الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مسؤول دولي: أزمة الغذاء نتيجة أخطاء استمرت 20 عاماً

مسؤول دولي: أزمة الغذاء نتيجة أخطاء استمرت 20 عاماً
3 مايو 2008 01:09
قال خبير في الأمم المتحدة في مقابلة نشرت أمس الأول إن مشكلة الغذاء التي يعاني منها العالم حاليا تعود الى عقدين من السياسات الخاطئة التي مارستها القوى العالمية· وقال الخبير الفرنسي اوليفييه دو شاتر، مقرر الأمم المتحدة للحق في الغذاء لصحيفة ''لو موند'' إن اخفاق المجتمع الدولي في توقع الاحتجاجات التي اندلعت الشهر الماضي بسبب ارتفاع أسعار الغذاء ''أمر لا يغتفر''· وقال دو شاتر البروفيسور في القانون والناشط في الدفاع عن حقوق الانسان: ''هذه دعوة تنبيه: لقد انتهت ايام الغذاء الرخيص''، مؤكدا ان الازمة الحالية تظهر ''حدود الزراعة الصناعية''· واضاف: ''نحن ندفع مقابل أخطاء استمرت 20 عاماً، لم يتم القيام باي شيء لمنع المضاربات على المواد الخام، رغم انه كان من المتوقع ان المستثمرين سيتحولون الى هذه الاسواق بعد تباطؤ اسواق الاسهم''، واضاف ان البنك الدولي وصندوق النقد الدولي: ''أساءا بشكل كبير تقييم ضرورة الاستثمار في الزراعة''، متهما صندوق النقد الدولي باجبار الدول النامية المدينة على الاستثمار في المحاصيل التصديرية التي تدر نقداً على حساب الاغذية التي تحقق لها الاكتفاء الذاتي· ونظم عمال في انحاء اسيا حيث يعاني نحو مليار شخص حاليا من ارتفاع أسعار الغذاء، تظاهرات بمناسبة عيد العمال كان محورها الاحتجاج على ارتفاع الأسعار، حيث شهدت كل من الفيليبين واندونيسيا وسنغافورة وبانكوك تظاهرات· ويلقي الخبراء باللوم في ارتفاع الأسعار على عدة عوامل من بينها القيود على التجارة، وزيادة الطلب بسبب تغير انماط الغذاء في آسيا وسوء الاحوال الجوية التي تضر بالزراعة، والاستخدام المتزايد للوقود الحيوي الذي يعتمد على مواد اساسية مثل الذرة، وارتفاع اسعار النفط مما يزيد من كلفة نقل المواد الغذائية· وضم شاتر صوته الى الاصوات التي تلقي باللوم على الوقود الحيوي في شغل اراضٍ كان يمكن ان تستخدم لإنتاج المحاصيل، مما أدى الى رفع اسعار الغذاء، في حين كان ينظر الى الوقود الحيوي قبل فترة ليس ببعيدة على انه البديل المعجزة للوقود الاحفوري الذي يسبب تلوث البيئة· وانفقت مليارات الدولارات على تحويل الذرة وحبوب الصويا والسكر الى مادة الايثانول والديزل الحيوي للمساعدة على الحد من اعتماد الاقتصاديات الغنية على النفط وحده، وخاصة في الولايات المتحدة والبرازيل وكندا واوروبا· وقال شاتر ان ''الاهداف التي وضعتها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بالنسبة لانتاج الوقود الحيوي غير مسؤولة''· ووصف الاندفاع لانتاج الوقود الحيوي بانه ''فضيحة لا تخدم سوى مصالح لوبي صغير'' ودعا الى تجميد الاستثمارات في هذا القطاع· الا انه نأى بنفسه عن الموقف المتشدد لسلفه جان زيجلر الذي دعا الى وضع حد فوري لانتاج الوقود الحيوي الذي وصفه بانه ''جريمة ضد الانسانية''، كما انتقد شاتر الشركات العملاقة في قطاع الزراعة مثل شركتي مونسانتو او داو كيميكالز الاميركيتين اللتين تمتلكان حقوق العديد من أكثر الحبوب استخداما في العالم، اضافة الى الأسمدة ومضادات الحشرات، وقال: ''يجب أن نفكر في تغيير قوانين الملكية الفكرية بالنسبة لهذه الشركات التي تحقق أرباحا خيالية''، مشيرا الى ان اسعار العديد من المنتجات حاليا تتخطى قدرات المنتجين الصغار· واعلن البنك الدولي الشهر الماضي ان تضاعف اسعار الاغذية خلال السنوات الثلاث الماضية يمكن أن يدفع بمئة مليون شخص في الدول النامية الافقر الى هاوية الفقر، ويناشد برنامج الاغذية العالمي المانحين بتقديم مبلغ 755 مليون دولار (487 مليون يورو) لتمكينه من شراء كميات كافية من الاغذية للايفاء بالتزاماته العالمية، فيما شكل الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأسبوع الماضي فريق مهمة عالمية خاصة لمعالجة أزمة الغذاء· وأعرب شاتر عن ثقته في أنه يمكن تجنب حدوث مجاعة إذا تحرك العالم بشكل منسق بين الآن والخريف المقبل·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©