الخطة ميسي!

مراد المصري (دبي) دوَّن الأرجنتيني ليونيل ميسي صفحة جديدة في كتاب مسيرة عظيمة تبدو أسطورية بما يقدمه «البرغوث»، بعدما سجل هدفين وصنع ثالثاً، ليقود فريقه برشلونة الإسباني لاكتساح تشيلسي الإنجليزي بثلاثية نظيفة، الأول في إياب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، بعدما انتهت مباراة الذهاب بالتعادل بهدف لكل فريق. وجاءت الليلة بمثابة احتفالية خاصة لميسي تحديداً، الذي وصل للهدف رقم 100 في مسابقة دوري أبطال أوروبا، كما أن هدفه الأول الذي سجله بعد مرور 128 ثانية يعتبر الأسرع له في مسيرته الكروية على الإطلاق. ونجح ميسي في المباراة بمواصلة تألقه أمام الفرق الإنجليزية بعدما فشل في هز شباكهم في أول 10 مباريات له في دوري أبطال أوروبا، حيث سجل حالياً 20 هدفاً في آخر 18 مباراة ضدهم، علماً أنه لم ينجح سابقاً بالتسجيل في شباك تشيلسي قبل أن يسجل ذهاباً هدفاً وفي الإياب هدفين. وساهم تألق ميسي في سطوع «البلوجرانا» بعدما وصل برشلونة إلى الدور ربع النهائي في مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة 11 على التوالي، وهو أطول رقم له في تاريخ مشاركته في البطولة، كما أن هذه المباراة جاءت بمثابة رسالة إعلان أن برشلونة سيكون حاضراً بين المرشحين للفوز بلقب البطولة هذا العام، وذلك في ضوء نتائجه المتوسطة في الدور الأول، قبل أن يعود بقوة أمام جماهيره في أمسية خلابة، علما أن برشلونة حقق 24 فوزاً على حساب الأندية الإنجليزية، بوصفه أكثر فريق تفوق عليهم في المسابقة القارية. وجاء تفوق برشلونة لتكون المرة السادسة على التوالي التي تصل فيها 3 من الأندية الإسبانية إلى الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا وهو رقم قياسي في البطولة، وذلك في وقت ودعت فيه 3 فرق إنجليزية من الدور الثاني وهي تشيلسي ومانشستر يونايتد وتوتنهام، لتدفع الفرق الإنجليزية ثمن غيابها عن الأدوار المتقدمة في السنوات الماضية، وهو ما كشفته فوارق الخبرة في هذا النوع من المواجهات. ومنذ تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2012، فإن تشيلسي لم يتواجد بالقوة المعتادة في هذه البطولة، وفيما كان يشكل دائماً عقدة لبرشلونة فإنه ظهر كحمل وديع في الشوط الأول من المباراة، حيث كان الفريق غاب عن هذه البطولة كلياً العام الماضي، فيما لم تحمل عودة مانشستر يونايتد المطلوب منه، وبالنظر إلى فوارق الإمكانيات مع منافسه إشبيلية الإسباني، فإن الفريق الإسباني استغل تواجده المتكرر مقارنة بالغيابات المتقطعة لمانشستر عن البطولة في السنوات الماضية، أو الخروج المبكر منها، وجاء الخروج الثالث لتوتنهام أمام يوفنتوس الذي استغل خبرته بتواجده في أدوار متقدمة في السنوات الماضية منها المباراة النهائية مرتين في آخر ثلاث سنوات، فيما افتقد توتنهام لأجواء المنافسات الأوروبية بعدما قضى الكثير من الوقت في مشاركاته السابقة في مسابقة الدوري الأوروبي. وفيما كانت الطموحات كبيرة ببلوغ 5 فرق إنجليزية للدور الثاني والحلم بعودة الهيمنة الأوروبية بعد طول غياب، فإن مانشستر سيتي وليفربول كانا الناجيين الوحيدين، بالنظر إلى تواجد السيتي بقوة في السنوات الماضية وبلوغه أدواراً متقدمة واكتساب الخبرة لمقارعة الفرق ذات الخبرة، فيما برز اعتماد ليفربول على الأسلوب الهجومي في فرض شخصيته على الساحة الأوروبية التي تحتاج إلى «قلب جريء» وليس اللجوء إلى الدفاع، كما حصل مع اليونايتد وتشيلسي طوال 180 دقيقة! وسوف تجرى اليوم قرعة ربع نهائي البطولة حيث من المتوقع أن تفسر عن مباريات مثيرة.