الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الأبيض» خرج من الباب الخلفي بـ«السابعة»

«الأبيض» خرج من الباب الخلفي بـ«السابعة»
12 يونيو 2009 01:32
بالخسارة السابعة أمام إيران في طهران، طوى منتخبنا الوطني ملف مشاركته في تصفيات كأس العالم 2010 بحصيلة هزيلة، وودع «الأبيض» دون أن يترك أية بصمة في مشواره، بل على العكس تحول إلى جسر عبور لكافة منتخبات المجموعة الثانية إلى الحلم المونديالي وخرج من الباب الخلفي للمجموعة، حيث فازت الفرق المنافسة على منتخبنا ذهاباً وإياباً باستثناء منتخب إيران الذي جمع أربع نقاط فقط من مواجهاتنا معه، بينما حصلت منتخبات كوريا الجنوبية والسعودية وكوريا الشمالية على النقاط الست كاملة. وترك منتخبنا صورة باهتة، وأثبت أنه عاجز عن مقارعة المنتخبات القوية آسيوياً، وهو ما كان سبباً مباشراً في ضعف حظوظه في المنافسة على بطاقة التأهل للحدث العالمي الأبرز في كرة القدم تاركاً وراءه العديد من علامات الاستفهام حول حقيقة إمكانات لاعبينا وجدية الاستعداد للتصفيات واستراتيجية العمل لدى المنتخبات. وبالرغم من انتهاء الضغوطات النفسية وخروجنا مسبقاً من سباق التصفيات ورضا الجماهير بأقل القليل، فإن الوضع لم يتغير داخل «الأبيض» وأنهى منتخبنا مسيرته بخسارة سابعة أمام إيران دون أن يترك بصمة أو يقدم صورة مشرفة، حسبما أطلق لاعبونا تصريحاتهم في آخر مبارياتهم. وكشف «الأبيض» أمس الأول حقيقة مُرة في كرتنا تتمثل في ضعف الإمداد البشري وتواضع مستوى العناصر البديلة، حيث فقدنا أغلب أسلحتنا بسبب كثرة الغيابات؛ لأن العناصر التي شاركت ليست على القدر نفسه من الكفاءة الفنية، فكان غياب إسماعيل مطر ثغرة كبيرة في التشكيلة إلى جانب فقدان جهود الحمادي وفيصل خليل وهلال سعيد وعبدالرحيم جمعة، الأمر الذي أضعف الخطوط وأفقدنا كل الحظوظ في الخروج بنتيجة إيجابية. وعلى عكس بقية المنتخبات التي امتلكت صفاً كبيراً قادراً على إكمال مشوار التصفيات بقوة، تأثر منتخبنا بشكل واضح بالغيابات وظهر خط الهجوم سواء في مباراة كوريا الجنوبية أو إيران عقيماً وعديم الفاعلية، الأمر الذي تأكد على أرض الملعب بفشله في تسجيل أي هدف خلال الجولتين الأخيرتين. وعلى الرغم من حماس اللاعبين والروح التي لعبوا بها في الجولة الأخيرة أمام إيران، إلا أن الشجاعة وحدها لا تخلق الفارق في مباريات كرة القدم ولا تقود إلى الانتصارات؛ لأن الإمكانات الفنية والخبرة لهما دور كبير في ترجيح الكفة، وهو الأمر الذي تحقق للمنتخب الإيراني بفضل فنيات علي كريمي في إحراز هدف الفوز. وكشفت التصفيات المونديالية عن العديد من النقاط السلبية التي تحتاج إلى مراجعة جذرية وعلاج حقيقي من أجل تفاديها في المستقبل، سواء على مستوى وضع برامج الإعداد أو مراقبة العمل أو اختيار القوائم والتجهيز النفسي وتوفير ظروف النجاح؛ لأن النجاح في التظاهرات الكبرى تتويج لعمل جماعي تتكاتف فيه جهود اتحاد الكرة واللاعبين والجهاز الفني والجماهير والإعلام للتعامل الناجح وتحقيق النتائج المرجوة. وبالرغم من ضعف النتائج التي تحققت في تصفيات مونديال والصورة المهزوزة التي ظهر بها الأبيض وتواضع إمكانات اللاعبين الذين شاركوا في المشوار وتحول منتخبنا إلى الحلقة الأضعـف، إلا أن بعض النقاط الإيجابية ظهرت في الأفق مثل بروز مجموعة من الشباب الذين بإمكانهم تشكيل توليفة ناجحة في المرحلة المقبلة واكتساب عدد من لاعبينا لخبرة المواجهات الدولية القوية يعطي الأمل لجماهير كرة الإمارات في مستقبل أفضل للأبيض سواء في أمم آسيا 2011 أو في تصفيات مونديال 2014، المهم أن نستوعب الدرس وأن نستفيد من تجاربنا السابقة. أكد أن الغيابات أثرت على المستوى دومينيك: عودة الحماس أبرز إيجابيات لقاء إيران أبدى الفرنسي دومينيك باتنيه حسرته على ضياع الجهد الذي بذله لاعبو المنتخب خلال مباراتهم مع إيران وعدم نجاحهم في تحقيق نتيجة إيجابية في اللقاء الأخير لهم بتصفيات المونديال. أضاف أن الأبيض لعب بحماس كبير ورغبة واضحة في ترك بصمة خلال لقاء أمس الأول وظهر ذلك واضحاً في الشوط الأول، حيث نجح اللاعبون في الخروج بالتعادل رغم أهمية المباراة للمنافس واستفادته من عاملي الملعب والجمهور. واستدرك دومينيك: لكن الحماس وحده لا يكفي للفوز في المباريات القوية والتفوق على المنتخبات الكبرى؛ لأن منتخبنا تأثر كثيراً بغياب نخبة من أبرز لاعبيه الأساسيين مثل إسماعيل مطر وعبدالرحيم جمعة وفيصل خليل وإسماعيل الحمادي وهلال سعيد. وأوضح دومينيك أن العناصر الشابة قدمت كل في وسعها، إلا أن خبرة الأساسيين ودورهم في المنتخب كان مفقوداً مما أثر على نتيجة اللقاء خاصة في الشوط الثاني. واعترف مدرب المنتخب بأنه كان يتوقع مباراة صعبة أمام إيران إلا أن اللاعبين بذلوا جهداً كبيراً ودافعوا عن رايتهم بقوة وظهروا بوجه مشرف رغم الخسارة، مشيراً إلى أن حماس اللاعبين كان الحسنة الوحيدة في المباراة، حيث كان له دور كبير في إيقاف قوة المنافس والحد من ضغطه والخروج بالخسارة بهدف واحد. ورفض دومينيك أن تكون نتائج الأبيض في تصفيات المونديال عاملاً سلبياً في تراجع الكرة الإماراتية ودخولها مشاكل كثيرة، معتبراً أن التجربة كانت قاسية لكنها مفيدة، مؤكداً أن الأبيض يملك نخبة من اللاعبين الشباب والذين لا يزال أمامهم مشوار كبير وبإمكانهم الخروج بإيجابيات تطور مستواهم وتكسبهم الخبرة اللازمة وتعطي أكلها في المستقبل. وأكد أيضاً أن الفارق بيننا وبين المنتخبات القوية في القارة يحتاج إلى المزيد من العمل؛ لأن الجهد الذي تبذله الأندية والمنتخبات سيعطي الدفعة القوية لكرة الإمارات من أجل اللحاق بالكرة المتطورة والمنافسة مستقبلاً بقوة في مختلف التظاهرات. الفريق يدخل في إجازة طويلة أول استحقاق في يناير 2010 عادت بعثة منتخبنا الوطني أمس إلى البلاد برئاسة الدكتور سليم الشامسي عضو مجلس الإدارة، وذلك بعد انتهاء مشوار الأبيض في تصفيات كأس العالم 2010، حيث كانت المحطة الأخيرة في طهران. وبانتهاء المشاركات، يدخل الأبيض في إجازة طويلة تستمر حتى يناير من العام المقبل باعتبار أن منتخبنا لا يملك أي استحقاق قريب في الفترة المقبلة، وبالتالي يتفرغ اتحاد الكرة لترتيب البيت من جديد والإعداد لمستقبل المنتخب الوطني بداية من الإعلان عن اسم المدرب الجديد الذي سيقود الجهاز الفني بديلاً للفرنسي دومينيك باتنيه ثم تحديد مواعيد المباريات الودية التي سيلعبها خلال أيام على أمل تنظيم دورة دولية ودية في بداية يناير 2010 للحفاظ على استمرارية العمل ومنح الفرصة أمام المدرب الجديد للتعرف إلى اللاعبين واختبار بعض العناصر الجديدة التي سيتم ضمها إلى القائمة. يذكر أن الاستحقاق الرسمي الأول الذي ينتظر منتخبنا في 6 يناير المقبل هو الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم آسيا 2011 أمام المنتخب الهندي في الإمارات. عقد دومينيك ينتهي في أكتوبر بالرغم من انتهاء مهمته على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول، إلا أن المدرب الفرنسي أكد أن عقده ينتهي في أكتوبر المقبل وهو ملتزم مع اتحاد الكرة بذلك. ويذكر أن عقد باتنيه مع الأبيض كان لسنة كاملة، حيث راعى اتحاد الكرة إمكانية خوض منتخبنا لمباراة فاصلة في حال حصوله على المركز الثالث في مجموعته باعتبار أن الجولتين الفاصلتين للملحق الآسيوي تقامان في 5و9 سبتمبر المقبل. ويذكر أن المدرب دومينيك سيقدم إلى اللجنة الفنية باتحاد الكرة تقريراً مفصلاً عن كامل مشواره على رأس الجهاز الفني للأبيض من أجل مناقشته وتحديد النقاط السلبية والإيجابية للاستفادة منها في المرحلة المقبلة. كريمي: الفوز على الإمارات أحيا أملنا أكد علي كريمي صاحب هدف الفوز في مرمى الأبيض أمس الأول أن النقاط الثلاث التي حصدها المنتخب الإيراني أنعشت الآمال في المنافسة على بطاقة التأهل إلى المونديال بعد أن وصل المنتخب الإيراني إلى النقطة العاشرة. وأوضح أن الفوز على الإمارات لم يكن سهلاً لأن المنافس اعتمد أسلوباً دفاعياً في المباراة من خلال اللعب بعدد كبير من المدافعين، الأمر الذي خلق العديد من الصعوبات للاعبي إيران من أجل الوصول إلى شباك الأبيض. وأشار إلى أن المهم في مباراة أمس الأول هو الفوز بالنقاط الثلاث؛ لأنها تحفز اللاعبين للفوز في الجولة الأخيرة على كوريا الجنوبية والاقتراب من التأهل. وأكد علي كريمي أن خروج السعودية من سيول بنقطة بالرغم من أنها لعبت بعشرة لاعبين يمنح لاعبي إيران شحنة معنوية قوية للإيمان بحظوظهم والسعي لانتزاع النقاط الثلاث. وبخصوص ابتعاده عن المنتخب الإيراني في الفترة الماضية بسبب علاقته المتوترة مع المدرب السابق علي دائي، فضل كريمي تأجيل الحديث عما حدث في الفترة الماضية إلى ما بعد الجولة الأخيرة للتصفيات. من ناحية اخرى أكد أفشين قطبي مدرب المنتخب الإيراني ثقته الكبير في منتخبه للوصول إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 بعد تجاوز الأبيض أمس الأول، حيث اعتبر النقاط الثلاث مهمة جداً في قطع خطوة على درب التأهل. وأكد للإعلاميين خلال المؤتمر الصحفي أنه يعد الجمهور الإيراني بالوصول إلى كأس العالم المقبلة لأن الوضع اليوم أصبح أكثر إيجابية، وأضاف أن مباراة أمس الأول كانت حاسمة بالرغم من أن المنتخب الإيراني واجه صعوبة كبيرة أمام الإمارات بسبب غياب الضغط عن لاعبي الأبيض ودخولهم اللقاء بحافز قوي لإنهاء مشوارهم بصورة لائقة. وأكد قطبي أن الحافز النفسي الذي لعبت به الإمارات سيكون موجوداً في الجولة الأخيرة؛ لأن المنتخب الكوري الجنوبي وبالرغم من تأهله إلا أنه سيلعب برغبة كبيرة في إنهاء مشوار التصفيات متصدراً وإرضاء جماهيره. وأكد قطبي معرفته بإمكانات لاعبي كوريا بعد أن سبق له العمل مساعداً لهيدينك في كأس العالم السابقة مما سيساعده على التعامل مع اللقاء بالشكل اللائق. وبخصوص مباراة أمس الأول، اعتبر أن المنتخب الإيراني سيطر على المباراة وتحكم في اللقاء، إلا أن الأسلوب الدفاعي الذي اعتمده المنتخب الإماراتي منع لاعبيه من اللعب وتقديم مستواهم الحقيقي. اللجنة الفنية تناقش مستقبل «الأبيض» تعقد اللجنة الفنية باتحاد الكرة برئاسة محمد خلفان الرميثي رئيس الاتحاد اجتماعاً مهماً الأسبوع المقبل من أجل مناقشة التقرير الفني والإداري للمنتخب الأول بعد انتهاء مشاركته في تصفيات كأس العالم، حيث سيتم تقييم العمل طوال المرحلة الماضية ورصد السلبيات والإيجابيات من أجل اتخاذ القرارات اللازمة بخصوص مستقبل الأبيض. كما سيتم أيضاً تحديد اسم المدرب الجديد والاطلاع على مسيرته والأهداف المطلوب تحقيقها في الاستحقاقات المقبلة، وذلك بهدف رسم استراتيجية جديدة تتناسب والظروف التي تعيشها كرة الإمارات من أجل بناء منتخب قوي قادر على الظهور بصورة إيجابية في التظاهرات الكبرى. ومن المنتظر أن تتخذ العديد من القرارات المهمة سواء على المستوى الإداري أو الفني لتنظيم العمل وإيجاد الصيغة الأفضل خلال الفترة المقبلة. كما ستدرس اللجنة أيضاً تقرير مشاركة منتخب الشباب في بطولة تولون الدولية استعداداً لكأس العالم بمصر والاطلاع على بدء منتخب الناشئين بدوره لمرحلة الإعداد لمونديال نيجيريا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©