الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مطلوب توظيف ثقافة المؤسسة للارتقاء بالموظفين وتطوير الأداء الوظيفي

مطلوب توظيف ثقافة المؤسسة للارتقاء بالموظفين وتطوير الأداء الوظيفي
5 مارس 2014 00:41
بحكم عملي ودراستي بإدارة الموارد البشرية ومن خلال تجربتي بالعمل في القطاعين العام والخاص، لاحظت أنّ معظم مؤسساتنا تسعى لإرضاء موظفيها وتقيّم تقدمّها بارتفاع رضا الموظفين، نرى الأموال الطائلة تُصرف هنا وهناك، فرق العمل تتضخم وتتوسّع، السياسات والتشريعات تُكتب وتتعقّد، إلاً أنّ في أحيان كثيرة تهدر هذه الموارد وتفشل في إرضاء الموظفين أو خلق بيئة عمل جاذبة ومريحة لهم … عند التحليل والتساؤل عن سبب تأخّر بعض المؤسسات عن إرضاء موظفيها بشكل يلائم الزمن الحالي، نرى إدارات الموارد البشرية فيها تُلقي اللوم على أسباب تزعم أنها خارجة عن إرادتها، ولطالما تكررت الأسطوانة المزعجة نفسها وتوجهت أصابع اللوم إلى ما يسمّونه “ثقافة المؤسسة”. وحسب دراسات عدة فإن “ثقافة المؤسسة” هي وصف الحالة النفسيّة والخبرات والتصرفات والقيم والمعتقدات الاجتماعية المتعلقة بأفراد مؤسسة ما، وباعتقاد الكثيرين إنها المتهمّة الأولى لعجز بعض إدارات الموارد البشريّة عن تطوير خدماتها وإرضاء موظفيها بتغيير سياساتها وأساليبها الإدارية! فلطالما رأينا أجهزة تطلب بصمات أصابع وأعين لتسجيل الحضور والغياب في مؤسسات يُقال إن ثقافة “عدم المصداقية” سائدة فيها فكانت “عدم الثقة” هي ردة فعل طبيعية، ولطالما رأينا مؤسسات تتجنّب أي تغيير أو تطوير في الخدمات المقدمة للموارد البشريّة، متعللة ومتحججّة بثقافة المؤسسة القائمة على “عدم التقدير” فكانت حجّة واضحة لبعض الإدارات في عدم تقديم خدمات أحدث وأكثر تطويراً!. للأسف بعض الإدارات تعتقد أن ثقافة المؤسسة نشأت عن فطرة إلى يوم الدين!، تعتقد أنه أمر محسوم لا يمكن تغييره، في حين كانت هي من خلقت هذه الثقافة وهي المسؤول الأول والأخير عنها!. التغيير سمة كل عصر، ورأينا كيف جاء ديننا الحنيف وغير مفاهيم كانت سائدة من قبل في المجتمع، ومنها التصدي للجاهلية والقضاء على وأد البنات. فقد جاء رسولنا الكريم، ليخرج مجتمع مكة والعالم من الظلمات إلى النور، ولم يدع الثقافة السائدة عائقاً أمام التغيير والدعوة، وكان ذلك من أسباب إكرام وعزة كل مسلم ومسلمة اليوم، ولو تفكرّت إدارات الموارد البشرية بحكمة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وقناعته لما جعلت ثقافة المؤسسة عائقاً أمامها أبداً، ولما أصبحنا من أسرع دول العالم نمواً وتطويراً، ولما أصبحنا من أسعد شعوب العالم أبدا!. إلقاء اللوم على “ثقافة المؤسسة” هو أكبر دليل على ضعف وعجز بعض إدارات الموارد البشرية عن إرضاء موظفيها والعمل بإتقان. ولطالما استعانت هذه الإدارات بأصحاب البدلات وربطات العنق، وبأحدث التقنيّات والأدوات، لكن دون جدوى ولا تأثير ملحوظ في إرضاء موظفيها. إدارات الموارد البشريّة بمؤسساتنا ليست بحاجة لتقنيات وشهادات وخبرات بقدر ما هي بحاجة لتطبيق قيم وقواعد بسيطة نابعة من نصائح البذل والإيثار التي يحض عليها ديننا الحنيف وأسست لإدارة الموارد البشرية قبل آلاف ومئات السنين من النظريات الحديثة في علوم الادارة. من مدونة”سعيد محمد النظري”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©