القاهرة (وكالات)
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أن مصر في حرب حقيقية» على الإرهاب، لكن الهجمات ستبقى تشكل تحديا يستمر لسنوات، مشيرا إلى أن القوات المسلحة المصرية وجهت ضربات كبيرة للإرهابيين وضبطت ألف طن من المتفجرات.
وقال السيسي في مداخلة هاتفية مع برنامج تلفزيوني إن مصر بذلت «جهدا كبيرا» في مكافحة هجمات المتشددين.
وأضاف «نحن نجحنا حتى الآن وفعلا المعدلات تراجعت بشكل كبير».
وذكر السيسي أن قوات الأمن تمكنت خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من ضبط ملايين الجنيهات والدولارات التي تستخدم في تمويل الإرهاب. وضبطت أيضا ألف طن من المتفجرات في مخازن تحت الأرض في سيناء، تم حشدها على مدى سنوات طويلة.
وأضاف أن الهجمات كبدت مصر «كلفة كبيرة من الدماء والأرواح» فضلا عن الخسائر المادية. وتابع «مواجهة الإرهاب موضوع لا ينته في يوم وليلة».
وكشف الرئيس المصري للمرة الأولى، عن حجم القوات التابعة للجيش المصري في شمال سيناء. وقال، إن 41 كتيبة، يقدر قوامها بـ 25 ألف فرد تواجه الجماعات الإرهابية هناك.
ونوه إلى أن هناك حشدا آخر كبيرا للقوات في مختلف مناطق الجمهورية وخاصة على الحدود، ومنها الحدود الغربية مع ليبيا التي يصل طولها لأكثر من 1200 كيلو متر، مما يضاعف الكلفة المالية التي تخصصها مصر لمواجهة الإرهاب.
وأضاف السيسي أن دولاً وأجهزة، لم يشر إليها، تدعم الجماعات الإرهابية في سيناء بالعتاد والمال.
وقال السيسي إن «هذه الدول والأجهزة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب المصري، انتقاماً من التحول الذي أحدثه الشعب المصري بخروجه في الثلاثين من يونيو عام 2013»، الذي أسهم في تغيير ما وصفه الرئيس بترتيبات كان يجري الإعداد لها، كانت ستحيل المنطقة إلى كتلة مشتعلة بشكل أكبر مما هي عليه الآن.
وأكد السيسي أن أجهزة الأمن «حققت إنجازات ملموسة بمواجهة الجماعات الإرهابية في سيناء»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن «هذه المواجهات ستستمر لفترة، وستطول بسبب حرص قوات الجيش والشرطة على عدم المساس بمدنيين أبرياء خلال هذه المواجهات، خاصة أن بعض خلايا الإرهاب تتعمد الاختفاء وسط تجمعات سكانية».
وقال السيسي إن وعي الشعب المصري أدرك واستوعب كل هذه المخاطر، ولم يتجاوب مع تلك الدعوات.
ورفض السيسي، الكشف أو الإشارة إلى الدول والكيانات التي تستهدف النيل من مصر وتدعم الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أنه وكرئيس دولة لا ينبغي أن يتحدث للرأي العام في الداخل والخارج بمعلومات من هذه النوعية، وقال إن الشعب المصري «سوف يثأر من تلك الدول والكيانات» باصطفافه وتماسكه وإفشاله مخطط ضرب الأمن والاستقرار الذي تدعمه هذه الجهات.
وقال إن مصر تكبدت تكلفة مالية باهظة خلال تلك الفترة لمواجهة المخططات التي كانت تستهدف مصر، ولا تزال، وأضاف أن هناك كلفة لا يمكن تقدير قيمتها، هي المتمثلة في الأفراد الذين قضوا أو أصيبوا خلال المواجهات الإرهابية.
ونوه إلى تعليق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي أشاد فيه بالجهود المصرية في مكافحة الإرهاب، وبأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تواجه الإرهاب بشجاعة وضراوة وبمفردها.
إلى ذلك عقد الرئيس المصري مؤتمراً صحفياً مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت الذي يزور مصر حاليا.
وأكد السيسي خلال المؤتمر الصحفي دعم مصر لجهود إحلال السلام في جنوب السودان، مشدداً على أن العملية السلمية يجب أن تكون وفق اتفاق السلام شاملة لكل المكونات العرقية والقبلية لجنوب السودان على نحو يعلي الهوية الوطنية لتلك الدولة ويساعد على منع تصاعد أي أحداث عنف واحتوائها. ولفت إلى أن مباحثاته مع سلفا كير تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية حيث تنخرط مصر في دعم التنمية بجنوب السودان في العديد من المجالات من بينها التعليم والبنية التحتية كالكهرباء والصحة والغذاء ومن خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
عدد اليوم
