكيفية الوصول للحدائق.
عدد اليوم
