الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوصفة السحرية

27 فبراير 2011 21:03
كثيراً ما يردد الأزواج والزوجات، أو الآباء والأمهات مع أبنائهم:«إن المشكلة تكمن في أننا لا نتواصل”، وعادة ما تكون لديهم صعوبات في التعامل فيما بينهم. وهذا القول قد لا يكون دقيقاً، فمن المستحيل ألا يكون هناك تواصل. فحتى لو لم يتفوه الشخص منا بكلمة واحدة فإنه يتواصل مع من حوله بصورة يمكن أن نصفها بأنها “سلبية”، فهو يتواصل عن طريق تعبيرات الوجه، وحركات الجسد، والإيماءات أو الإشارات، وحتى بعض العادات والطبائع الشخصية. .. الزوجة التي تنسحب تاركة جلسة نقاش مع زوجها حول الأمور المالية الخاصة بالأسرة، تعلن عن عدم رغبتها في مناقشة هذا الأمر. والزوج الذي لا يعير زوجته أدنى اهتمام أثناء اندماجه في مشاهدة مباراة لكرة القدم فإنه يعبر وبصراحة عن رغبته في المتابعة دون أي إزعاج، أو أنه لا يرغب في الاستماع إلى ما تقول في تلك اللحظة وفي كلتا الحالتين هُناك رسالة تصل من طرف إلى الطرف الآخر. .. وعندما نشتكي من نقص في التواصل فإننا عادة ما نشتكي من إساءة فهمنا لبعضنا بعضاً. وفي مختلف أمورنا الحياتية فإننا لا نحتاج إلى تواصل أكثر بقدر ما نحتاج إلى تواصل أفضل. ويعتبر التواصل الفعّال أساس تقوية الروابط الأسرية، لأنه يعد قادراً على الحد من سوء الفهم والصراعات المستعصية التي تؤدى غالباً إلى إنهاء العلاقات الإيجابية. ولكي نستطيع تحسين نوعية وجودة التواصل الأسري والاجتماعي لابد لنا أولاً أن ندرك ونعي مفهوم التواصل والعوامل المختلفة التي تؤثر عليه. .. إن الهدف الأسمى من التواصل والحوار الجيد هو الوصول إلى نتيجة إيجابية تعمل على تصحيح المفاهيم والمعتقدات غير الصحيحة وتهذيب النفوس واكتساب المهارات الذاتية في كيفية الحوار والتواصل مع الآخرين وتغيير السلوك إلى الأفضل، فهُناك أهداف متعددة للتواصل الجيد ولا سيما في محيط الأسرة الغرض الأساسي منها هو الإصلاح والعلاج. .. وتتجلى أهمية التواصل البنّاء والحوار المفيد في دعم النمو النفسي والتخفيف من حدّة المعاناة من المشاكل المزمنة التي قد تواجه الأفراد في المجتمع ولا سيما داخل الأسرة الواحدة. فالحوار من أبرز وسائل الاتصال الفعّالة والمؤثرة وخاصة إذا توافرت له كل المقومات الصحيحة، لأن الهادف والبنّاء منه يقرب النفوس ويروّضها ويعينها على التغلب على معظم المشكلات في المجتمعات وداخل محيط الأسرة، وله انعكاساته الإيجابية وفوائده العديدة في على صعيد العلاقات الاجتماعية والنفسية والتربوية إذا توافرت لها المهارات والمقومات الأساسية والتي تعود في النهاية بالنفع والإيجابية على الأسرة والمجتمع ككل. ولعلّ ما يدعو إلى الحوار مع الأبناء في البيت والمدرسة هو الإيمان بهدف نبيل يتمثل في تحقيق التقبل عن طريق التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الأبناء. ويتحقق ذلك عن طريق الحوار الإيجابي الذي يتيح فرصة لنمو فكر الأبناء وبناء شخصياتهم بعيداً عن اللوم والحكم المتسرع والتوجيه الجاف والكبت والعداء في نفوس الأبناء. إن الاختلاف أمر وارد، والحوار المحمود هو “الوصفة السحرية” التي تقرب وجهات النظر المتباينة للتوصل إلى حل يرضى جميع الأطراف. خورشيد حرفوش kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©