السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب هتلر أسّس امبراطورية وقوّضها

كتاب هتلر أسّس امبراطورية وقوّضها
7 ابريل 2010 22:32
يوم 30 أبريل (نيسان) 1945، أي قبل 65 عاما بالضبط، انتحر أدولف هتلر بإطلاق رصاصة في رأسه بعد إدراكه بأنّ جيشه انهزم وانّ أعداءه إنتصروا عليه. وبانتحار الفوهرر انطوت بالقوة صفحة النازية الألمانية، التي تأسست على مقولات عنصرية دوّنها هتلر قبل عقدين في كتابه الموسوم بعنوان “كفاحي” Mein Kampf صدر الكتاب لأوّل مرّة عام 1927 في حوالي 700 صفحة وحدّد فيه مؤلّفه أدولف هتلر ما أسماه بـ”النّظام الجديد”، وتمّ وفق المصادر التّاريخيّة طبع 12 مليون نسخة من الكتاب أثناء فترة حكم هتلر، وكانت السّلطات تحث على أن يكون “كفاحي” هديّة دائمة للعرسان الجدد، لكن انتحار هتلر جاء لينهي تألق الكتاب، من خلال منع إعادة نشره في ألمانيا حتى عام 2015، كما صدرت دراسات عديدة دحضت مقولاته النظرية وأحكامه الاعتباطية. وقبل خمسة اعوام من الان، سعت أوساط يهودية وصهيونية لإثارة زوبعة لمنع إعادة نشره، ولهم في ذلك مآرب شتى، في حين ان الالمان متحمسون لاعادة نشره وبعضهم يقولون إنه مجرد وثيقة تاريخية. “كفاحي” هذا الكتاب الّذي ألّفه أدولف هتلر وشرح فيه نظريّاته السّياسيّة ممنوع قانونيا ودوليا إعادة نشره في ألمانيا إلى عام 2015، وبعد خمس سنوات من الآن سيصبح ممكنا لكلّ ألماني أن يشتري هذا الكتاب من أيّ مكتبة في ألمانيا، وهذه الإمكانيّة، تثير من الآن، نقاشا وجدلا وذعرا أيضا، وهناك دعوات ملحّة، من قبل الأوساط اليهوديّة والصّهيونيّة خاصّة أو القريبة منها او المتعاطفة معها لمنع إعادة طبعه ونشره في ألمانيا بدعوى أنّه كتاب معاد للسّامية، وهم يرون في إمكانيّة إعادة نشره بألمانيا بالذّات هدم لمجهود تواصل ثلاثة أرباع قرن لردم ما يرونه ماض أليم، والمعارضون لإعادة طباعة هذا الكتاب في ألمانيا يستشهدون بالرّواج الكبير الّذي لاقاه عندما تمّت إعادة نشره في تركيا منذ خمسة أعوام وكذلك في أندونيسيا عام 2007. حجج متباينة ويدور حاليّا نقاش بين من يظنّ أنّ كتاب “كفاحي” يجب اعتباره مجرّد وثيقة تاريخيّة عاديّة وبين من يرون أنّه كتاب ليس ككلّ الكتب، فمؤلّفه هو زعيم نازي وإنّ الكتاب يتضمّن آراء عنصريّة معادية للسّامية وأنّه يمثّل خطرا خاصّة مع وجود مجموعات “النازيين الجدد” اليوم في ألمانيا، ويتكهّن الجميع بانّ كتاب “كفاحي” لو تمّ نشره في ألمانيا فإنّ الإقبال على شرائه سيكون منقطّع النّظير وأنّ الطّبعة الأولى الجديدة ستنفذ في خلال أسبوع واحد فقط! اما المؤيدون لاعادة نشره فهم كثر ولسد الطريق امام المعارضين لذلك فانهم ابتدعوا فكرة تقول بانه لابد من السماح باعادة نشر الكتاب مع اضافة فصل له في نقده وابراز عيوبه ومخاطره. وماتخشاه بعض الأوساط ـ وخاصّة منها اليهوديّة والصّهيونيّة ـ انّ الشّعب الألماني عموما لا يكنّ، في أعماقه، كرها لهتلر، بل ربّما هناك لدى شريحة كبيرة من الألمان إعجابا به أو على الأقل تفهّما لمواقفه الّتي يرون أنّها كانت مواقف وطنية، ويصح القول إنّ هناك ما يشبه “التّصالح” بين الألمان وتاريخهم في فترة حكم هتلر. وكدليل على هذا التصالح فانه تمّ هذه الايام ولأوّل مرّة تصوير فيلم ألماني عن هتلر، فقد انتجت هوليوود التي يتحكم فيها اليهود مئات الأفلام عن الزعيم النازي، وهي طبعا كلّها أفلام تدين النازية وتنظر لهتلر وتاريخه من زاوية معاداته لليهود والسّاميّة، ولأوّل مرّة تولّى منتج ألماني هو برناد آيشنجر Bernd Eichinger إعداد فيلم ألماني عن “الفوهر”عنوانه “السقوط” Der Untergang إنّ القراءة الألمانيّة لتاريخ بلادهم، لم ترق دائما لبعض الأوساط الّتي سارعت بالإدانة والصّراخ والتّنبيه إلى أنّ النّازيين الجدد قد يطلون من جديد وان النازية قد تعود خاصّة بعد أن تمّ فتح متاحف وأماكن لها صلة بتاريخ هتلر والنّازيّة، وبلغت الإدانة أوجها عندما تجرّأ ناشر ألماني وإسمه لينكس Links على طبع دليل لبرلين بين 1933 و1945، ابرز فيه وحدّد الأماكن الّتي طبعت فترة حكم النّازيين لألمانيا، وإعتبارا للنّجاح الباهر لهذا الدّليل ـ ورغم الإدانة ـ فإن الناشر نفسه سارع باصدار دليل ثان مشابه للأوّل عن مدينة “مونيخ”، والمؤكّد أنّ الألمانيين اليوم هم بصدد تحطيم “تابو” في تاريخهم المعاصر وأنهم بإعادة نشرهم لكتاب “كفاحي” قد طووا صفحة “عقدة الذنب” الّتي طالما سعى اليهود أن يكبلوهم بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©