أحمد سعيد (طهران)- أكد أعضاء مجلس الشوري (البرلمان) الإيراني امس أن قطار إيران النووي لن يتوقف. جاء ذلك في بيان اصدره أعضاء المجلس حول جولة المباحثات النووية بين إيران ومجموعة (5+1) المقررة غدا الثلاثاء. واكد الأعضاء في البيان على ضرورة أن يدافع الفريق المفاوض بجدية تامة عن حقوق الشعب الإيراني في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي وعن أي اتفاق يضمن الحقوق والمصالح الوطنية.
ودعا البيان، الذي وقعه 252 نائبا وتمت تلاوته في الجلسة العلنية للمجلس امس كلا من روسيا والصين باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، إلى عدم اتباع المطالب غير المنطقية للولايات المتحدة والدفاع عن مبادئ معاهدة حظر الانتشار النووي، لاسيما المبدأ الرابع الذي ينص على حق الدول الأعضاء في امتلاك التقنية النووية ومواجهة الأساليب الجديدة للإدارة الأميركية ومحاولاتها فرض أجواء بوليسية على المشهد الاقتصادي العالمي.
وأكد البيان أن “واشنطن جربت كل أساليب الحرب النفسية والقرارات اللامشروعة وأنواع الحظر، وقد تلقت رد الشعب الإيراني العملاق في الذكرى الرابعة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية، ومن هنا فإن التشبث بهذا الأسلوب هو بمثابة دق الماء في الهاون”.
ونصح النواب في بيانهم أميركا وحلفاءها الغربيين بأن يقبلوا بواقع إيران النووي، وان يستبدلوا سياسة المواجهة بسياسة التعاطي وان يعلموا أن قطار إيران النووي السلمي لن يتوقف أبدا.
ومن المقرر أن تستأنف مجموعة (5+1) التي تضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهى الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا محادثات مع إيران غدا الثلاثاء في كازاخستان، بهدف إقناع طهران بالتخلي عن برنامجها النووي.
إلى ذلك، واصلت قوات الحرس الثوري في إيران امس ولليوم الثاني مناورات “الرسول الأعظم 8” في منطقة سيرجان جنوب شرقي البلاد.
من جانبه، أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني امس دعم إيران المتواصل لأية مفاوضات “بناءة” مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال إن إيران أبدت خلال الأشهر الأخيرة “تعاونا أكثر مما يجب مع هذه الوكالة”. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (إرنا) عن لاريجاني القول: “كافة أنشطة إيران النووية تعمل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكنا نتوقع من المدير العام للوكالة أن يصدر تقاريره على قاعدة العدل والإنصاف”. وأعرب عن أسفه لأن بعض جوانب التقرير الجديد للوكالة بعيدة عن الواقع وضبابية “وتأتي للتأثير سلبا على الرأي العام العالمي”. ودعا إلى ضرورة ألا يؤثر التقرير على الجولة المرتقبة من المفاوضات النووية، وقال :”يجب أن تجري المفاوضات في إطار الالتزامات وبنود معاهدة عدم الانتشار النووي”.
بدوره، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن إيران ستقلص اعتمادها على إيرادات النفط وتعزز الصادرات غير النفطية في ميزانيتها لمواجهة التأثير “الشديد” للعقوبات. ومن المقرر تقديم الميزانية إلى البرلمان يوم الأربعاء لمناقشتها ومن المرجح إدخال تعديلات عليها قبل التصويت الذي سيسبق انتخابات تجري في يونيو وسط أجواء اقتصادية قاتمة. ونقلت وكالة أنباء فارس عن أحمدي نجاد قوله “تطورات من خارج اقتصادنا أثرت، وثمة عوامل مؤثرة من الخارج. إذا أضرت تقلبات حادة بدخل النفط فإنها ستؤثر بالتأكيد”، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى العقوبات التي خفضت صادرات إيران النفطية بمقدار النصف تقريبا.
وقال أحمدي نجاد “علينا أن نتجه لخفض الاعتماد على إيرادات النفط في اقتصادنا وزيادة الاعتماد على مصادر أخرى للدخل مثل الصادرات غير النفطية التي تنمو بشكل سريع”. واكتوى اقتصاد إيران على مدى العام المنصرم بنيران عقوبات مشددة نالت من قطاعي النفط والبنوك، فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها على طهران بسبب أنشطتها النووية.
عدد اليوم
