الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

40% زيادة في مبيعات السيارات الصغيرة

40% زيادة في مبيعات السيارات الصغيرة
2 مايو 2008 00:05
عندما يتحدث خبراء أسواق السيارات عن مستقبل هذه الصناعة فإنهم يجتمعون على حقيقة قائمة مفادها: ''جاء عصر السيارات الصغيرة''· إذ ارتفعت مبيعات السيارات الصغيرة 40 % في الأسواق العالمية خلال شهر يناير من عام 2007 بالمقارنة مع يناير 2006 وفقاً لإحصائيات صادرة عن شركة (أوتوداتا) الأميركية· ويشير المحلل بيرنارد سيمون في تقرير نشره في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلى أن شركة دايملر الألمانية التي تنتج السيارة الصغيرة ذات المقعدين (سمارت) منذ أكثر من عشر سنوات، كانت تتباطأ عن عمد إطلاقها في الولايات المتحدة بدعوى أن الأميركيين الذين يخجلون من اقتناء السيارات الصغيرة لا يمكن أن يفكروا في شراء سيارة لا يزيد طولها إلا بمقدار 30 سنتمتراً عن عرض سيارة الاستخدامات الرياضية (هامر) التي تنتجها جنرال موتورز· إلا أن الشركة الألمانية قررت قبل بضعة أشهر التراجع عن قرارها وأرسلت الدفعة الأولى من (سمارت) إلى الولايات المتحدة في شهر يناير الماضي لتجد ألوف المستهلكين بانتظارها بعد أن ارتفعت أسعار البنزين إلى أكثر من 3,5 دولار للجالون· ووجدت شركة دايملر الباب مفتوحاً لتطوير (سمارت) أكثر وأكثر· وأعلنت مؤخراً أنها ستزود الجيل الجديد منها ببطارية أيونات الليثيوم اعتبارا من العام المقبل مع احتمال توسيع نطاق التجارب التي تجرى على السيارة حالياً في لندن لتشمل مدينة لوس أنجلوس أيضاً· ونسبت مجلة ''أوتو موتور سبورت'' الألمانية المتخصصة إلى الرئيس التنفيذي لشركة سمارت أندرز ينسن قوله إن الشركة ستزود الجيل الجديد من السيارة ببطاريات أيونات الليثيوم مشيراً إلى أنه إذا نجحت التجارب، فإن سمارت لن تتوانى عن اتخاذ قرار بإنتاج السيارة على نطاق تجاري· وأشار ينسن إلى أن التجارب التي تجرى على السيارة الصغيرة حالياً في لندن قد يتم توسيع نطاقها لتشمل لوس أنجلوس حيث إن ''كاليفورنيا بلا شك أهم سوق لنا ومن الواضح أننا سنبيع معظم السيارات في منطقة لوس أنجلوس''· وتلقت الشركة حتى الان حوالي 30 ألف طلبية لشراء السيارة ''سمارت فورتو'' في الولايات المتحدة· وكانت شركة سمارت بدأت في إجراء تجارب واسعة النطاق تشمل 100 من سيارات ''سمارت فورتو'' الكهربائية في لندن العام الماضي· وتزود الشركة الطراز الحالي من السيارة ببطاريات كلوريد الصوديوم والنيكل والتي تثبت أسفل أرضية السيارة· ويمكن للسيارة قطع مسافة 115 كيلومترا تقريباً دون الحاجة إلى إعادة شحن البطارية· ويبدو بوضوح من خلال هذه الأمثلة أن العديد من العوامل الاقتصادية ذات التأثير القوي على التوجهات الاستهلاكية، وخاصة منها ارتفاع أسعار البنزين والتباطؤ الاقتصادي وتصاعد المخاوف من تدهور كبير لبيئة الأرض، كان لها أن تجعل المستحيل ممكناً· وسرعان ما اتضحت للمراقبين بعد ذلك ظاهرة انصراف المستهلكين الأميركيين عن شراء سيارات البيك آب الرياضية ورباعيات الدفع الثقيلة والتوجّه بقوة لشراء السيارات الصغيرة· وعند الحديث عن هذه التحولات المصيرية التي تشهدها صناعة السيارات، لا يكون هناك أدلّ من الأرقام؛ فلقد شهدت مبيعات السيارات الصغيرة الشهيرة مثل (هوندا فيت) و(تويوتا ياريس) و(شيفروليه آفيو) زيادة بلغت 40 بالمئة في شهر يناير من عام 2007 بالمقارنة مع يناير 2006 وفقاً لإحصائيات (أوتوداتا)· وفي مقابل ذلك، تراجع الطلب على سيارات الاستخدامات الرياضية (رباعيات الدفع) بمعدل 18,3 بالمئة والشاحنات الخفيفة بنسبة 7,4 بالمئة· وهناك الكثير من الأدلة على قوة هذا التوجه الجديد لمستهلكي السيارات؛ ومن ذلك أن سيارة تويوتا الهاتشباك الهجين (بريوس) تمكنت العام الماضي من تخطي (فورد إكسبلورر) في المبيعات بعد أن بقيت تتربع على عرش سيارات الاستخدامات الرياضية خلال السنوات العشر الماضي· وبالرغم من أن تويوتا بدأت ببيع (بريوس) عام 2000 في أميركا الشمالية، فإن فورد كانت قد باعت 445 ألف نسخة من (إكسبلورر) في ذلك العام· والآن أصبح سعر البنزين الكافي لملء خزان (إكسبلورر) يتجاوز 70 دولاراً بعد أن كان 30 دولاراً قبل 5 سنوات· وهذا يفسر سبب انخفاض مبيعات (إكسبلورر) في أميركا إلى 137,8 ألف سيارة العام الماضي· وسجل الطلب على الشاحنات الخفيفة (البيك آب) تراجعاً كبيراً فيما بدا وكأن فئة الكروس أوفير الخفيفة تزداد شعبية خاصة للاستخدامات العائلية· ويتوقع خبير الأسواق إريك ميركل أن يعود الطلب على البيك آب للارتفاع عندما تتحسن الأوضاع الاقتصادية في الولايات· ونظراً للعدد الكبير من هواة شراء البيك آب في العالم، فلقد عمدت شركة تويوتا إلى تطوير نسخة اختبارية من بيك آب جديد أطلقت عليها اسم (إيه-بات) وعرضتها في الدورة الماضية من معرض ديترويت الدولي للسيارات· وهي مدفوعة بمحرك عادي يتألف من 4 اسطوانات ومبني على منصّة سيارة عادية· وعمدت جنرال موتورز بدورها إلى عرض نسخة هجين من البيك آب (جي إم سي دينالي إكس تي) وعرضته لأول مرة في معرض شيكاغو الدولي للسيارات· ودفعت هذه الحقائق الماثلة بقوة في الأسواق، شركات صناعة السيارات للإسراع في بناء السيارات الصغيرة، فعمدت شركة هوندا إلى بناء (سييل) في مصنعها في إحدى ضواحي العاصمة الهندية نيودلهي فيما بدأت شركة فولكس فاجن بإنتاج سيارتها الصغيرة (آب) وتراهن شركة فيات الإيطالية الآن على سيارتها الصغيرة (فيات 500) التي أعادت إحياءها بعد أن توقفت عن إنتاجها لأكثر من 40 عاماً· ومهما كانت التغيرات التي سيشهدها الاقتصاد العالمي، فإن مما لا شك فيه أن صناعة السيارات بدأت تعد العدة لإطلاق السيارات الهجين والكهربائية والمدفوعة بالديزل النظيف والوقود الحيوي· ويرى البعض أن هذا التوجّه الجديد سوف يعلن النهاية الحتمية لمحركات الاسطوانات الثماني والتي سبق لها أن سجلت نجاحاً باهراً عندما كان سعر برميل النفط الخام 22 دولاراً· نقلاً عن ''فاينانشيال تايمز''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©