السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمر المقرن: «نساء المنكر».. يصرخن!

سمر المقرن: «نساء المنكر».. يصرخن!
11 يونيو 2009 02:33
الروائية والصحفية السعودية سمر المقرن غنية عن التعريف، فروايتها «نساء المنكر» حلقت بها في آفاق الشهرة الواسعة، وقد بيعت منها مئات الآلاف من النسخ وجددت طبعاتها مرات عديدة. سمر المقرن كاتبة متمردة على كل ما يحدّ من حرية المرأة ويجعلها تعيش في «قفص جميل». هي صحفية وكاتبة لها العديد من الزوايا اليومية والأسبوعية في عدد من مجلات وصحف الخليج العربي، كما عملت معدة لبرنامج «امرأة وأكثر» لقناة لبنانية. توّجت سمر المقرن بعدد كبير من الجوائز وشهادات الاستحقاق والأوسمة أبرزها: درع المنظمة العربية للإصلاح الجنائي العام، نظير جهودها الإعلامية في نشر ثقافة حقوق الإنسان، كما حصلت على لقب أنجح امرأة عربية في مجال الثقافة والأدب، وشاركت في دورات حقوقية في كل من: القاهرة، اليمن، الأردن. وحصلت على شهادة تعزيز المرأة في المواقع القيادية من المعهد الديمقراطي الوطني الأميركي للشؤون الدولية في كل من الشارقة، الأردن، الرباط. كتبت سمر المقرن عددا من القصص الخبرية والتقارير التي نقلتها وكالات الأنباء العالمية، كما شاركت في عدد كبير من المؤتمرات والملتقيات الإعلامية في كل من السعودية، البحرين، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت، الجزائر. في هذا الجوار تتحدث سمر المقرن عن روايتها وتجربتها في الكتابة ورؤاها في الثقافة والحياة: روايتك عبارة عن صرخة أنثى مكلومة. هل يعتبر البوح بالنسبة إليك رديف الكتابة، أو الكتابة عتبة النضال الموارب ضد العوائق التي تحد من توثب المرأة؟ - - الكتابة وسيلة للبوح بالمكنون من أسرار وخبايا، والرواية كما ذكرت صرخة امرأة أرادت أن تصل إلى كل العالم وتعبر عن واقع تعيشه هي وغيرها بكل ما فيه من مرارة. أضحت الكتابة وسيلة في غاية الأهمية تعبر من خلالها المرأة عن مشاعرها تجاه ما تعايشه من تهميش كما عن آمالها بمستقبل أجمل وتحرر من قيود الجهل والتخلف. - هل الرواية الجنس الأدبي الأمثل للبوح والشكوى، وتعرية الواقع؟ كيف ذلك؟ - - الرواية قادرة على ترجمة الأحاسيس والمشاعر بشكل عميق، وهي وعاء يمكن أن تضع فيه ما شئت من الأمور شرط أن تقوم بتشكيلها بطريقة مناسبة. أرى أن الرواية تقدم الفرصة الأمثل للتعبير وتعرية الواقع والطرح الجريء والشفاف. - روايتك قصيرة جدا. هل في نيتك في أن تسيري بهذا الجنس نحو كتابة أقصر على شاكلة القصة القصيرة جدا؟ وما الذي يتيحه الاختصار في كتابة الرواية؟ - - ليست القضية بالنسبة لي قضية قصر أو طول، وفي الحقيقة أشعر الآن أنه كان عليّ أن أضيف بعض التفاصيل المهمة في الرواية، خصوصاً حول قصص السجينات، لكن المسألة هي مسألة المحتوى أولاً وأخيراً، والأهم بالنسبة لي أن أقول ما أود أقوله وأوصل الرسالة بغض النظر عن الحجم وعدد الصفحات. وأحب أن أنوه إلى أن «نساء المنكر» هي رواية شعبية، كتبتها ليقرأها الصغير والكبير، المثقف والعادي، المتعلم تعليما عاليا أو متوسط، وفي هذا الصدد لابد أن تتناسب في حجمها مع الإيقاع السريع الذي نعيشه، والقارئ في العالم العربي لا وقت لديه يريد أن يقرأ بسرعة. أما القصة فقد كتبتها في بداياتي وربما أعود لها مستقبلاً إذا وجدت الأمر مناسباً. - اخترت عنوانا ملفتا، وصورة غلاف ملفتة. هل الغرض هو إثارة المتلقي كعتبات إشهارية للعمل أم عتبات حقيقية للنفاذ إلى صلب العمل؟ - - نعم، العنوان أنا اخترته وأعتقد أن العناوين صناعة ليس كل شخص يجيدها، استفدت من عملي الصحفي كرئيسة قسم, حيث كنت على مدى عامين أصنع كل عناوين القسم بصفحاته الأربع اليومية، أضف إلى ذلك أني كنت أصنع عناويني الصحفية لكل موادي وكذلك مقالاتي، لا أحب العناوين التقليدية، العنوان وحده القادر على جذب القارئ، المهم أني اخترت عنوانا في سياق الموضوع وكونه لافتا فهذا دليل النجاح. أما الغلاف فقد قامت دار الساقي بتصميمه وعرضه علي فوافقت. - يراهن الجيل الجديد من الروائيات في الخليج على الجسد والإغراء والبوح الصريح للرغبات المكبوتة. بالنسبة إليك هل الموضوع موضة مستهلكة للترويج أم موضوع حامل للرموز الأنتروبولوجية، أم هو رغبة في تكريس أقصى للتحرر؟ - - هو خليط من كل هذا، ويجب أخذ كل حالة على حدة. بعض الحالات تجتمع فيها كل هذه الأمور والبعض الآخر يقتصر على الرغبة في الترويج بهذه الطريقة. أعتقد أن هذه الحالات مجتمعة وبغض النظر عن الأهداف تعبر عن حالة عامة من التمرد على المحظور لدى الجيل الجديد من الروائيات، أما التعبير عن هذا التمرد، فهو مختلف بين روائية وأخرى، وهو الذي يميز هذه الحالة الروائية عن تلك. - تجمعين بين العمل الإعلامي والصحفي وبين كتابة الرواية، أين تجدين نفسك ومتعتك؟ - - أحب كثيراً عملي الصحفي وأدين له بالفضل في صناعة اسمي وتطوير قدراتي، أما كتابة الرواية، فهي هواية أحب ممارستها ولها مذاقها الخاص أيضاً، لذلك أستطيع أن أقول أنني أجد في كل منهما متعة خاصة. - مع النجاح الأسطوري الذي حققته روايتك «نساء المنكر» هل تفكرين في الترخيص لمخرج ما لكي يحول الرواية إلى عمل تلفزي أو سينمائي؟ - - أعتقد أن هذا الأمر ليس بيدي، بل بيد المخرجين والمنتجين السينمائيين، ولو عرض عليّ نص جيد ووجدت أن الفكرة مناسبة وأن العمل سيظهر بصورة لائقة فلمَ لا؟. - قلت لي ذات لقاء أن روايتك «نساء المنكر» صدرت منها الآلاف من النسخ المزورة والتي استهدفت حقوقك وحقوق ناشرك، نريد منك توضيحا. - - نعم حصل ذلك وطبعت النسخ المزورة بكميات كبيرة وبيعت على أرصفة القاهرة، ولم أرَ أي تحرك من الجهات المعنية لمكافحة عملية التزوير هذه وتقديم المزورين للمحاكمة. أعتقد أننا ما زلنا نفتقد في العالم العربي إلى القوانين الصارمة تجاه مثل هذه الأعمال، ولو وجدت هذه القوانين فهي لا تطبق عملياً، لذلك يستسهل هؤلاء القيام بعمليات التزوير والتعدي على الملكية الفكرية. - زرت المغرب وتم الاحتفاء بك واستقبالك من طرف الوزيرة المغربية نزهة الصقلي، كيف كان انطباعك عن تلك الزيارة وما رأيك في الحراك الأدبي المغربي؟ - - كانت زيارتي للمغرب تهدف إلى التعرّف على الحراك النسوي الحقوقي، لذا لم تأتِ الفرصة للاطلاع على الحراك الأدبي المغربي عن قرب، مع العلم أني مهتمة بكافة الفعاليات التي اقرأها حول المغرب العربي. زيارتي للمغرب كانت استثنائية، حيث زرت الرباط والدار البيضاء، وزرت الجزائر، الحركة النسوية عظيمة، التقيت بالوزيرة الصقلي واطلعت على تجربتها التي تحتاج إلى كتاب لتوثيقها ولا أستثني من هذا زميلاتها الناشطات وعضوات البرلمان. لقد فازت المرأة المغربية بعد نضال طويل بكثير من الحقوق على رأسها مدونة الأسرة، والتي أدعو كل امرأة للاطلاع عليها وعلى تجربة المغربيات للوصول إليها. - الرواية تقدم الفرصة الأمثل للتعبير وتعرية الواقع والطرح الجريء والشفاف - آلاف النسخ طبعت من الرواية وبيعت على أرصفة القاهرة ولم يتحرك أحد لمكافحة التزوير
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©