الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تلقيح النخيل».. عرس في «وضح النهار» وبشرى بموسم جني الثمار

«تلقيح النخيل».. عرس في «وضح النهار» وبشرى بموسم جني الثمار
25 فبراير 2013 20:05
فاحت رائحة لقاح النخيل وغلافه المعروف بـ«الطلع»، وباتت رائحتهما النفاذة تعطر الأجواء وتشد كل عابر بين مزارع الدولة خلال الأيام القليلة الماضية، كما يلاحظ المتجول بين تلك النخيل «وارفة الظلال»، هذه الأيام حركة المزارعين بين النخيل، حاملين على أكتافهم طلع الفحّال «نبات التلقيح»، وقد ارتسمت على محياهم البسمة التي تعكس سعادتهم ببدء موسم جديد من الجهد والعرق، على أمل أن يتكلل بجني الثمار، التي تشكل بالنسبة للكثير من المزارعين مصدراً مهماً للدخل. في مثل هذا الوقت تشهد الأسواق حركة نشطة لبيع وشراء «النبات»، نظرا لبدء موسم تنبيت النخيل، وتتم تلك العملية عن طريقة مناداة الباعة للزبائن في الأسواق وعلى الطرقات والشوارع مثل سوق مسافي ودبا الفجيرة والبدية وسوق الجمعة، حيث يقبل أصحاب المزارع على شراء النبات الذي يؤخذ من نخلة الفحل وهي التي تحمل حبوب اللقاح الذكر، وتعد هذه الفترة، الموسم الفعلي للتنبيت، إذ بدأ طلع الثمار بالظهور في عدد كبير من أشجار النخيل كالنغال، والخلاص وغيرهما من الأنواع التي تثمر بصورة مبكرة، فنلاحظ إقبال أصحاب المزارع على شراء «النبات» ليقوموا بتنبيت نخيلهم، حيث لا يمكن تركها بدون تنبيت. النبات الطازج عن ذلك يشرح المزارع سالمين خميس حمدان بقوله: يعتمد نجاح عملية تلقيح النخلة على اختيار النبات الطازج ذي الرائحة الطيبة والعذق الطري، حيث تبدأ عملية التنبيت أولاً بتنظيف النخلة الأم وإزالة ما يعلق فيها من أشواك وسعف يابس، وذلك لتهيئتها لعملية تنبيت جيدة، ويستدل المزارع على ذلك عن طريق انشقاق أو انفتاح عذوق النخلة الأم أي أنها بحاجة إلى تلقيح يجعلهم يسارعون إلى تنبيت النخلة، فكلما تأخرت العملية قلت فرصة الإخصاب. ويستطرد سالمين: يعتبر موسم تلقيح النخيل من المواسم التي تجذب سكان المناطق الداخلية في الفجيرة، لاسيما تلك المشهورة بزراعة النخيل، حيث يسارع الجميع، بعد أن تغير الجو في الآونة الأخيرة نحو الحرارة النسبية إلى تنظيم عملية تلقيح النخيل، قبل اشتداد الحر وفساد عملية التلقيح، أو كما تسمى محلياً «تنبيت النخيل»، وهي التي تتم بزرع طلع النخيل الصغيرة في النخلة الأم الكبيرة، وينتظر لها حتى تخصب وتينع بثمار البلح والرطب الوفير بأنواعه. وأضاف: تتم عملية التنبيت في الربيع عند اكتمال نمو الطلع وانشقاق غلافه فيقوم المزارع بتقسيم الفحل وهو الشماريخ الداخلية، التي تحمل حبوب اللقاح إلى أجزاء صغيرة فتفصل على شكل أعواد منفردة مليئة بالحبيبات التي تحوي بودرة اللقاح البيضاء ويصعد الملقح إلى أعلى النخلة لوضع عدد من الشماريخ ما بين «?3 - ?5» شماريخ في وسط عذوق النخلة الأم، على أن تكون الشماريخ مقلوبة حتى تتناثر حبوب اللقاح على الأزهار المؤنثة، وبعدها يتم ربطها بشكل خفيف بواسطة قماش مثل الشاش يسمح بمرور الهواء بداخلها، لحمايتها من الرطوبة ولإنجاح عملية التلقيح كانت عملية ربط الشماريخ في السابق تتم بواسطة الليف أو الخوص فقط لتثبيتها ومنع تساقطها وبعد ذلك تبدأ عملية التلقيح ويتضاعف حجم العذق ويمتلئ بحبات الرطب. وتتباين أسعار النبات في السوق ما بين ?25-?35 درهماً حسب الجودة والحجم، ويحرص مزارعو الساحل الشرقي على تلقيح أشجار نخيلهم بأنفسهم لضمان جني أجود أنواع الرطب والتمور. نجاح التنبيت ويضيف المزارع محمد علي حسن من منطقة البدية بالفجيرة: من عوامل نجاح عملية «التنبيت»، أهمها الأحوال الجوية لأن ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة عن اللازم يؤدي إلى قلة إنبات حبوب اللقاح، وبالتالي قلة المحصول، وأفضل وقت للقيام بتنبيت النخل هو وقت الضحى، واختيار يوم غير ماطر وغير ملبد بالغيوم، ويفضل الابتعاد أيضاً عن اليوم الذي تهب فيه الرياح، لأن المطر يزيل حبوب اللقاح، وهبوب الرياح الحارة والجافة يؤدي إلى جفاف مياسم الأزهار وإفسادها، كما أنها قد تزيل حبوب اللقاح قبل وصولها إلى المياسم الأنثوية، لافتاً إلى أهمية اختيار كمية حبوب اللقاح، لأن لكل صنف حاجته الخاصة من الحبوب، ففي صنف النغال، فإن أنسب عدد من الشماريخ الذكرية هو 3- 5 شماريخ لكل عذق أنثوي، بينما يحتاج صنفا البرحي والخصاب إلى 25- 30 شمروخا لكل عذق، أما بالنسبة لبقية أصناف النخيل في الدولة فتقع ما بين3- 30 شمروخا لكل عذق. موضحاً أنه من المفيد أيضا عدم استخدام الطلع المبكر والطلع المتأخر في عملية التلقيح، وذلك لأنها أقل حيوية من الطلع المتوسط على الشجرة ذاتها، كما أن تغطية الأغاريض الأنثوية «موضع التلقيح بالنخلة»، قبل التلقيح يطيل فترة استقبال مياسم الأزهار لحبوب اللقاح من 10- 12 يوماً، وبشكل عام ينصح بإجراء التلقيح خلال الأيام الثلاثة الأولى من انفتاح الأغاريض المؤنثة، على أن لا يتجاوز تأخير التلقيح لليوم السادس. نضوج العذق أما المزارع خلف سلطان البداوي الذي يملك مزرعة تحتوي على أكثر من 1000نخلة مختلفة الأنواع ويحتاج إلى الكثير من النبات لتلقيح النخل، فُيعرف النبات من خلال خبرته في ذلك، ويقول النبات هو ثمرة نخلة الفحّال «الفحل أو الذكر»، وهي نخلة تنبت من دون غرس، بل تظهر في النخيل وتكون متوافرة بشكل معدود، ويتفاوت عدد عذوق النبات في نخلة الفحّال بين 25 - 30 عذقا، وكلما نضج العذق يقطع ثم يباع، ويعرف المزارع فترة نضج عذق النبات من خلال لونه ورائحته وتماسكه، فيكون متراصا ومنظما، ولا تتساقط حباته ما دام طريا، فكلما أسرع الشخص في بيع النبات بعد قطفه كلما كان طازجا أكثر وأفضل لعملية التنبيت، إذ يفسد بعد مرور عدة أيام على قطفه وتقل طراوته، ويتراوح سعر بيع العذق الواحد بين 15- 60 درهما، حسب حجمه ورائحته وجودته. ويقل سعره تدريجيا حسب كثرة تواجده في السوق وارتفاع حرارة الشمس التي تنذر بانتهاء موسم التنبيت. ولفت إلى أن الطلع الأبيض الرطب يستخدم في التلقيح بعد استخراجه من الفحل مباشرة وفي حال زاد عن الحاجة، فأنه يجفف على ضوء الشمس فهو لا يمكن تجفيفه واستخدامه في أي وقت لأن المادة البيضاء وهي مثل البودرة تكون موجودة وحتى بعد التجفيف وهي التي تلقح النخيل.
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©