من تواضع لله رفعه

يعتبر التواضع من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل إنسان، وذلك لأن الـله حبانا بالعقل الذي ميزنا به عن سائر مخلوقاته، وبالعقل نتذكر ونتدبر قدرة الله في الكون. إن التواضع هو الذي يعطي الإنسان القدرة على رؤية نفسه باستمرار وتقييمها من وقت لآخر ويعطي الإنسان القدرة على تطوير ذاته والعمل من نجاح لنجاح وتحسين صفاته وحياته للأفضل، لأن التواضع يذكرك دائما بأنك لست الأفضل وأنك بالعمل والمثابرة تتقدم للأمام، ويعطيك القدرة على تقبل آراء الآخرين ونصائحهم لك. التواضع أن تتعامل مع الناس بكل إنسانية دون أن تتعالى عليهم ودون ترك انطباع لديهم بأنك تتباهى بذاتك وهي ليست ملكك بل ملك لخالقك. والمتواضع ينسب دائما كل ما يقوم به الى فضل الله عليه، لأنه مؤمن بأنه لا يحدث شيء في الدنيا من خير أو شر إلا بإذن الله، فمن تواضع لله رفعه. التواضع هو من أهم مؤشرات النجاح لأنها دليل على الثقة بالنفس والثقة في قدرة الله سبحانه وتعالى، إن التواضع لا يوقفك عند نجاح بعينه ويعطيك محبة من حولك من محبة الله لك لأنك عرفت قدر نفسك دون زيادة أو نقصان تجبر البشر على احترامك لاحترامك لذاتك وتواضعك لله. من تواضع لله كسب الدنيا والآخرة، ففضلا عن مباركة الله له في عمله ودنياه وحب الآخرين له فإنه في الآخرة لا يدخل الجنة من كان يملك في قلبه أو نفسه ذرة من كبر كما أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فالمتواضع يفز بدنياه وآخرته. والتواضع من شيم النبلاء، وهو من أحد مكارم الأخلاق التي تنشر روح المحبة والتعاون بين البشر وتعطي مجتمعا متحابا في الله يخلو من الكبر والحسد والغيرة ويساعد على ارتقاء المجتمع وتقدمه لأن المتواضع شخص يؤمن بالله إيمانا عميقا. منى عبدالله خلفان الكلباني