«أصحاب السعادة» يقتحمون دائرة المنافسة و«الإمبراطور» يرفع «الراية البيضاء»

أكدت مباراة الوحدة والوصل التي جرت مساء أمس الأول على ملعب آل نهيان في أبوظبي، والتي فاز فيها الوحدة بهدفين مقابل هدف واحد للوصل، تقلبات دورينا، فالوحدة الذي تعادل في الدقائق الأخيرة مع بني ياس في لقاء الجولة الثامنة، وظهر بمستوى اعتبره الكثيرون سيئاً، عاد ليقدم صورة مغايرة تماماً أمام “فهود زعبيل، حيث “صال وجال” لاعبوه الذين تحدوا الظروف التي تعرض لها الفريق، بغياب البرازيلي ماجراو، “رمانة ميزان” الوسط، بسبب الإصابة في التدريب الأخير استعداداً للقاء، فضلاً عن غياب معتز عبد الله حارس المرمى للإيقاف ومشاركة عادل الحوسني الغائب منذ فترة طويلة، واستطاع “العنابي” أن يقدم لجماهيره هدية العام الجديد بثلاث نقاط غالية، أعادته لدائرة المنافسة على البطولة، باحتلاله المركز الرابع برصيد 16 نقطة، بفارق سبع نقاط عن العين المتصدر. وفي المقابل فاجأ الوصل عشاقه بأداء باهت وفقير، باعتراف مدربه الأسطورة الأرجنتينية مارادونا، ولم يحضر “الفهود “ للمباراة في الشوط الأول، وغاب الانسجام تماماً، واتسم الأداء بالفردية، وحتى عندما استطاع الفريق تعديل أوضاعه في الشوط الثاني، لم يستطع التماسك طويلاً، وخسر اللقاء، وابتعد عن المنافسة، باحتلاله المركز السادس برصيد 12 نقطة فقط، أي أنه يبتعد عن “الزعيم” المتصدر بفارق 11 نقطة كاملة. ومن جانبه اعتبر النمساوي هيكسبيرجر مدرب فريق الوحدة، أن فوز “العنابي” على الوصل في ظل الظروف التي عانى منها الفريق، يعتبر مهماً، خاصة في ظل إصابة ماجراو، فضلاً عن عودة بعض اللاعبين، من الإصابة ومشاركتهم في المباراة، أمثال حيدر ألو علي، وحمدان الكمالي، وكذلك غياب بشير سعيد، وكلها ظروف تؤكد أن ما حدث يدل عن مدى إخلاص اللاعبين، ورغبتهم العارمة في تقديم الشيء الذي يشرف ناديهم، ويعود به للمنافسة من جديد. وأعرب مدرب “العنابي” عن سعادته البالغة بحصد ثلاث نقاط غالية، مؤكداً أنه الفوز على منافس كبير يشكل دفعة معنوية كبيرة، في المشوار المقبل، في البطولة، وقال إن الكل يعلم الظروف التي مر بها الوحدة منذ بداية الموسم، ولا يزال يعاني من مثلها، أبرزها عدم الخروج لإقامة معسكر خارجي، بسبب غياب عدد كبير من اللاعبين عن صفوف الفريق، بسبب الانضمام للمنتخبات، أو الإصابات. وفي تعليقه على المباراة قال هيكسبيرجر: لقد لعبنا الشوط الأول جيداً، ونجحنا في السيطرة على مجريات الأمور تماماً، وكانت لنا اليد العليا، وسجلنا هدفاً ملعوباً عن طريق بيانو، أما الشوط الثاني فقد فقدنا السيطرة بعض الشيء، ووقعنا تحت ضغط كبير من فريق الوصل الذي سعى وراء التعادل، ولكننا نجحنا في تسجيل هدف الفوز في النهاية. ورداً على ما قاله مارادونا بأن الوصل أهدى الوحدة العديد من التمريرات، وفاز الوحدة من فرصتين فقط، قال هيكسبيرجر: بالطبع أخالف مارادونا الرأي، فالمباراة كانت صعبة، والوصل فريق جيد، والفوز لم يأت بسهولة، بالنظر إلى مجريات اللقاء، خاصة أننا دفعنا بلاعبين يشاركون للمرة الأولى هذا الموسم منذ فترة طويلة، مثل حيدر ألو علي الذي ابتعد طويلاً للإصابة، وعادل الحوسني، وخالد جلال، وكذلك حمدان الكمالي الذي لم يشارك سوى من مباراتين فقط، بعدما ابتعد عن الظهور مع الفريق أيضاً لفترة طويلة. اكتمال صفوف الفريق وعبر المدرب عن سعادته بعودة كابتن الفريق حيدر ألو علي، والمستوى الجيد الذي ظهر عليه، وخالد جلال في منتصف الملعب، مشيراً إلى أن ذلك يعتبر بمثابة مؤشر إيجابي للفريق، بعودة كل اللاعبين لمستواهم واكتمال صفوف الفريق، مؤكداً حزنه على خسارة ماجراو للإصابة باعتباره أحد العناصر الأساسية التي لا غنى عنها في الفريق. واعتبر هيكسبيرجر أن موقف الوحدة جيد حتى الآن، ويؤدي بصورة طيبة، بالنظر إلى الظروف التي مر بها من بداية الموسم نتيجة الغيابات، مشيراً إلى أن الثبات على المستوى يتطلب جهداً أكبر، خاصة أن هناك أموراً تفرضها علينا الظروف مثل رحيل بشير سعيد، واحتمال رحيل حمدان الكمالي أيضاً، وكلها أمور غاية في الصعوبة تفرض علينا، واقعاً صعباً للغاية. وعن رأيه في مغادرة بشير سعيد وكذلك، احتمال رحيل حمدان الكمالي، قال: أعتقد أن الإدارة لها القرار الأول والأخير، وأنا مجرد موظف في النادي، فهناك أمور كما قلت تفرضها علينا الظروف. وعن إمكانية دخول الوحدة في دائرة المنافسة بعدما اقترب من فرق المقدمة باحتلاله المركز الرابع بفارق نقطتين فقط عن الشباب صاحب المركز الثاني، قال “ أعتقد أننا ما زلنا بعيدين عن العين متصدر المسابقة، وأفضل فريق في الدوري حتى الآن، فالفارق 7 نقاط، وهو فارق ليس ضئيلاً ولكن ما زال هناك الدور الثاني بأكمله، وسنرى ما قد يحدث في المباريات المقبلة. وأكد علي سعيد المزروعي عضو مجلس إدارة نادي الوحدة أن “العنابي” حسم موقعة “الفهود” بجدارة، كما أن اللاعبين يستحقون الشكر، وكذلك جمهور “أصحاب السعادة” الذي يعتبر أن دوره كان مهماً، وساعد الفريق على تحقيق النتيجة المرجوة. وقال: نقاط المباراة تضع الوحدة في الطريق الصحيح، وتمنحه الدافع للمواصلة بقوة في المباريات القوية القادمة، التي تحتاج لمضاعفة العمل والجدية، والحفاظ على التركيز العالي، الذي كان من العوامل التي ساعدت الفريق على التغلب على الوصل. وأضاف: حتى الآن نستطيع القول إن الفريق نجح بشكل جيد في التغلب على الظروف التي واجهته، وتخطاها بسلام، وهنا لابد من الإشادة بالعناصر الشابة التي ظلت تعوض أي نقص يحدث في الفريق خلال الفترة الماضية، وتقدم المردود الجيد الذي كان له دوره في الحفاظ على الشكل العام للفريق. وأعتبر المزروعي أن المرحلة القادمة في غاية الصعوبة، مؤكداً الثقة الكبيرة في اللاعبين، وفي قدرتهم على تحقيق الطموحات التي تتطلع لها إدارة النادي وجمهوره. مفاوضات ليون من ناحية أخرى كان الدولي حمدان الكمالي مدافع الوحدة نجم المدرجات باستاد آل نهيان، حيث وجه له جمهور ناديه بادرة حب، عبر لافتة عليها صورته خلال لقاء أمس الأول، وبعد المباراة حاصر عدد من الجمهور الوحداوي اللاعب، عند خروجه من الملعب، وتمنوا له التوفيق في الاحتراف خارجياً، لكنهم طالبوه في الوقت نفسه بالعودة إلى الوحدة من جديد. ورفض الكمالي تأكيد وصول ناديه إلى مفاوضات متقدمة مع ليون الفرنسي وجهته القادمة، وقال إن كل ما أؤكده أنني لاعب محترف في صفوف الوحدة حتى 2014، وأي حديث حول هذا الموضوع اسألوا عنه إدارة النادي. ووجه الكمالي رسالة إلى جمهور ناديه أكد فيها أنه ابن النادي سواء بقى فيه أو غادره للاحتراف خارجياً، وإنه مهما حدث لن ينسى فضل ناديه أو جمهوره عليه، عبر دعمه المتواصل له. وقال الكمالي: هذا هو الرصيد الحقيقي للاعب، وسأكون وفياً لـ”صناع السعادة” في كل الأحوال، والفوز الذي تحقق في المباراة، يرجع الفضل فيه بالدرجة الأولى للجمهور الذي حضر بشكل جيد، وساند الفريق من البداية وحتى النهاية، وأنا وزملائي نهديهم هذا الانتصار، ونطالبهم بحضور أكبر في الفترة المقبلة، حتى تتواصل الانتصارات ويكون الوحدة في موقعه الطبيعي. وأضاف: قدم الفريقان مباراة جميلة وقوية، وكنا طرفها الأفضل في الشوط الأول، وتقاسمنا السيطرة في الثاني، وكان إصرارنا على الفوز عاملاً حاسماً وسلاحاً ساعدنا على حصد النقاط الثلاث التي وضعتنا في مركز متقدم وعلى الفريق الاستمرار بالروح ذاتها في الفترة المقبلة حتى يتحقق المطلوب.