الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتماء.. والوهم

الانتماء.. والوهم
27 فبراير 2011 21:02
المشكلة: عزيزي الدكتور : أنا فتاة جامعية أبلغ من العمر 36 عاماً، أعمل في وظيفة جيدة، أحب عملي وأحب الحياة والناس، لست مهووسة بفكرة الزواج نفسها، ولست معقدة، ولا تعنيني تلك التسميات التي تخيف غيري مثل كلمة “عانس”، فأنا لا أعترف بها أصلاً، ولا يحكمني سوى قناعاتي، فالحياه بالنسبة لي فرصة كبيرة للإنجاز والمتعة الراقية والاستمتاع بما أعمل وما أحب، دون التدخل في شؤون الغير. أظن أنني قوية بما فيه الكفاية لمواجهة ظروف الحياة. أعشق الانطلاق وتجربة كل ماهو جديد. أحب الناس وأتواصل معهم. ومعظم من حولي يقولون عني إنني واعية وحكيمة ولله الحمد. لقلد مررت بخطوبة فاشلة “عقد قران” وحصلت على الطلاق بعد ستة أشهر من المعاناة مع شاب لا يعرف أبجديات الحياة مع المرأة التي سيعيش معها. وحمدت الله أننا لم نتزوج. المهم.. أنني منذ أربع سنوات أحببت شاباً رائعاً مثقفاً من عائلة مرموقة ومتحضرة، ووجدت فيه ما أتمناه في الرجل الذي أحلم به، وهو يحبني للغاية، ويحافظ علي ويراعي مشاعري كثيراً، لكنه أصغر مني بأربع سنوات، وهذا الفارق لا يعني شيئاً بالنسبة له، وهو مطلق وليس له أولاد. أحببنا بعضنا بشدة، حتى أصبحنا نتصرف كالأزواج من ناحية الاهتمام ببعضنا البعض في الأفراح والأحزان، ولا يتصرف أي منا دون الرجوع للآخر في كل صغيرة وكبيرة. لكن والحمد لله لم نتعد حدودنا أبداً. ويمكن إيجاز هذه العلاقة في كلمة واحدة أنني بت أشعر بالانتماء الروحي لهذا الشخص، ولتفكيره وهو كذلك. بيني وبين نفسي كنت دائما أحلم بتلك اللحظة التي يطلبني فيها للزواج. لكنه لم يفعل طيلة السنوات الأربع إلا من بعض التلميحات. حاولت من جانبي التلميح لذلك لكنه لم ينتبه. عرفت أن سبب طلاقه من ابنة خالته أنها محافظة فوق العادة ومتشددة في كل شيء ولا تتخذ الوسطية منهجا لها، بينما هو شخص عصري متفتح ويحب الانطلاق، فلم ينسجما مع بعضهما وحدث الطلاق خلال السنة الأولى من الزواج. .. هذه الأيام تقدم لي شخص مناسب بمعايير الزواج الطبيعي واستبشر أهلي به كثيرا، وسألوا عنه فوجدوه انسانا متزنا وعاقلا ومحترما ويشهد له بالخير والصلاح، ومن عائله محترمة، لكن وظيفته أقل مني بكثير. وطلبوا مني التفكير لمدة ثلاثة شهور قبل تحديد موعد للاتفاق أو الرفض، لكنني لم أتوصل إلى حل. إن ما يقف في طريقي ليس الحب انما الإحساس بالانتماء لمن أحببت. أعطيت نفسي فرصه أخرى، وقلت لعل النظرة الشرعية تغير كل شيئ واحس بالقرب قليلا من فكرتي بالانتماء، لكن ذلك لم يحدث. بل أحسست بعد يومين فقط بعدم الانتماء له خاصة عندما بدأ يتكلم عن نفسه. قد يكون بسبب تعودي على حديث من أحببت.. لا أعرف؟ .. بعد فترة قصيرة بدأ صدري ينشرح لفكرة الزواج والاستقلالية، وبدأت أتخيل بيتي الصغير ومملكتي الخاصة. لكن سرعان ما قفزت فكرة الانتماء لتعيق كل شيء. .. أنا خائفة جداً من تكرار التجربة مع شخص لا أعرفه وقد أصدم فيه. أنا حائرة جداً. هل أمضي في طريقي وأتزوج هذا الشخص وانتظر ما تخبئه لي الأيام؟ أم أرفض وأنتظر حبيب القلب؟ وهل أخبره بالموضوع عله يتقدم؟ لكنني خائفة من أن أفقده. أنا أخجل من أن أفعل ذلك وإلا لكنت فعلت منذ مدة. وان قبلت أن أخبره .. فماذا أقول له؟ وان توكلت على الله وأتممت الخطبة ونسيته، هل سيلاحقني الندم وكيف سأعيش وقد رميت أحلامي وآمالي العريضة ورائي طواعية مني؟ .. إنني في حيرة من أمري، وأحيانا أتمنى لو أنني لم أحب ولم أخطب ولم أعرف الرجال. دلني بالله عليك وارشدني فقد فقدت البصيرة وأخاف من الندم. أحلام النصيحة: مهما تبلغ الأنثى من صفات الكمال إلا أنها تبقى في حاجة ماسة إلى الرجل فهي نصف ولا تكتمل إلا إذا التقت بالنصف الآخر المكمل لها، وهذه طبائع الأمور. وأنت كسائر الفتيات لابد لك من زوج يملأ عليك حياتك ويزيد من سعادتك، وعندما تختارين هذا الزوج أتمنى أن يكون متوافقا مع فكرك ومتكافئاً معك. تقولين عن علاقتك بحبيب القلب: “لم نتعد حدودنا أبداً”.. لا أود أن أذكرك بحرمة هذه العلاقة بالطبع، فهي علاقة محرمة لا يقرها شرع وعقل، ويكفي أنها تحدث في الخفاء بعيداً عن الأعين ويشوبها من المخاطر مايشوبها. ولا أعرف ما سر تهربه؟ وكيف يكون بهذا الوعي والثقافة ويتجاهل أمر الزواج؟ ألم يقل لك في البداية أن السن لا يهمه؟ كيف يتغاضى عن الحديث عن النهاية الحتمية لأى علاقة بهذا القصد؟ معذرة..إنني أشك فيما وصفتيه من صفات. .. بالطبع لا نمنعك من الارتباط بالزواج بهذا الشاب الذي أحببته ولا أتردد في أن أجزم بأنه اتخذك للتسلية، ولم يعر اهتماماً بأنك تجاوزت منتصف العقد الثالث، ويتجاهل الحديث عن الزواج.. كم سنة يمكن أن تنتظرين بعد؟ .. عن أي انتماء تتحدثين؟ أنت مع رجاحة عقلك واهمة إلى حد كبير، فالانتماء لا يأتي إلا بعد الإحساس بالأمان، فكيف تأمنين إلى شخص يهمل مشاعرك وأحلامك ويتجاهل حقيقة وضعك؟ لا أظن أن عقلك الراجح سيهديك إلى هذا الأمر. وإن كان يريد الزواج منك حقيقة فليتقدم الآن ولكن عليك أن تتحملي تبعات هذا الزواج فيما بعد. .. أخشى عليك أن تفوتي الفرصة على نفسك ويأتي اليوم الذي تعضين فيه أصابع الندم. وهذا ما نخشاه. .. استخيري ربك، وتخلصي من رواسب الماضي، وثقي فيما يكتبه الله لك من نصيب. مع أطيب التمنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©