3 مايو 2008 01:01
قال مدراء عاملون بالقطاع المصرفي في العين إن القطاع شهد في العامين الأخيرين نموا قياسيا بنسبة وصلت إلى نحو 100 %، مؤكدين أن ازدهار القطاع لم يكن وليد الصدفة بل جاء كانعكاس طبيعي لتسارع معدلات النمو الاقتصادي والتجاري والمد العمراني وتدفق الاستثمارات والتوقعات المستقبلية التي تؤشر على أن المدينة التي تتمتع بمقومات سياحية واعدة تمضي بخطى حثيثة نحو تحقيق معدلات نمو مضطردة في مختلف القطاعات خلال السنوات القليلة المقبلة·
وأشار هؤلاء إلى ارتفاع عدد البنوك والفروع العاملة في المدينة إلى 54 بنكا وفرعا منها 32 بنكا، و22 فرعا كان آخرها بنك نور الإسلامي وبنك الهلال الإسلامي الذي يجري وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح أول فرع له في المدينة حيث تتجه البنوك نحو افتتاح فروع جديدة في مختلف الأحياء والمناطق التابعة للعين للاستحواذ على أكبر حصة من السوق المصرفية الرائجة في المدينة·
وقال فتروج نركيزيان مدير عام بنك الشارقة الذي افتتح أول فرع له في العين قبل عدة أشهر إن قرار مجلس إدارة البنك بافتتاح أول فرع له في المدينة لم يأت صدفة بل جاء تجسيدا لحرص البنك على توفير الخدمات والتسهيلات المصرفية اللازمة لعملائه الذين اتجهوا في الآونة الأخيرة إلى العين لإقامة استثمارات عقارية وأخرى بمجال المقاولات والتجارة بعد أن توفرت في المدينة البيئة الاستثمارية الجاذبة لرؤوس الأموال، مشيرا إلى أن هذا الأمر فرض على البنك حتمية التواجد لخدمة عملائه من جهة ولكسب عملاء جدد وللإفادة من تلك الطفرة الاقتصادية والتجارية الكبيرة التي تشهدها العين الآن·
وأضاف أن فرع البنك الجديد في العين هو الفرع الثالث للبنك في الدولة بعد فرعيه في كل من دبي وابوظبى إضافة إلى مقر البنك الرئيسي في الشارقة وهو ما يؤكد قناعة القائمين عليه بأهمية التواجد في هذه المرحلة في مدينة العين التي ينتظرها مستقبل واعد، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من عدم مضي سوى اشهر معدودة على مباشرة البنك عملياته بشكل فعلي في المدينة إلا أن حجم التسهيلات التي منحها بلغت 200 مليون درهم وتجاوزت قيمة الودائع حاجز أربعمائة مليون درهم·
ومن جانبه، أكد غانم احمد عبد الله مدير فرع مصرف الإمارات الإسلامي في العين أن القطاع المصرفي في المدينة شهد خلال السنوات الثلاث الأخيرة طفرة، قياسا بالإقبال الكبير على افتتاح فروع جديدة من قبل المصارف التي لها تواجد أصلا في المدينة أو المصارف الأخرى التي لم يكن لها تواجد ولكنها اتجهت نحو افتتاح فروع في العين·
وأشار إلى أن المصرف الذي بدأ نشاطه الفعلي في العين العام 2005 حقق نجاحا كبيرا فاق التوقعات·· ففي العام الثاني للافتتاح بلغ معدل النمو 150 % وفي العام المنصرم 2007 بلغت معدلات النمو 210 % وتلك مؤشرات مشجعة تعني أن العين تمضي على طريق الازدهار الاقتصادي والتجاري بمعدلات نمو قياسية·
وتطرق عبد الله إلى بعض الظواهر الجديدة التي يعتبرها من وجهة نظرة من المؤشرات الأخرى التي تدل على هذا النمو الكبير المتسارع الذي تشهده العين وإقليمها حيث لوحظ اتجاه بعض المواطنين من دبي والإمارات الشمالية نحو تملك عقارات وأراضٍ في بعض المناطق التابعة للعين خاصة منطقة الفوعة وأقاموا هناك بعيدا عن ازدحام الطرق وغلاء الإيجارات وغيرها من تكاليف المعيشة، إضافة إلى الإفادة من البيئة الاستثمارية الجاذبة التي تتمتع بها العين والآفاق المستقبلية التي تنتظرها في هذا الإطار·
وأوضح أن الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي حدثت في العين في الآونة الأخيرة أوجدت معها قفزة كبيرة في أسعار الأراضي فبينما كان سعر قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 40 ألف قدم مربعة في موقع متميز بالمدينة يتراوح قبل 3 سنوات بين 200 إلى 300 ألف درهم نجد أن سعر قطعة بنفس المساحة في إحدى المناطق الواقعة خارج نطاق المدينة كمنطقة السلامات على سبيل المثال تباع الآن بحوالي مليون إلى 200 ألف درهم بنسبة زيادة فاقت كل التوقعات·
ويتوقع غانم أن يمضي القطاع المصرفي في العين خلال السنوات القليلة المقبلة بمعدلات نمو متسارعة تتراوح بين 5 ، و10 % سنويا مع زيادة الطلب على الخدمات المصرفية في ضوء الازدهار الكبير الذي تشهده العين الآن في مختلف القطاعات وتزايد معدل تدفق الاستثمارات خاصة تلك التي تأتي من خلال المشروعات السياحية والتجارية والعقارية الكبرى التي تنفذها شركات التطوير العقاري مثل شركة صروح، الدار، القدرة القابضة وغيرها·
التمويل العقاري
أكد خالد عبد الهادي مدير فرع بنك دبي التجاري في العين ان القطاع المصرفي في العين حقق في العامين الأخيرين نموا قياسيا بلغ 100 % سواء من حيث عدد البنوك والفروع الجديدة أو من حيث حجم العمليات المصرفية التي يذهب جزء كبير منها للتمويل العقاري وقطاع المقاولات الذي يتميز في العين بنوع من الخصوصية·
ولفت مدير فرع بنك دبي التجاري إلى انه وكانعكاس طبيعي لتلك المعطيات حدثت طفرة غير مسبوقة في أسعار العقارات والأراضي نظرا للارتفاع الكبير في الطلب قياسا بحجم المعروض خاصة في أعقاب قرار السماح بتداول الأراضي في إمارة أبوظبي·
ويرى ماجد شعبان مدير فرع بنك الشارقة الإسلامي في العين أن الزيادة المطردة في عدد فروع البنوك في المدينة منطقية ''جدا'' لعدة أسباب يأتي على رأسها أن العين تعتبر تجمعا يضم عددا كبيرا من أصحاب رؤوس الأموال المعروفين على مستوى إمارة ابوظبى والدولة·
وتأتي العين في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد العاصمة ابوظبى على مستوى الإمارة وتتفرد من حيث التخطيط العمراني حيث يجري التركيز على التوسع الأفقي مما ساهم في هذا المد العمراني الكبير الذي تشهده المدينة الآن·
الموقع والبنية التحتية
يتفق شعبان مع غيره من مدراء البنوك الذين يرون أن العين تشهد في هذه الآونة طفرة استثمارية غير مسبوقة قياسا بحجم المشاريع التي بدأ تنفيذها في المدينة للأسباب التي أوردها، إضافة إلى أسباب أخرى لا تقل أهمية منها الارتفاع الكبير في الإيجارات في كل من ابوظبى ودبي والازدحام الكبير على شوارع تلك الأخيرة خاصة الطرق التي تربطها مع الشارقة مما حدا ببعض الموظفين الذين يعملون في دبي إلى الاتجاه للسكن في العين هربا من الازدحام المروري وارتفاع القيمة الايجارية يشجعهم على ذلك موقع العين الاستراتيجي بين ابوظبى ودبي وتمتعها كذلك ببنية تحتية جيدة بما في ذلك شبكة الطرق الخارجية والداخلية·
وأضاف مدير فرع بنك الشارقة الإسلامي في العين إلى مقومات الطفرة التي يشهدها القطاع المصرفي في المدينة تعدد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها العين وتتضمن على سبيل المثال لا الحصر أكبر مركز تجاري يجري تنفيذه بمنطقة مزيد، مشروع نور العين الذي تنفذه شركة الدار العقارية·
يضاف إلى ذلك المشروعات الفندقية التي تنفذها شركات عالمية كمشروع فندق الميرديان الذي سيجري تنفيذه بمنطقة النقفة وغيرها من مشروعات الفنادق الكبرى إضافة إلى الاتجاه الجديد من قبل بعض رجال الأعمال من دول ''التعاون'' المجاورة على الاستثمار في العين مما ساهم في ارتفاع قيمة الأراضي والعقارات السكنية والتجارية والصناعية والاستثمارية والذي قدر في الأشهر الأخيرة فقط بنسبة تزيد على 25 %·
المصدر: العين
عدد اليوم
