السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سهام قورة: النشاط الصناعي يسبب التلوث «الحرج» وانحسار الجليد يهدد بالانقراض

سهام قورة: النشاط الصناعي يسبب التلوث «الحرج» وانحسار الجليد يهدد بالانقراض
27 فبراير 2011 21:01
خلق الله الكون بشكل متكامل، ولكن لأسباب بيئية عديدة حدث خلل في توافق العناصر المكونة لكوكب الأرض، مما أدى إلى فقد قدرتها على أداء دورها الطبيعي وتسبب ذلك في تدهور البيئة وتلوثها، وهو أكبر كارثة يواجهها الإنسان، فالتلوث سبب في تغير البيئة التي تحيط بالكائنات الحية بفعل الإنسان وأنشطته اليومية، مما يؤدي إلى ظهور بعض الموارد التي لا تتلاءم مع المكان الذي يعيش فيه الكائن الحي وأدى إلى اختلاله، وبذلك يعد الإنسان السبب الرئيسي والأساسي في إحداث عملية التلوث البيئي. (دبي) - تقول الدكتورة سهام قورة أستاذ مادة العلم والحياة بجامعة العين للعلوم والتكنولوجيا، إن أثر الإنسان والتوسع الصناعي والتقدم التكنولوجي من أسباب التلوث البيئي، وهناك أسباب أخرى ومنها سوء استخدام الموارد والانفجار السكاني، لأن الإنسان هو من يخترع وهو من يصنع وهو الذي يستخدم وهو المكون الأساسي للسكان. التلوث الحرج والتلوث التي تظهر له آثار سلبية تؤثر علي الإنسان وعلى البيئة التي يعيش فيها، يمكن أن نطلق عليه التلوث الحرج وخاصة فيما يرتبط بالنشاط الصناعي بكافة أشكاله، فما يميز الكرة الأرضية عن الكواكب الأخرى هو الغلاف الجوي الذي يحيط بها، ووجود الغلاف الجوي وثبات مكوناته يتوقف عليه استمرار الحياة بالشكل المتعارف عليه، وأن مكونات الغلاف الجوي الرئيسية ثابتة منذ عشرات الآلاف من السنين، ويتكون الغلاف الجوي من النتروجين الذي نسبته تزيد عن السبعين في المائة، وهناك غازات خاملة وهيليوم وغازات أخرى ومنها ثاني أكسيد الكروبون والأوزون والميثان إلى جانب أكاسيد الكبريت والهيدورجين وأكاسيد النتروجين وبخار الماء. وتكمل الدكتورة سهام أن تلك الغازات تسمى غازات الندرة وتعد شوائب تؤدي إلى التلوث الجوي، عندما يزيد تركيزها في الجو، وتؤدي إلى حدوث اختلال في مكونات الغلاف الجوي والاتزان الحراري، وهذا ينتج عنه تغيرات في المناخ والجو وآثار سيئة على صحة وحياة الإنسان وسائر الكائنات الأخرى، ومن أهم الأخطار التي تهدد التوازن الطبيعي زيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون، وهو من الغازات السامة للإنسان ويسبب له الاختناق. الغازات الدفيئة وتضيف: التلوث يزيد من درجة حرارة الكرة الأرضية، فأشعة الشمس لايتم امتصاصها كلية، بل امتصاص جزء منها والجزء الآخر ينعكس مرة أخرى، لكنه لا ينعكس هذا الجزء المتبقي بشكل كامل، حيث يقوم غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء بالإضافة إلي غازات أخرى، بامتصاص بعض من الأشعة المرتدة إلي الفضاء الخارجي، مما يؤدي إلي ارتفاع درجة حرارة سطح الكرة الأرضية وهذا مايسبب الاحتباس الحراري. وتمتص الأرض الطاقة المنبعثة من الإشعاعات الشمسية وتعكس جزءاً من هذه الإشعاعات إلى الفضاء الخارجي، وجزءاً من هذه الطاقة أو الإشعاعات يمتص من خلال بعض الغازات الموجودة في الغلاف الجوي، وتلك الغازات هي الغازات الدفيئة التي تلعب دوراً حيوياً ورئيسياً في تدفئة سطح الأرض، للمستوى الذي يجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض. كما تقوم الغازات الطبيعية بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح الأرض، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وبمعدلها الطبيعي، ولولا هذه الغازات لوصلت درجة حرارة سطح الأرض إلى 18° تحت الصفر، ونتيجة النشاطات الإنسانية المتزايدة وخاصة الصناعية منها أصبحنا نلاحظ الآن زيادة الغازات الدفيئة، لدرجة أصبح مقدارها يفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة سطح الأرض ثابتة وعند مقدار معين، فوجود كميات إضافية منها وتراكمها في الغلاف الجوي، يؤدي إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الطاقة الحرارية في الغلاف الجوي، وبالتالي تبدأ درجة حرارة سطح الأرض في الارتفاع. ارتفاع حرارة الأرض وتستعين الدكتورة قورة بآراء الباحثين في هيئة الأرصاد وجامعة ايست انجليا البريطانيتين، بأن درجة الحرارة ارتفعت خلال عام 2005 في النصف الشمالي بمقدار 0.65°س فوق المتوسط، الذي كان سائدا ما بين 1961 – 1990، ودرجة الحرارة ارتفعت خلال عام 2005 بحوالي 0.48°س على مستوى العالم، وهذا ما يجعل سنة 2005 أشد الأعوام حرارة بعد عام 1998. ويعتقد العلماء أن نصف الكرة الشمالي يزداد سخونة بشكل أسرع من الجنـوب لأن نسـبة أكبر من تكوينه يابسة، وهي تتأثر بشكل أسرع بالتغيرات المناخية مقارنة بالمحيط، وأشار الباحث ديفيد فاينر من وحدة أبحاث المناخ بجامعة ايست انجليا، إلى أن درجة حرارة المياه بالمحيط الأطلسي بنصف الكرة الشمالي هي الأعلى منذ عام 1880. وفيما يتعلق بآثار الإحتباس الحراري قالت قورة إنه أصبح من المؤكد أن كمية ثاني أكسيد الكربون التي تدخل الجو ستستمر في الازدياد، وبالتالي فإن درجة حرارة سطح الأرض سترتفع، ومعنى ذلك فإن التأثير على المناخ سيغدو واضحا، وأهم الظواهر التي ستحدث منها ارتفاع درجات الحرارة، حيث لوحظ بالفعل ازدياد في معدل درجات الحرارة في كثير من البلدان، وقد سجلت السنوات الأخيرة درجات حرارة قياسية في أوروبا وبعض مناطق أميركا ومناطق أخرى حول العالم. انقراض البطريق وتوضح قورة: الأمر الآخر ازدياد موجات الجفاف وحرائق الغابات كنتيجة لارتفاع درجات الحرارة، وازدياد شدة العواصف والأمطار في بعض المناطق، حيث إن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى زيادة طاقة النظام المناخي، مما يزيد من شدة العواصف والأمطار في بعض المناطق، ما يعني زيادة خطورة الفيضانات في تلك المناطق، وهناك أيضا ارتفاع درجة حرارة مياه البحر التي تؤدي إلى تغذية الأعاصير الاستوائية مما يزيد من شدتها، وكمثال على ذلك إعصار كاترينا في أغسطس 2005. وهناك أيضاً ارتفاع مستوى البحار نتيجة ذوبان الصفائح الجليدية، ما يهدد الكثير من المدن الساحلية، لأن لارتفاع درجة حرارة الأرض أو الغلاف الجوي القريب من الأرض، تأثير واضح في ذوبان الجليد في المحيط المتجمد الشمالي، مؤدياً إلى ارتفاع منسوب المياه في بعض البحار والمحيطات، وزيادة الموجات الحرارية التي قد تهدد صحة وحياة الإنسان، وازدياد انتشار الأمراض نتيجة تغير نوعية الهواء. والاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة أنواع من الحشرات وانتشارها مثل البعوض، وقد وجد أن لارتفاع درجات الحرارة خطر كبير على التنوع الحيوي في منظومات بيئية مختلفة، حيث إن بعض الفصائل الحية قد لا تستطيع التكيف مع هذا التغير البيئي المناخي، مما يهدد بانقراضها. على سبيل المثال فقد تراجع عدد حيوانات البطريق في القطب الشمالي بنسبة 33% خلال 25 سنة فقط، وكذلك يشكل الجليد في القطب الشمالي البيئة الطبيعية للدب الشمالي والفقمة، وبالتالي فإن انحسار الجليد قد يهدد حياة هذه الحيوانات بالانقراض، كما تؤدي الى ازدياد نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، وحموضة مياه البحار وتهديد بعض من أشكال الحياة فيها. انحسار الجليد تقول قورة: من الآثار الأخرى لانحسار الجليد هو انخفاض قدرة الأرض على عكس أشعة الحرارة من الشمس، ما يؤدي إلى انحباسها على الأرض، وهذا يزيد من الانحباس الحراري والذي هو المسبب لانحسار الجليد أصلا، الى جانب بعض الظواهر المتوقعة نتيجة للاحتباس الحراري، حيث يعتقد أو يتوقع أنه خلال مائة عام، سوف يرتفع مستوى سطح البحر في العالم مابين تسعة الى ثمانية وثمانين سم، بسبب غازات دفيئة إضافية تسبب الإنسان في حدوثها، ويتزامن مع ذلك بالتدريج ارتفاع مماثل بسبب ذوبان الجليد القطبي، والتمدد الحراري للمحيطات. ومعروف أن المياه تتمدد عند ارتفاع حرارتها، وسيؤدي هذا الارتفاع المتوقع والمعتدل نسبيا في مستوى سطح المحيطات إلى دمار هائل، ومنها الأضرار الناجمة عن العواصف وفيضان البحر على السواحل، وتلوث مصادر المياه العذبة والمناطق الزراعية بالمياه المالحة، وإغراق المستنقعات الساحلية والجزر الحاجزة، وزيادة ملوحة مصبات الأنهار، وستحدث نتيجة ارتفاع بسيط في مستوى البحر، كما ستتأثر بعض المدن والقرى المنخفضة بهذا الارتفاع، ما يهدد أيضا الموارد الأساسية لسكان الجزر والسواحل كالشواطئ، وموارد المياه العذبة ومصائد الأسماك والجزر المرجانية ومواطن الحيوانات البرية. مكافحة التغير المناخي حول الجهود في مجال مكافحة التغير المناخي، تقول الدكتورة سهام، إن دول العالم أدركت أهمية التعاون فيما بينها من أجل مكافحة التغير المناخي، وذلك باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة تحد من انبعاث الغازات الدفيئة. وقد عقدت في سبيل ذلك عدداً من المؤتمرات الدولية، وكان آخرها مؤتمر كييتو الذي عقد في اليابان عام 1997، وكذلك مؤتمر المناخ العالمي الثاني الذي عقد في جينيف في الفتـرة من 29 أكتوبر إلى 7 نوفمبر 1990، الذي دق ناقوس الخطر منذرا بالعواقب الجسيمة للتغير المناخي المتوقع. ويكمن علاج قضية التلوث من خلال زيادة الوعي لدى الشخص بالثقافة البيئية، لأن التلوث ماهو إلا كارثة تحتاج إلي جهد إيجابي، ووقف تراخيص مزاولة النشاط الصناعي الذي يدمر البيئة، وتهجير الصناعات الملوثة للبيئة بعيداً عن أماكن تمركز السكان، وتطوير أساليب مكافحة تلوث الهواء، إلى جانب القيام بعملية التشجير علي نطاق واسع، واللجوء إلي الغاز الطبيعي كأحد مصادر الطاقة البديلة بديلا عن مصادر الطاقة الحرارية، ومن المهم معالجة التلوث النفطي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©