الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا الآخر هو الأحسن؟

12 يونيو 2009 00:41
تتيح اللقاءات الثقافية والاجتماعية الاختلاط بمختلف الجنسيات التي تتحدث بمختلف الألسن، تتلاشى المسافات حينها بين كل الشعوب، كثير من الكلمات التقنية قد تنطق والجمل القصيرة المعبرة تقفز بلغة ثانية، فينتشي صاحبها بنصرة معرفة بما يتكلم الآخر، لكن ما يحصل هو التلعثم وعدم إيجاد المفردات حين يلتبس الأمر في موضوع عاطفي مشاعري، تريد أن تتحدث فيه وتوصل للآخر مشاعرك الملتهبة عن موقف ما، حينها يصعب الإقناع، تتوه الكلمات وتتمزق الجمل، ويذوب الموقف وقد تتغير الأحلام فجأة تجاه موقف صعب احتواءه بالتفاهم عليه بكلمات رنانة نافذة، وحالات أخرى تحيلنا على مواقف كثيرة، بحيث حينما نكون قرب الآخر تتضاءل قيمتنا ونحاول جاهدين إرضاءه ولو لغويا، نحاول قول إننا نعرف لغتكم وهذا دليل ثقافة وسعة تحصيل أو حتى عنوان تحضر وتمدن وأرستقراطية، هذا بالتأكيد في بعض الأحيان، بل في كثيرها، لكن لماذا يحاول العربي في بلده أن يكلم الآخر بلغته ويعمل جاهدا لإرضائه، لماذا ينتقص من قيمتنا في حالة التلعثم في الكلام بلغة الآخر؟ لماذا لا تنعكس الآية وينطق الآخر بلغتنا ما دام في بلد عربي جاءه طالبا للرزق أو دبلوماسيا حتى؟ لماذا عندما يحاول العربي السفر لبلد الآخر يطلب منه دراية تامة بلغته، ومنهم الكثير من يطلب ذلك من أجل الدراسة، فيؤجل ذلك إلى غاية إتقان لغة البلد الذي يقصده؟ بينما نحن مطالبون في بلد عربي بالنطق بلغة الآخر ومحاولة التواصل معه؟ وإن حصل وتلعثمت أمامه يبتسم، وكأنه يقول إنك على غير علم نافع ودراسة واسعة وشاملة، لماذا نحاول إرضاءهم جاهدين؟ وهم لا يتفوهون بلغتنا العربية ولو كانوا يجيدونها إجادة تامة إلى حين تتفاجأ وتعرف أنهم يتحدثون بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©