الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العين حصد العلامة الكاملة في سنة أولى احتراف

العين حصد العلامة الكاملة في سنة أولى احتراف
12 يونيو 2009 01:36
التجربة الاحترافية الأولى التي خاضتها الأندية الإماراتية في عالم كرة القدم وانتهت قبل بضعة أيام، جاءت كإضافة لنادي العين الذي يعد أحد أنديتنا العريقة، ولم تمثل بالنسبة له أولى الخطوات في هذا الاتجاه، حيث سبق أن ودعت القلعة البنفسجية دنيا الهواية ودخلت دنيا الاحتراف من أوسع الأبواب قبل بضع سنوات مضت. ولم يكن التطبيق فقط في زيادة رواتب اللاعبين والوصول بها إلى سقف عالٍ وهو ما أوجد ارتياحاً في نفوس كافة عناصر الفريق الأول، بل جاء التطبيق في اتباع مبدأ الثواب والعقاب والالتزام التام بكل جوانب الاحتراف واللجوء إلى برامج التدريب المكثفة التي كثيراً ما تتم على فترتين، صباحية ومسائية، بجانب جذب الجماهير للحضور إلى الملعب مما جعلها الأكثر تميزاً بين جميع الأندية. كما تحول العين إلى مؤسسة استثمارية وتسويقية قبل سنوات طويلة، مما سهل من مهمته في «سنة أولى احتراف» لينال رضا لجنة الاحتراف الآسيوية التي أعلنت قبل انطلاقة الموسم المنتهي أنه الأفضل التزاماً بمعايير الاحتراف التي طالب بها الاتحاد الآسيوي، كما فاز بجائزة الجودة وحصل على شهادة «الآيزو» مرتين متتاليتين، فضلاً عن النجاح الذي أصابه الدكتور خالد محمد عبدالله الهاشمي المدير التنفيذي للنادي الذي حصل أيضاً على لقب المدير الأفضل من بين مديري 17 نادياً على مستوى الدولة وذلك في التقرير الذي أعدته لجنة تقييم الأندية التي شكلتها رابطة كرة القدم الإماراتية في بداية الموسم. وللوقوف على التجربة الاحترافية العيناوية وما صاحبها من نجاح في كافة مجالات كرة القدم على مستوى الفريق الأول، وما تحقق في الجوانب التسويقية والاستثمارية، كان لـ»الاتحاد» جلسة مطولة مع الدكتور خالد محمد عبدالله المدير التنفيذي للنادي والذي أكد في البداية أن كرة الإمارات قد وضعت نفسها في الطريق الصحيح مع انطلاقة النسخة الأولى من بطولة دوري المحترفين، وذلك بفضل الجهود المشتركة بين اتحاد الكرة من جهة ورابطة كرة القدم الإماراتية من جهة أخرى. أضاف أن ما حدث في الموسم الذي انتهى قبل بضعة أيام يمثل أول تجربة احترافية في مجال كرة القدم، وأنها تعتبر تجربة ناجحة بكل المقاييس في بداية تطبيق الفكر الاحترافي إذا أخذنا في الاعتبار الجوانب الفنية وتنقلات اللاعبين وفق ضوابط قانونية وكذلك الجوانب التسويقية والاستثمارية. وقال: لابد لكل تجربة وليدة من ملاحظات، ولكن ما يميز المسؤولين عن تسيير شؤون الكرة أنهم يتعاملون مع هذه التجربة وما أفرزته من نتائج بكل أريحية سعياً لتطوير إيجابياتها ولتفادي سلبياتها وتصحيحها وضمان عدم تكرارها مستقبلاً. وأردف المدير التنفيذي لنادي العين قائلاً: تمثل رابطة كرة القدم الإماراتية همزة الوصل بين اتحاد الكرة وأنديته، حيث تناقش العديد من الأمور الهامة وتضع يديها على جملة من النقاط الحساسة لتقريب وجهات النظر بين الجهات المعنية، ويبقى التحدي الأكبر في التعاطي مع الجانب التسويقي، حيث إن الأندية وبصفة خاصة الكبيرة منها لديها تعاقدات طويلة الأجل مع عدد من الرعاة وبدخول رابطة كرة القدم الإماراتية على الخط، أصبح ما بين أيدي الأندية غير واضح، لأن الرابطة تريد أيضاً الحصول على مساحات إعلانية داخل الملعب تتعلق بالنواحي التسويقية وامتيازات الرعاة وقد كانت هذه النقطة تحديداً محل شد وجذب بين الرابطة والأندية. وقال: الجانب التسويقي والاستثماري في الأندية يجد كل الدعم المطلوب الذي يوفره له الاتحاد الآسيوي والذي من أهم شروطه أن تكون الإدارة التسويقية والاستثمارية والفنية والتنفيذية متفرغة حتى يتمكن النادي من المشاركة في أيٍ من المسابقات التي يشرف على تنظيمها الاتحاد الآسيوي، ولذلك كانت توجيهات حكيمة من قبل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الإدارة بدمج أعضاء اللجان في الإدارة كي يعملوا كموظفين أو مدراء متفرغين مما يوفر الفرصة لرصد وتقييم كفاءتهم وما يمكن أن يحققوه من أهداف والتعامل معهم بمبدأ الجزاءات والمكافآت. وحول تقييمه لتجربة الاحتراف في عامها الأول، قال: كان يتوجب على الأندية أن تدرس مشروع الإعلانات داخل الملعب بطريقة علمية دقيقة ومعرفة إيجابيات وسلبيات هذا المشروع، وما هي المساحة المتاحة للإعلانات داخل الملعب للأندية وللرابطة والعائد من استثماراتها، حيث لابد أن يتسم التوزيع بالعدالة، لأن عيون الرعاة تكون دائماً موجهة نحو الإعلانات بجانب قميص الفريق. وزاد: من المحصلة التي خرج بها الموسم الأول، ومقارنة بالتجارب الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي، يمكن القول إن التجربة الإماراتية رغم حداثتها، حصلت على فرصة ثمينة لعرض تجربتها على الدول الآسيوية الأخرى وذلك في منتصف أكتوبر من العام الماضي بمدينة كوالالمبور بعد أن نالت ثقة وإعجاب أعضاء الاتحاد القاري الذي قام بتقييمها، علاوة على أن نادي العين قد حصل أيضاً على أعلى درجة من حيث متطلبات الاحتراف دون أن يبدي أعضاء الاتحاد أي ملاحظات تذكر، مما يمنح النادي الدافع القوي لمزيد من التجويد، وهناك نية لكي يعرض نادي العين تجربته الاحترافية وما قام بإنجازه خلال تجمع الأندية الآسيوية المقبل في بداية الموسم الجديد. وعن مدى التزام اللاعبين باللوائح وهل العمل الإداري يقود اللاعبين أوتوماتيكياً إلى عالم الاحتراف، قال الدكتور خالد الهاشمي: هناك توجيهات واضحة وصريحة من قبل سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان النائب الأول لرئيس نادي العين النائب الأول لرئيس هيئة الشرف رئيس مجلس الإدارة على أن تعمل الإدارة التنفيذية على صعيد كافة الجوانب التي من شأنها أن تعزز من العملية الاحترافية وتعمل على تطويرها وذلك من خلال تحديث اللوائح وإعادة صياغة عقود اللاعبين بأفضل المعايير الدولية، على أن تنتقى بعض الأندية الآسيوية والأوروبية كمعايير ونماذج يحتذى بها. وأضاف: توجيهات سمو رئيس مجلس الإدارة تعني وتهتم بالالتزام بالحضور والانصراف، وقد نفذ اللاعبون التوجيهات بحذافيرها لدرجة أصبح معها الفريق الأول بمثابة «الثكنة العسكرية». وقال: لقد أدخلنا نظاماً الكترونياً حديثاً يطبق حالياً في الأندية الأوروبية لضبط عملية الحضور بعد أن وضعنا جهازاً على واجهة باب دخول اللاعبين وجهازهم الفني والإداري والطبي، وخصصنا لكل منهم رقماً رمزياً يدخله في الجهاز عند حضوره إلى الملعب للمشاركة في برنامج التدريب، وهو نظام دقيق تم ربطه مباشرة بالشؤون المالية وإدارة الموارد البشرية، ومن خلال ملاحظتنا لمعدلات الحضور والانصراف اكتشفنا مدى التزام لاعبي نادي العين بالنظم واللوائح. محاربة السهر وكشف المدير التنفيذي لنادي العين المزيد من الجوانب الهامة في استراتيجية نادي العين التي تنتظر التطبيق في الشهور القليلة القادمة، مؤكداً أن النادي يمضي في تطبيق الاحتراف على أعلى مستوى، حيث تتجه النية إلى إدخال آلية جديدة للمحافظة على اللاعب وهو خارج أسوار النادي من حيث نوعية الأكل والسهر وتدخين الشيشة إن كان بينهم بالفعل من يأتي بهذه التصرفات البعيدة كل البعد عن صفات الرياضيين. وقال: هناك اختبارات جديدة تبين كل هذه المخالفات والتصرفات التي لا تليق باللاعب المحترف، وتتم هذه الاختبارات من خلال أجهزة حديثة لم يتم تأمينها بعد تكشف التصرفات المرفوضة التي تضر باللاعب وصحته وتؤثر على مستواه الفني، وعلى ضوء النتائج والبيانات المتوفرة، تتم محاسبة اللاعب ومعاقبته. أضاف: بالطبع نحن لا نتحكم في اللاعب ولكننا نطبق عملاً احترافياً للمحافظة عليه ليفيد الفريق بالشكل المطلوب ويقدم المستوى الفني المنتظر منه. اللفظ «العشوائي» ظالم وحول ما يردده البعض من أن الأندية الإماراتية تعيش مرحلة عشوائية ويغيب عنها الفكر والخطط التسويقية والاستثمارية، قال الدكتور خالد الهاشمي: لا شك أن نادي العين قطع شوطاً بعيداً في مجال الاحتراف، وهناك أندية أخرى تمضي على ذات النهج وتحقق كل يوم نجاحاً فوق نجاح، وبخصوص الاتهامات التي ساقها أحد المهتمين بالعمل التسويقي الرياضي والتي وصف فيها ما تقوم به الأندية المحلية من عمل احترافي بعشوائية في الصرف وعدم المعرفة بتسويق فانيلة الفريق وغيرها، فهو للأسف كلام سطحي لا يستند إلى حقائق ولا يقرأ الواقع بشكل احترافي وجاء مخالفاً للواقع وهو كلام مردود عليه. واستطرد: دعني أسوق لك بعض الأمثلة التسويقية في نادي العين الذي دخل إلى عالم التسويق قبل سنوات بدأها برعاية شركة الحبتور لفانيلة الفريق الأول في موسم 2003/2004 وبلغت قيمة الرعاية 5 ملايين درهم، ثم رعاية بنك أبوظبي التجاري في موسم 2004/2005 بمبلغ 10 ملايين درهم، ثم مؤسسة ساسان للتجارة لموسم 2005/2006 التي نالت الرعاية في صفقة قيمتها ستة ملايين درهم، وأعقب ذلك رعاية قميص البنفسج من مجموعة الفهيم التي دفعت 7 ملايين درهم في موسم 2006/2007، وبعدها دخل نظام الراعي الرسمي والرعاة الفرعيين. وأضاف: تم كل ذلك بطريقة سليمة ومدروسة، ولذلك أرى أن لفظ «العشوائية» الذي وصفت به الخطط التسويقية للأندية فيه إجحاف وظلم كبير لهذه الأندية، خاصة نادي العين الذي بدأ العمل الاحترافي فيه قبل أن يتم تطبيقه رسمياً في الموسم الأخير ويعمم على كل الأندية. وأكد الدكتور خالد الهاشمي أن نادي العين يملك رؤية واضحة في وضع الرزم التسويقية التي تقود إلى تصنيف الرعاة إلى راع رئيسي ورعاة فرعيين، وهناك الراعي الذهبي والراعي الماسي، مما يعني تعدد اللوحات وتوزيع المساحات سواء داخل الملعب أو على فانيلة الفريق، ولكن لابد أن تدرس هذه الأمور بطريقة ذكية. وأضاف: لقد وفر نادي العين مزايا متعددة للرعاة وبذل في ذلك جهوداً طيبة لا يمكن إغفالها، وكان يتوجب على كل من يرغب في الحديث عن مثل هذه القضايا أن يزور الأندية ويعرف ما يدور فيها قبل أن يطلق الكلام جزافاً. ومضى المدير التنفيذي لنادي العين في حديثه ليقول: هنالك اتفاقيات أبرمها نادي العين مع جهات ومؤسسات متعددة بهدف تقديم خدماتها مقابل الحصول على لوحات مجانية داخل الملعب، ويعتبر نادي العين من الأندية الرائدة في المنطقة التي بدأت الحملات الإعلانية مبكراً، وكذلك من رواد الأندية في تطبيق الهوية الموحدة التي تؤدي إلى تثبيت العلامة التجارية للنادي كما يحدث في الأندية الأوروبية حتى يضمن عدم تقليدها من الآخرين. وأردف: اتهام الأندية بعدم تطبيقها للاحتراف بالشكل الصحيح وأنه لا توجد بها لجان مالية للمحاسبة هو إجحاف لهذه الأندية. وإذا أخذنا نادي العين كمثال نجده من الأندية الرائدة في تطبيق المعايير الدولية في المحاسبة، فهناك المراقب المالي والمشرف المالي والمدقق الداخلي والخارجي، وهناك إعداد سنوي للميزانية التي تتم مراجعتها وتدقيقها حسب المعايير الدولية. وأشار المدير التنفيذي للعين إلى أن النادي بدأ الاستثمار في وقت مبكر ولديه حالياً خطة استثمارية واضحة يتم تنفيذها بشكل سليم، وسيكون هناك تغيير في المسمى الجديد من شركة نادي العين الرياضي لكرة القدم ذات المسؤولية المحدودة إلى نادي العين لكرة القدم. وقال: نادي العين هو أول نادٍ أنهى جميع متطلبات الاتحاد الآسيوي في التحول إلى كيان تجاري من حيث النظم والسياسات المالية، وهناك خطة متكاملة لزرع الحس التجاري في نفوس جميع الموظفين. وأضاف: بعدما كنا من قبل نتحدث عن المصروفات والإيرادات، أصبح الحديث يعتمد على مبدأ الربح والخسارة، وإذا كان هناك من يرغب في نقد ما يجري في الأندية، فعليه أولاً أن يقوم بدراسة الواقع وتقديم الأرقام التي تؤكد صحة اتهاماته حتى لا تظلم جهود الاتحاد ورابطة كرة القدم الإماراتية والأندية التي يديرها أشخاص أكدوا جدارتهم وكفاءاتهم بعد أن أثبتوا ذلك من خلال إدارتهم لمؤسسات كبيرة في الدولة وهم يعتبرون قيمة إضافية ولا يقبلون أن تتجه الأندية اتجاهاً غير صحيح.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©