أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في باريس أمس أن إسرائيل تشكل حالياً “الخطر الرئيسي” على السلام في الشرق الأوسط. ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالإعراب عن أسفه لاستمرار انتقادات أردوجان لإسرائيل، في حين تشهد العلاقات التركية-الإسرائيلية توتراً شديداً منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع عزة أواخر عام 2008 وأوائل العام الماضي 2009.
وقال أردوجان للصحفيين قبل اجتماعه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قصر الأليزيه، في مستهل زيارته إلى فرنسا، “إن إسرائيل هي الخطر الرئيسي على السلام الإقليمي”. وأضاف “إذا استخدم بلد قوة غير متكافئة في فلسطين، في غزة، إذا استخدم قنابل فوسفورية، فلن نقول له: عافاك الله، بل نسأله كيف أمكنه فعل ذلك”.
وتابع “لقد حصل هجوم أوقع 1500 قتيل (في غزة) والدوافع لذلك التي قيلت كانت أكاذيب. إن جولدستون (محقق الأمم المتحدة في فظائع حرب غزة ريتشارد جولدستون ) يهودي وتقريره واضح”.وقد استنكرت تركيا بشدة تصريحاً لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان شبه فيه أردوجان بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس الفنزويلي هوجو شافيز.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان أصدرته في أنقرة “ندين بشدة ونرفض التصريح المؤسف لأفيجدور ليبرمان حول رئيس وزرائنا الذي لا أساس له من الصحة والذي يتخطى الحدود ويظهر أن ليبرمان يواصل انتهاك قواعد الدبلوماسية التي تحكم العلاقات الدولية”.
وأضاف “ندعو إسرائيل إلى التخلي عن هذه المقاربة غير المفهومة وغير المقبولة في أسرع وقت وإلى أن تتعامل (مع تركيا) بحسن نية”.
من جهة أخرى، قال نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقده في القدس المحتلة بمناسبة مرور عام واحد على توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية “نحن مهتمون باقامة علاقات جيدة مع تركيا، وأنا أُبدي أسفي لأن أردوجان يقرر دائما مهاجمة إسرائيل”. وأضاف “نرد بشكل صارم على اطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، وبعد عملية الرصاص المصبوب (العدوان على غزة) سقطت 80 قذيفة من القطاع، فقد تبنينا سياسة مختلفة خلال العام الماضي”. وذكر أن سياسة حكومته هي الرد بقوة على كل عملية إطلاق صاروخ.
وسارع أردوجان إلى السخرية من رد نتنياهو. وقال لصحفيين على هامش اجتماعه مع أرباب العمل الفرنسيين “لا يمر أي تصريح من دون أن يردوا عليه. إنهم يضعون أنفسهم دائماً فوق مستوى الشبهات ولا يوجد يوم واحد مر على العالم لم يعتبروا فيه أنفسهم على حق”.
عدد اليوم
