أبوظبي (الاتحاد) - انتقد سامي الجابر مدرب الهلال السعودي بعض وسائل الإعلام، واتهمها بشن حرب ضده ومحاولة عرقلة فريقه بهدف تصويره كأنه مدرب فاشل، وكشف الجابر في حوار أجرته معه قناة سكاي نيوز عربية عرضته على شاشتها مساء أمس أنه كان سيستقيل من منصبه لو لم يكن الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيساً للنادي، مشيراً إلى أنه لو لم يكن الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيساً للنادي لما كان الهلال في هذا المستوى.
وقال: «قيادتي للهلال لابد أن تعترضها عقبات لكن عندما تأتي الانطلاقة، والجماهير تعرف ذلك، أن وقتها لن يطول، وستكون قريبة سنرجع ونتغنى بكل الأشياء، مشيراً إلى أن النصر الآن يتصدر الدوري وهو بطل كأس ولي العهد، ومن المنطقي أن يكون الإعلام موجهاً للنصر بالكامل لكن ما يحدث العكس، أن الإعلام خاصة الرسمي موجه ضد الهلال وإدارته وشخصي، الجميع اتحدوا على ألا يحصل الهلال وسامي الجابر على البطولة».
وتابع: «الجماهير تدرك هذه الأمور، وتعرف ما يحدث وتشعر بالظلم، وتركيز بعض الأحيان في الإعلام، لا يكون على الإيجابيات بقدر التركيز على السلبيات، وقد لا يخرج إلا وقت الإخفاقات، وهو ما حدث، عندما خسرنا كأس ولي العهد بعدم توفيق، أما الدوري فما زلنا نقاتل عليه، وهنا نتحدث عن فريق تغير سبعين أو ثمانين في المائة من الموسم الماضي، نقدم كرة جميلة لكننا نسير عكس الريح، في بعض الأحيان الناس تقول أديتم جيداً والأداء مقنع قياساً لظروف الفريق، ففي الانتقالات الشتوية غيرنا خمسة عناصر، وأيضاً ما زالت التغييرات مستمرة حتى نكون فريقاً جديداً قادراً على الوصول لأعلى المستويات ويستطيع الفوز بالبطولات.
وأوضح الجابر: «عندما تصل لأعلى مستوى يتحطم كل شيء، الجماهير أيضاً تعرف أن هناك حكماً صادراً من إحدى القنوات التلفزيونية أو وسائل التواصل الاجتماعي نابع من فكرة (إذا طاح الجمل تكثر سكاكينه)، أنا لا أهتم بهذا كله، والجماهير تعي ذلك، هناك حرب شنيعة على سامي الجابر لإعطاء فكرة للناس أنه مدرب فاشل».
وتحدث الجابر عن احتلاله المركز 65 في تصنيف أفضل مدرب على مستوى العالم وفخر المدربين الوطنيين بذلك، وفي المقابل ما يواجهه من انتقادات إعلامية، وقال: «هنا الحديث عن أشخاص آخرين ليس لهم علاقة بكرة القدم، ويعملون بمبدأ خالف تعرف، هنا الحديث عن فئة تفرح وهي التي تقف ضدي، لكن مشكلة الكرة السعودية هي التنظير، ومن السهل أن تخرج بعد المباراة لتقول إن كان المدرب قد فعل هذا أو ذلك، نحن على أرض الواقع ونتخذ قرارات في جزء من الثانية، هم لا يعيشون يوماً أكثر من نصف يوم ليعرفوا أدق التفاصيل عن اللاعبين، وصناعة الاستراتيجيات وماذا يحتاج الفريق، وكيف نبدأ الموسم وكيف نختم الموسم، هذا كله عمل صعب وشاق لا يقدر عليه أي أحد، ولا يقدر عليه الذي يعمل في التلفزيون، التنظير أصبح مهنة يعيش البعض عليها، ليس كل من ينظر في عالم كرة القدم يفهم كرة القدم.
وعن عقده مع الهلال الممتد لثلاث سنوات، وهل هناك ضمانات في استمراره وما يتردد بأن رئيس النادي وضعه في منصب المدرب لتخفيف الضغط عليه، قال الجابر: «أولاً الهلال كيان كبير ومن المستحيل أن يكون تعييني على طريقة «شيلني وأشيلك»، وهذه مسؤولية كبيرة تجاه الجماهير لكي نذهب بهذا النادي إلى أبعد مكان، أو إلى أفضل منطقة، أنا أتحاسب على كل كبيرة وصغيرة سواء من رئيس النادي أو من بعض أعضاء الشرف في النقاشات لكن ليس هناك شيء أو إثبات حول إكمال مدة عقدي ثلاث سنوات إلا إذا كانوا يرون أننا فعلاً في الطريق الصحيح، لكن كرة القدم عبارة عن عطاء يقابله مردود، إذا لم يكن هناك مردود فستكون هناك نهاية للعلاقة.
وقال: «الصبر على الأذى تعلمناه من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا يجب أن نرد الإساءة بالإساءة، هذا ما رباني عليه والداي، وهو ديدن الأسرة، السكوت أحياناً يكون حكمة، لكنني لا أهتم لا من قريب ولا من بعيد بكل ما يقال وهذه نعمة من الله، ولكن عندما تعرف من هو الشخص الذي أساء لك ترتاح نفسياً، قد يكون من أساء لك لا يسوى شيئاً، لذلك عندما يتحدث عنك إنسان سواء بالسلب أو الإيجاب أولاً انظر من هو لتتمكن من التعامل مع الوضع.
وتابع: «تحدثت كثيراً وبصراحة عن الإعلام وأدفع الثمن غالياً، ومهنياً الإعلام حالياً أصبح في وضع صعب جداً، أصبح بعضه مسبوق الدفع، على طريقة أعطيني وأبرزك، أصبح الإعلام شراء، كل شيء حتى في مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مسبوقة الدفع، لكن مهنياً بدأ مستواه في الانحدار، على الأقل في الوسط الرياضي في السعودية، أنا أعرف أن هذا الحديث قد يكلفني الكثير، لكن هذه هي الحقيقة، في نهاية الأمر».
عدد اليوم
