الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متحف الشارقة للتراث.. يحتضن المعالم الحياتية لماضي الأجداد

متحف الشارقة للتراث.. يحتضن المعالم الحياتية لماضي الأجداد
4 مارس 2014 21:58
هلا عراقي (الشارقة) - في تلك البقعة الغالية من قلب الشارقة، يخلد التاريخ القصص الرائعة واللحظات الجميلة بمتحف الشارقة للتراث، لنقف على أعتاب القلب بذكريات تلامس الروح، نعيش أمجاد الأجداد، ننصت للمكان الذي يسرد لنا الماضي بتفاصيله، مانحاً دواخلنا مساحة اللقاء بزمن يأخذنا الحنين إليه دوماً. نتجول في بنائه الرائع الذي تسكنه أنفاس من رحلوا وكلما توغلنا بداخله، نغوص في ماضينا الجميل، عندما ننظر لتلك المعروضات التي تفوح منها رائحة الأجداد، والتي نجح المتحف في عرضها بالعادات والتقاليد الثرية، والمحافظة عليها ماثلة أمام جيل اليوم. ومعه نعود لنتذكر الدرس الأول من أجدادنا في كل شيء في مكان يملك قدرة كبيرة على العطاء رغم صمت كل ما حولنا. بزيارتنا له نأخذ وقفة مع حاضرنا، فنحن بحاجة دوماً لنتذكر، ونعلم أبناءنا عن ماضٍ سطر أمجاده الأجداد لنقوى على المحافظة على هذا الصرح. ولا غرو في أن يشكل متحف الشارقة للتراث مقصداً للمقيم والسائح، بحيث تمنحه تجربة فريدة في الاطلاع على العادات والتقاليد، والأنماط الحياتية التي كانت سائدة في دولة الإمارات في الماضي، من خلال رحلة تنقلنا لحقب زمنية عبر قاعاته الست التي توثق البيئات الإماراتية ونمط الحياة والاحتفالات. ونتتبع من خلالها الكيفية التي كانت عليها نظم التعليم والعملة ونظام البريد المبكر، بالإضافة إلى اكتشاف مهارات الحرف التقليدية المتعلقة بالحلي والأزياء ومستحضرات التجميل وطب الأعشاب والموسيقى والفن الشعبي، كذلك قاعة سبل العيش والمعارف التقليدية والأدب الشفهي. كما نتعرف من خلالها على الاختلافات بين بيئة الوديان والجبال وبيئة الصحارى والواحات وبيئة أهل الساحل، شارحاً لنا اعتماد السابقين على المواد الأولية المحلية في منتوجاتهم. هذا المبنى التاريخي الذي تجاوز عمره القرن، والذي بناه القواسم في عام 1795 وكان يعرف بـ «بيت الشيخ سعيد الشامسي»، لايزال محتفظاً بإرث ضخم من الذكريات محافظاً على العادات التي خلفها لنا الأجداد، إلى ذلك يقول سعد عبدالرحمن: أحب زيارة متحف التراث، لأنه يضم عاداتنا وتقاليدنا وتراثنا الأصيل، وهو خير نموذج نقدمه لأبنائنا عن الحياة في الماضي. وتشير عائشة صقر «معلمة»، إلى أننا نلمس حباً من قبل الطلاب خلال الزيارة المدرسية لمتحف الشارقة للتراث، وحرصهم على معرفة أنماط حياة السابقين، والوقوف والسؤال عن كل أسلوب من أساليب حياتهم، وكيف عاشوا واستفادوا من البيئات التي سكنوها. ويرى عبدالكريم حسان، أن متحف الشارقة للتراث صورة مصغرة عن حياة الإنسان الإماراتي في السابق تتجول بداخله، وكأنك تقرأ كتب التاريخ، حيث ضم غالبية المعالم الحياتية لسكان الإمارات الأوائل. جميل أن نتعرف على حقبة زمنية مهمة في تاريخ الإمارات. ويشير محمد خميس قائل: إنه بزيارته مع أبنائه لمتحف التراث في الشارقة يستعيد ذكريات الماضي وثقافته من خلال نظرة على مشاهد لإرثنا الشعبي العريق. والجميل في زيارتنا للمتحف أننا ننقل جيل اليوم لفترة زمنية بعيدة نرويها لهم بتفاصيلها الدقيقة عن الأسرة الإماراتية، وكيف كانت تعيش وتمارس طقوسها الحياتية وتحتفظ بالتقاليد الشعبية من خلال المباني والضيافة والمهن والطبابة والأدب، وكلها ثروة تراثية غنية تعيش بين جدران متحف الشارق للتراث.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©