الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنشاء حضانات حكومية لأبناء الموظفات يسعد أسر الشارقة

إنشاء حضانات حكومية لأبناء الموظفات يسعد أسر الشارقة
27 فبراير 2011 20:59
(الشارقة) - «لم تكن المسألة هينة، بل هي مرحلة عصيبة من حياتي وقفت فيها حائرة وخائفة من اتخاذ القرار، مشتتة بين مسؤوليتي كأم وبين متطلبات وظيفتي، فأين أضع طفلي الصغير؟ هل أتركه للخادمة التي لا أثق بحسن رعايتها له ولا أئتمنها على الاعتناء به؟ أم أتنازل عن عملي ووظيفتي التي أحتاجها وأحبها في ذات الوقت؟ ثم جاء الحل وكأنه استجابة لدعائي، حضانة في المدرسة التي أعمل بها، تقربني من صغيري وتمكنني من رؤيته والاطمئنان عليه». بهذه الكلمات المؤثرة عبرت لنا «نوال إبراهيم» سكرتيرة مدرسة «فاطمة الزهراء» في الشارقة وهي الأم العاملة، التي كانت تعاني من صعوبة الجمع بين واجباتها الأسرية وبين مسؤولياتها العملية، فكان قرار إنشاء دار حضانة تابعة لمحل وظيفتها كحلم يتحقق، وخطوة إيجابية على الطريق الصحيح، فهي كغيرها من غالبية الأمهات العاملات اللواتي ترتبك كل حياتهن بعد الإنجاب، ويجدن أنفسهن محاصرات بين غريزة الأمومة والحاجة للعمل، فجاء مشروع الحضانات الحكومية الذي تبنته إمارة الشارقة بمثابة طوق نجاة ينتشل الكثير منهن إلى بر الأمان، وبداية تصحيحية لمعضلة اجتماعية أرقت العديد من الأسر على مدى سنوات. وتؤكد «عائشة سيف» أمين عام مجلس الشارقة للتعليم على حقيقة أن مشروع الحضانات الحكومية أنجز نجاحات عديدة، وأنه يعد تجربة رائدة يجب أن تعمم في كل أنحاء الدولة، وتقول: «مازالت التجربة جديدة وفي بداياتها، ولكنها تحظى بدعم كبير من حكومة الشارقة، لقد بدأنا أولا بفتح أربع حضانات في بداية العام الدراسي 2009-2010 لنصل إلى 7 حضانات حاليا، متوزعة بين عدة مدارس منتقاة في الإمارة، ونعمل الآن على تطوير المشروع ليصل العدد إلى 14 حضانة خلال العامين المقبلين، كلها تهدف لاحتضان ورعاية أبناء الموظفات في المدارس والمؤسسات الحكومية، وتوفير الأمان والراحة النفسية للمرأة العاملة في الفترة التي تكون فيها قائمة على رأس عملها». وفي مجتمع صغير ودولة فتية كالإمارات، تحتاج إلى تضافر جهود كل أبنائها نساء ورجالا ليشاركوا في مرحلة النهضة والبناء، ويتعزز فيها دور المرأة العاملة ويتأكد أهميته كعنصر فعال وأساسي لدفع عجلة التطور ورسم آفاق المستقبل، قد تكون بادرة إنشاء مثل هذه الحضانات ضرورة ملحة ومطلبا مشروعا، تنادي به معظم الموظفات العاملات في كافة الميادين، كما أنه يشكل حلا عمليا ومرضيا للكثير من الأسر، ويقضي على ظاهرة الاعتماد على المربيات وما لها من سلبيات على المدى البعيد، وتشير إلى ذلك السيدة «منى الشرياني» مديرة الحضانات في الشارقة، فتقول: «لاشك أن وجود هذا المشروع الرائد في مدينة الشارقة، سيكون بداية الحل للعديد من المشاكل الاجتماعية التي تترتب على خروج المرأة إلى ميدان العمل، فمن خلال الحضانة الحكومية تستطيع الموظفة الآن أن تطمئن على أطفالها، وأن تنجز عملها، فلا تضطر للاختيار والتفضيل بينهما، ويساعدها على هذا وجود مشرفات مواطنات في هذه الحضانات، متعلمات وجديرات، خضعن لدورات متخصصة، ويتمتعن بخبرة كافية لرعاية الأطفال من عمر الشهر وإلى أربع سنوات». وتؤكد كلامها المشرفة في حضانة الزهراء»مريم عبدالله الشريف»، لتقول: «نحن كمشرفات مواطنات نحرص أن نقدم لهؤلاء الأطفال أفضل رعاية وعناية ممكنة، ونعمل ضمن خطة تعليمية وأسس وقواعد محددة، ومهام عملنا تتطلب منا الاهتمام بكل التفاصيل بدءا من نظافتهم الشخصية، تغير الحفاظات والملابس، إطعامهم وجبات صحية، وتزويدهم بالمهارات والمعلومات التي تناسب أعمارهم، مع إمتاعهم واللعب معهم طوال الوقت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©