الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفريق النسائي بـ«الدعم الأمني».. قدرات استثنائية لمهام غير تقليدية

الفريق النسائي بـ«الدعم الأمني».. قدرات استثنائية لمهام غير تقليدية
5 مارس 2014 13:55
هناء الحمادي (أبوظبي)- أثبت قسم الدعم الأمني في شرطة أبوظبي، منذ إنشائه مطلع العام الماضي، قدراته الاستثنائية على أداء المهام الأمنية غير التقليدية، بقيادة فريق عمل متخصص مدرب تدريباً مكثفا وفقاً لأعلى المعايير، ولتعزيز دوره الحيوي في مساندة الوحدات الشرطية الميدانية زودت القيادة العامة لشرطة أبوظبي القسم بأحدث الأجهزة والمعدات المتطورة، لإرساء قواعد الأمن والاستقرار ولحماية الأرواح والممتلكات. وهو لم يغلق بابه أمام العنصر النسائي الذي أثبت جدارة في تحمل مسؤولياته والقيام بمهامه على أكمل وجه، مستفيداً من الأجواء الإيجابية والداعمة التي توفرها شرطة أبوظبي. فريق متخصص قال المقدم خالد الشامسي، رئيس قسم الدعم الأمني، إن إنشاء القسم جاء بناءً على توجيهات القيادة الشرطية لتأسيس إدارة أمنية نوعية، وفريق عمل متخصص بقدرات عالية لدعم ومساندة الوحدات الشرطية الميدانية بلا استثناء، موضحاً أن اختيار العاملين في القسم من الذكور والإناث يتم بدقة متناهية، ووفقاً لمعايير ثابتة من ضمنها المقابلة الشخصية، واللياقة البدنية والصحية، إلى جانب مهارات سرعة البديهة، والاستجابة وردة الفعل، حيث يتم إلحاقهم بعد اجتيازهم للاختبارات المطلوبة بدورات تدريبية تأسيسية مدتها أربعة أشهر، للتعرف على أعمال الدوريات، واقتحام الأوكار، والرماية التكتيكية، وإلقاء القبض والتفتيش والقيادة التكتيكية، والدفاع عن النفس واللياقة البدنية، ثم دورة متقدمة مدتها شهران لبناء المعرفة، والإدراك، والتعرف على الإجراءات القانونية العملياتية، والتكامل والتخطيط المشترك مع الوحدات الشرطية من خلال السيناريوهات المشتركة. ويبدو أن القسم لم يقتصر على الرجال فقط، إذ أكدت موزة الشحي، إداري رئيسي في فرع التخطيط الاستراتيجي بقسم الدعم الأمني، أن القسم يستقطب العناصر النسائية للعمل جنباً إلى جنب مع زملائهن من الرجال للارتقاء بالعمل الشرطي والأمني، من خلال المشاركة في المعارض والمؤتمرات، مثل المؤتمر الإقليمي الثاني للشرطة النسائية الذي أقيم مؤخراً في أبوظبي، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من الفتيات أبدين إعجابهن بهذا المجال الشرطي الجديد، كما أعربن عن رغبتهن الجادة في الانتساب للقسم عقب التخرج. وأشارت الشحي إلى أن الدورات التدريبية تتميز بالاستمرارية كجزء من أعمال القسم اليومية للمحافظة على مستوى المهارات المختلفة لفريق العمل، إلى جانب التركيز على الجانب القانوني الذي يوضح كيفية التعامل مع الأحداث والبلاغات، بحيث يكون الفرد ملماً بالإجراء القانوني الخاص بالطرفين أثناء القيام بالمهام المطلوبة، لافتة إلى أن القسم لديه العديد من المبادرات الاستراتيجية التي تسهم في تسهيل مهمة المتزوجات من العاملات في الدعم الأمني، من ضمنها إنشاء حضانة متطورة ومجهزة بأعلى المواصفات والمعايير، مع تزويدها بالوسائل العلمية والتربوية كافة لرعاية الأطفال خلال مزاولة الأمهات لعملهن في الفترتين الصباحية والمسائية. حس وطني بما أن العنصر النسائي يلعب دوراً محورياً لا يقل عن دور الرجال في قسم الدعم الأمني التقت «الاتحاد» هذه العناصر لإلقاء مزيد من الضوء على أسباب التحاقهن والمهام التي يقمن بها. إلى ذلك، أفادت عريف جميلة المحيربي بأن اختيارها العمل في شرطة أبوظبي كان بتشجيع من والدها، مؤكدة أن رغبتها في تقديم خدمة مميزة لمجتمعها دفعتها لاختيار الشرطة لكونها المكان الأنسب لتحقيق هذه الرغبة. وتضيف «بعد اجتيازي للدورة المختصة في مدارس الشرطة في سويحان، أجريت مقابلات عدة في أقسام مختلفة من بينها الدعم الأمني، الذي لفت انتباهي بطرحه للعديد من المزايا والتحديات التي ستضع بصمة واضحة في مسار حياتي الشخصية والمهنية، مضيفة: «الدعم الأمني هو المجال المناسب بالنسبة لي لأني كثيرة الحركة، وأعشق المغامرة والتحدي». وأرجعت عريف بدرية المنصوري انضمامها لقسم الدعم الأمني، بعد تخرجها من الدورة المختصة مباشرة، إلى عشقها للمغامرة وحبها للعمل الميداني، إلى جانب تحليها بالشجاعة والإقدام ومقدرتها على تحمل الصعاب، مؤكدة أن الأهل كان لهم دور بارز في تشجيعها للالتحاق بالدعم الأمني. وأشارت إلى أن العمل في قسم الدعم الأمني يحتاج إلى مهارات وتكتيكات محددة، ما أدى إلى إخضاعها لدورة تدريبية مدتها ستة أشهر، تلقت خلالها تدريباً مكثفاً في الرماية، والرياضة البدنية، والدفاع عن النفس وعن الآخرين، ونظم الاتصالات، والأجهزة اللاسلكية، إضافة إلى تلقيها محاضرات في القانون للتعرف على كيفية التعامل مع البلاغات المختلفة بطريقة قانونية، علماً بأن قوة تحمل المتدربات، ورغبتهن العارمة في إثبات وجود المرأة في جميع الأقسام الشرطية أسهمتا في تحملهن الصعاب. وحول الجانب الشخصي، أفادت المنصوري بأن عملها في الدعم الأمني لعب دوراً مهماً في تغيير نظرتها للكثير من الأمور، كما استفادت من العمل الميداني في رفع مستوى لياقتها البدنية، لافتة إلى أن العمل الميداني يناسب توجهاتها وطموحاتها. وأكدت بقولها: «أثبتت العناصر النسائية أن المرأة الإماراتية قادرة على التحدي، وتحمل المسؤولية خصوصاً في ظل وجود بيئة مناسبة، كالتي توفرها القيادة العامة لشرطة أبوظبي لجميع العاملين بلا استثناء». مكتسبات الأمن تخرجت عريف خلود البوسعيدي العام الماضي في مدارس الشرطة لتلتحق مباشرة بقسم الدعم الأمني لحبها للعمل الميداني المرتبط بالحفاظ على مكتسبات الأمن والاستقرار وحفظ النظام، ولرغبتها في أن تكون في موقع الحدث لما يحتويه من تحد وإثارة، ولما يتطلبه من مهارات وقدرات غير عادية على حد تعبيرها، لافتة إلى أن الدعم الأمني قسم جديد مبتكر وبحاجة إلى عناصر نسائية تتميز بالشجاعة والجرأة والقدرة على تنفيذ المهام الصعبة. وأشارت إلى أن حب المغامرة وثقتها في قدراتها البدنية والذهنية دفعتا والديها إلى حثها للالتحاق بقسم الدعم الأمني، مشيرة إلى أن ما تلقته من تدريب نوعي في الرماية بجميع أنواعها والفنون القتالية والدهم، وفقاً للقانون أسهمت في تشكيل شخصيتها الجديدة التي ولدت عقب تخرجها من الدورات التدريبية في هذا القسم. من جانبها، أعربت عريف أمل الشحي عن سعادتها الغامرة بوجودها ضمن عناصر الدعم الأمني، مؤكدة كغيرها من العناصر النسائية أنها تلقت دعماً قوياً من جميع أفراد أسرتها التي يعمل أغلبهم بمجال العمل الشرطي من بينهم شقيقها وشقيقتها، بينما يعمل والدها في القوات المسلحة، كما أشارت إلى فرحتها بتحقيقها لأمنية والدها، وذلك بحصولها على المراكز الأولى في الدورة المختصة، وفي ممارسة عملها بدقة وانضباط. وقالت: «رغم تعاطفي مع قضايا النساء غير أني أتخلى عن مشاعري الخاصة أثناء أدائي للمهام الملقاة على عاتقي، حيث تكون المهمة المطلوبة نصب عيني ولا شيء غيرها، ونستخدم أساليب مختلفة ومتدرجة في التعامل مع الأحداث، وتعتمد هذه الأساليب على نوع البلاغ، والشخص المطلوب التعامل معه، ونستخدم العاطفة إذا كانت تخدم القضية، من خلال تهدئة المتهم، واحتوائه حتى يسهل التعامل معه». عشق الزي الشرطي لأن والدها يعمل في المجال نفسه منذ زمن طويل، لم تجد عريف العبدة سالمين الزعابي بداً سوى أن تهيم عشقاً بالزي الشرطي، الذي يرتبط بتوفير الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات والأرواح، وتضيف: إن البعض يعتقد خطأ أن العمل في قسم الدعم الأمني حكر على الشباب. وبررت سبب التحاقها بقسم الدعم الأمني بحبها للمغامرة والمهام المتجددة، خصوصاً أن العمل الروتيني يشعرها بالملل، ولا يضيف شيئاً جديداً لثقافتها المهنية. وزادت: «مجتمع الإمارات ينعم بالأمن والاستقرار والانسجام، مع أن هناك أكثر من 200 جنسية وثقافة تعيش على أرضه».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©