زهاو زيانغ يتذكر بعد موته

بعد عشرين عاما من إزاحته من السّلطة بسبب مواقفه الإصلاحية، ومرور أربعة أعوام على وفاته، صدر يوم 19 مايو 2009 بالولايات المتّحدة الأميركيّة مذكّرات القيادي الصّيني زهاو زيانغ Zhao Ziang الذي كان رقم 1 في الصين، وتولى منصب رئيس الحكومة في الفترة الممتدة بين 1980 و1987. ثم أمينا عاما للحزب الشيوعي الصيني من 1987 الى 1989 وجاءت هذه المذكرات حافلة بالأسرار المثيرة، ولأول مرة في تاريخ الصين الحديث يتحدث مسؤول صيني بشكل مباشر عن مسؤولين صينيين آخرين بصراحة وجرأة وبأسلوب نقدي. وقد قضى رئيس الحكومة الصينية سابقا خمسة عشر عاما بأكملها تحت الإقامة الجبرية في شبه عزلة تامة إلى أن توفي عام 2005 عن سن الخامسة والثمانين، وقد سرب عام 2000 خلسة أشرطة مسجلة بصوته مدتها 30 ساعة، وهي التي تمّ استغلالها وترجمتها من الصينية وإصدارها في كتاب باللغة الانجليزية في أميركا تحت عنوان: «سجين دولة: المذكرات السرية لزهاو زيانغ». ومن بين ماجاء في هذه المذكّرات أنّ القمع الّذي تمّ تسليطه على الطّلبة في احداث «تيانمين» الشهيرة في بكين يوم 4 يوليو 1989 كان بالإمكان تفاديها، فالمظاهرات بشهادة القيادي الصّيني كانت سلميّة، وإنّ قرار السّماح للجيش بالتّدخّل جاء من الجناح المتشدّد لدى المحافظين وخاصّة من لي بينغ LI PENG، والقيادي الصّيني يحمّل في مذكّراته بينغ مسؤوليّة المجزرة الّتي حصلت في الكارثة المذكورة آنفا. ومعلوم أن زهاو زيانغ كان من أنصار الحوار مع الطلبة الذين أعلنوا وقتها إضرابا للجوع ولكن الصقور ودون علمه او استشارته اتخذوا قرارا بقمع الحركة وأمروا الجيش بالتدخل وأزاحوا زيانغ من كل سلطاته. وفسر الزعيم الصيني في مذكراته موقف الصقور بالخوف والجزع من الإصلاحات السياسية، وقال ان ليبينغ لم يكن رجل سياسة كفء وكذلك أيمين وهما اللذان خلفاه في السلطة ووصفهما بالخوف والجبن. ويدعو زهاو زينغ في مذكراته الى إرساء نظام ديمقراطي برلماني في الصين. ولم يسجل أي رد فعل رسمي عن صدور هذه المذكرات، علما وان ذكر زهاو زيانغ يعد اليوم في الصين من الممنوعات.