الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خبراء يطالبون بتبني استراتيجيات زراعية طويلة الأمد وزيادة إنتاج الأسماك

خبراء يطالبون بتبني استراتيجيات زراعية طويلة الأمد وزيادة إنتاج الأسماك
3 مايو 2008 01:14
طالب خبراء في مجال الأغذية والزراعة بضرورة إيجاد استراتيجيات زراعية غذائية طويلة المدى بالدولة تلبي احتياجات السكان من المواد الغذائية الأساسية، وتحافظ على الموارد الطبيعية بما يحقق التنمية المستدامة، ويراعي المصلحة القومية العليا للبلاد· وأكدوا أهمية توفير مخزون استراتيجي من المواد الغذائية الأساسية يكفي لفترة زمنية معقولة في ضوء دراسات اقتصادية وغذائية معمقة، تحسباً للأزمات الناجمة عن تقلبات السوق العالمية، وفي ظل أزمة الغذاء التي يشهدها العالم اليوم· وأكدوا أهمية عقد شراكات استراتيجية بين دول مجلس التعاون ككتلة والدول الآسيوية التي تمثل المصدر الرئيس للمواد الغذائية خاصة الحبوب والأرز لدول المجلس والتي تربطها معها مصالح حيوية مشتركة· وكان معالي سلطان سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، حذر في تصريحات صحفية نهاية الأسبوع الماضي من احتمال تعرض الإمارات لأزمة في المواد الغذائية العام المقبل على إثر تداعيات أزمة الغذاء العالمية، ودعا إلى تضافر كل الجهود لمواجهة هذه الأزمة والتقليل من تأثيراتها المحتملة، لافتاً إلى جهود حثيثة تقوم بها الجهات المعنية لتأمين احتياجات الدولة من المواد الغذائية الأساسية، وتوفير الضمانات الكفيلة بعدم تأثرها بمثل تلك الأزمات في المستقبل· ودعا الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات إلى ضرورة تسخير كل الإمكانات والطاقات المتاحة لإيجاد الحلول المناسبة لتوفير الأمن الغذائي المنشود، مؤكداً أن الكلية لديها الكفاءات والإمكانات العلمية التي تؤهلها للمساهمة في ذلك شريطة إيجاد نوع من التعاون الاستراتيجي مع الجهات التخطيطية والتنفيذية كافة المعنية بقطاع الأغذية في الدولة· ونبه إلى أن التركيز الواقع الآن على الحبوب لإنتاج الوقود الحيوي كبدليل رخيص للطاقة قد يتحول بمرور الوقت إلى بعض أنواع النباتات الأخرى التي تستخدم كأعلاف للحيوانات مما سيؤدي إلى انخفاض إنتاج اللحوم ويفاقم بدوره من أزمة الغذاء العالمية· وأكد في هذا الصدد ضرورة تفعيل جهود كلية الأغذية والزراعة وغيرها من الجهات المعنية بإنتاج البروتين من خلال التركيز على الثروة السمكية وتوظيف الإمكانات والمقومات الكبيرة التي تمتلكها الإمارات في هذا المجال بما في ذلك السواحل الممتدة بطول 600 كيلومتر والمزارع السمكية العديدة التي يمتلكها القطاع الخاص والتي يمكن تطويرها، مشيراً إلى أن الكلية لديها مختبرات وتجهيزات علمية وتجربة عملية ناجحة في مجال إنتاج الأسماك· وعزا الدكتور الحضرمي الارتفاع الكبير المطرد في أسعار المواد الغذائية وشح واختفاء بعض الأنواع في الأسواق المحلية إلى ارتباط الدرهم بالدولار في ظل التراجع المستمر لذلك الأخير مما أوجد معه ما يطلق عليه ''التضخم المستورد'' وسط الانخفاض الكبير في المعروض من المواد الغذائية خاصة الحبوب في الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن الأرز التايلاندي ''المكسر'' الذي يغزو العالم وتضاعف سعره في غضون شهر، يعد مثالاً حياً على مدى التأثير السلبي لهذا الارتباط· واستبعد أن تتأثر الدولة بأزمة الغذاء العالمية والتي حذرت منها المنظمة العالمية للأغذية والزراعة ''الفاو'' والتي من المتوقع أن تصبح أكثر حدة في العام المقبل نظراً لما تتمتع به الدولة من قدرات مادية وإمكانات، مشيراً إلى أن الدول الفقيرة هي بلا شك التي ستتأثر أكثر بهذه الأزمة مما سيفاقم أكثر من المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها· من جانبه، أوضح الدكتور محمد سعيد القبلاوي رئيس قسم الإدارة الزراعية وعلوم المستهلك بكلية الأغذية والزراعة أن أزمة الغذاء العالمية التي لاحت بوادرها في الأفق الآن ترتبت على اتجاه الدول الأكثر إنتاجاً للحبوب في العالم كالولايات المتحدة والبرازيل إلى إنتاج الوقود الحيوي من الحبوب خاصة الذرة سعياً منها نحو توفير بدائل للطاقة في ضوء الارتفاع المتتالي لأسعار البترول في الأسواق العالمية· وتمضي الولايات المتحدة بخطى حثيثة في هذا الاتجاه، حيث بلغ عدد المصانع التي تنتج الوقود الحيوي لديها حتى 400 مصنع، إضافة إلى 200 مصنع آخر تحت الإنشاء، بحسب القبلاوي· بينما تعالت مطالبات المجتمع المدني في دول الاتحاد الأوروبي بسن تشريعات جديدة تمنع إنتاج الوقود الحيوي بالدول الأعضاء باعتباره من الأعمال غير الأخلاقية· وأضاف أن من بين هذه الأسباب التي ساهمت في نقص إمدادات وارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق العالمية مواسم الجفاف المتتالية التي تتعرض لها بعض الدول المنتجة للحبوب مثل: كندا، أستراليا والأرجنتين· وتتضمن هذه الأسباب كذلك القيود والتشريعات الجديدة التي وضعتها بعض الدول المنتجة كالبرازيل للحد من عملية التصدير· ودعا القبلاوي إلى عقد شراكات استراتيجية مشابهة مع الدول الأخرى غير الآسيوية التي تربطها علاقات تجارية وثيقة مع الدولة كالولايات المتحدة ودول التحاد الأوربي واليابان التي تأتي على رأس قائمة الدول المستوردة للطاقة من الإمارات لتأمين احتياجاتها من المواد الغذائية خاصة الحبوب كالأرز والقمح، تحسباً لأي ذبذبات أو ظروف طارئة قد تعيق حصولها على هذه الاحتياجات· كما دعا إلى تفعيل جهود تحقيق الأمن الغذائي العربي باعتباره ضرورة ملحة من خلال إعادة صياغة الرؤى والسياسات والآليات في ضوء تلك المعطيات العالمية الجديدة التي تحتم ضرورة السعي الجدي في هذا الاتجاه وفي ظل توافر المقومات الأساسية لإمكانية تحقيق هذا الأمن المنشود الذي يمثل حلماً غالياً لجموع الشعب العربي من المحيط إلى الخليج·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©