الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تنثر الماء والفرح في فضاء لبنان

تنثر الماء والفرح في فضاء لبنان
12 يونيو 2009 00:46
تلونت سماء لبنان الزرقاء فجأة بلوحات بيضاء قانية ارتسمت بقدرة الله عز وجل. وشكلت بنقائها ظلالاً حجبت حرارة الشمس الحارقة عن الارض، وبعثت آمالاً بانحباس قيظ الظهيرة واعتدال الطقس. سحب من الغيوم تحمل الخير والنقاء والصفاء والحياة لكل الكائنات الحية على سطح البسيطة، تتعمشق بلا ضوابط في كبد السماء، تتجمع ويغالبها الريح والهواء، فتعود لتتوزع في أشكال هندسية جمالية تعجز كل عباقرة الكون عن فهم مبتغاها، وإلى أي بقعة من الأرض تحمل ماءها لتحيي به ما فوق الثرى، وتخرج ما كان ميتاً يختبئ تحت قشرتها حياً يشمخ الى العلياء شاكراً حامداً مشرقاً. أشكال من السحاب رقصت في كبد السماء، وتماهت بكبرياء وصمت، كما سر الحياة والموت، لا تدركها ريشة فنان، ولا تلامسها نقاوة التقاة الورعين، فهي في العلا تتغاوى، والى العلياء تشمخ لباريها، وتأتمر لارادته، وتتجلى لقدرته تسبح لقدرته وجلاله سناً يستبق قصف الرعد، وهطول الأمطار، لتحيا الأرض بعد موتها بقدرة الله ســـبحانه وتعالى. فالغيوم التي تشكل على الدوام لعشاق الحياة إيحاءات تتفجر شعراً ونثراً، ويتغنى على هديها سماسرة الحب ببث لواعج أفئدتهم لمعشوقتهم الآدمية، حتى آلهة الحضارات الغابرة ابتهلوا والمؤمنين بالديانات السماوية صلوا بعدهم على الدوام لكي يمن جل جلاله على عباده بسحب تحمل المطر الى الأرض المعطشة له. ويروى في قصص القدماء بأن الشعوب كانت لها آلهة يبتهلون لها لتبارك خصوبة الارض وجـــــلب الشتاء، ويحكى أن الفينيقيين الذين استوطنوا لبنان قبل عشرة آلاف سنة، كانوا اول من ابتدع الهاً للشتاء، وآخر للخصوبة، وثالثاً للحب وهكذا. إنه عالم الأسرار الإلهية، يحيط بكل شيء ويحمل الخير للأحياء تصديقا لقوله تعالي: «وجعلنا من الماء كل شيء حي». فالغيوم تحمل الفرح كما الخوف، وأكسيد الحياة، كما الموت، تأتي بالطوفان كما أيام النبي نوح عليه الســـــلام وتحتجب عن الظالمين كما في عصر النبي يوسف عليه السلام. ويبقى السر الالهي في علم الغيب لا يدركه البشر، والسحاب ينتشر فوق كل شيء على وجه البسيطة يهب بقدرة الله عز وجل خير السماء للأرض او يحجبه عنها بدون اعتراض على كرمه وحكمته. عمرها مائتا عام قلعة صانور حلبة الصراعات التاريخية في العهد العثماني سما حسن فلسطين - ترتفع قرية صانور التي توجد بها القلعة عن سطح البحر حوالي من 550 مترا وتعتبر من القرى المرتفعة في محافظة جنين، حيث تحتل أراضيها قلعة شامخة على رأس الجبل ولا تزال معالم وأسوار القلعة موجودة حتى الآن التي حملت شهرة تاريخية وهي الآن مشتهرة بمرجها «مرج صانور» الذي يعد ثالث أكبر مرج في فلسطين والبالغة مساحته 15000 دونم. في القرن التاسع عشر كانت فلسطين تحت الوصاية العثمانية، وشكلت القصور والقلاع والبيوت الفخمة في القرن التاسع عشر في فلسطين علامة مميزة في التاريخ الفلسطيني، ومن المعتقد أن مجموع قرى «الكراسي الموالية» للحكم العثماني في منطقة الجبال الفلسطينية في ذلك القرن قد بلغ حوالي 27 قرية تقف على رأس كل قرية منها عائلة ذات جاه وتاريخ استطاعت بسط نفوذها على عدد من القرى المحيطة من خلال رجل تمتع بجاه وسلطان سمي « شيخ القرية» أو «شيخ الناحية». وكان هذا الشيخ مكلفا وملتزما باسم السلطة العثمانية المركزية الأمر الذي أعطاه منعة وثروة عكست نفسها عبر بناء قصر أو قلعة في قريته تعكس أبهة الحكم وتشكل حصنا له عند تهديد سلطته من قبل الشيوخ المنافسين الطامعين بمناطق نفوذه أو من قبل غزاة أغراب كما حدث خلال غزو فلسطين من قبل إبراهيم باشا ابن محمد علي سنة 1831 حيث جرت مواجهات عديدة بين شيوخ قرى الكراسي وبين جيوش إبراهيم باشا أدت إلى تدمير عدد منها. وشكلت القصور في قرى الكراسي علامة مميزة لعدد من القرى الفلسطينية كما شكلت رمزا لتراث الماضي إلا أن الجزء الأكبر منها قد تعرض للدمار والهجر. وتحولت صانور الواقعة فوق تل منعزل نسبيا، إلى قلعة مهيبة المنظر وحفرت في التل مداخل سرية وأحيطت بالدور العالية الضخمة البناء بسور ذي أبراج. وكان عبد الله باشا (1818-1831) أول من نجح في قهره سنة 1830 بمساعدة الأمير بشير، ولم تستطع قلعة صانور أن تصمد كذلك أمام إبراهيم باشا المصري. سقوط قلعة صانور في ظل الصراعات الدائرة على السلطة وفرض السيطرة بين شيوخ وأمراء البلاد جرت هناك مؤامرة لتقويض أركان سلطة آل جرار في صانور، هذه القلعة التي تعد حصنا منيعا لعشيرة آل جرار وظلت قلعة آل جرار المنيعة مدة طويلة ترمز إلى دورهم القيادي في الحد من السيطرة العثمانية المباشرة، وذلك من خلال التصدي لحكام دمشق وإحباط طموحات حكام عكا إلى المركزة، ودحر محاولات موسى بك طوقان للانفراد بحكم جبل نابلس. وعلى الرغم من الفرص التي أتاحتها قوتهم العسكرية وانتصاراتهم أحيانا فإنهم لم يبذلوا قط أي جهد مدبر من أجل إقامة قاعدة دائمة لهم في المدينة، مع أن مفاتيح القوة الاقتصادية والسياسية كانت فيها، بل أنهم ظلوا متشبثين بجذورهم الريفية حتى العقود الأخيرة من الحكم العثماني. ويقول المؤرخ إحسان النمر: «حيث تم مهاجمة صانور في العام 1830 ولم يكن فيها أحد سوى الشيخ عبد الله جرار وبعض آل جرار وخدامهم، وذكر أن الشيخ حسين عبد الهادي لم يجاسر ولا غيره من الشيوخ على إمداد صانور فاضطر الشيخ عبد الله على التسليم فهدم عبد الله باشا أسوار صانور التي بناها السلطان إبراهيم آغا النمر ويوسف آغا جرار ثم أسر الشيخ عبد الله وأخذه معه إلى عكا. وعلى ضوء ما جرى حقد آل جرار على آل عبد الهادي وأقسموا على ألا يكفوا عن آل عبد الهادي إلا بعد هدم عرابة. وتوصلوا إلى ذلك بعد ثورة وحرب أهلية دامت ثلاثين سنة فهدمت عرابة كما هدمت صانور».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©