السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صالح المنصوري يعيد المساجلات في المعارضات والنقائض

صالح المنصوري يعيد المساجلات في المعارضات والنقائض
12 يونيو 2009 01:40
حضر الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان مساء أمس الأول، الأمسية الشعرية النبطية التي أحياها الشاعر صالح بن علي بن عزيز المنصوري بمرافقة عازف الربابة علي الكيبالي، على مسرح أبو ظبي بكاسر الأمواج، والتي نظمها نادي تراث الإمارات في إطار موسمه الثقافي الثاني. قدم للأمسية الشاعر والإعلامي راشد شرار مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، الذي أشار في كلمته إلى جهود سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس نادي تراث الإمارات ودوره في المحافظة على التراث والهوية الوطنية، من خلال اهتمامه وتشجيعه لسباقات الهجن والخيول وغيرها، بالإضافة إلى اهتمامه بالشعراء والمبدعين، ومن ذلك اهتمامه بإنشاء لجنة الشعر الشعبي في النادي ودورها الفاعل في إحياء الشعر النبطي وتقديم أعلامه بصورة طيبة إلى جانب طبع دواوينهم وتقديمها للجمهور في إطار مشروع يحفظ للشعر الشعبي مكانته وأهميته والمحافظة عليه من الاندثار. كما أشاد بمساهمات الشاعر الجليلة في مسيرة حركة الشعر الشعبي المحلي، ووصفه بـ «فارس من فرسان الأدب والشعر والكلمة الإماراتية ويمثل إحدى علاماتها الفارقة». ورسخ الشاعر المنصوري من خلال الأمسية مظاهر الموروث الشعري التقليدي، وخاصة قصائده في باب المساجلات «المردة»، وهي القصائد التي يرد فيها الشاعر على أحد من الشعراء، يشاكيه، أو يخاطبه على عادة شعراء النبط الموروثة عن أسلافهم شعراء المعارضات والنقائض ذات الصيت الذائع في الشعر العرب. واستهل الشاعر المنصوري صاحب ديوان «فارس الشعر» أمسيته بقصيدة أهداها إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وإلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقصيدة مهداة إلى سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان رئيس نادي تراث الإمارات، سجل من خلالها حبَه للقيادة الرشيدة ورجالها. وتعتبر قصائد المنصوري مستودعاً للهجة البادية في مفرداتها وتراكيبها وصياغتها، ما يجعلها تشكل مرجعاً لغوياً وسجلاً توثيقياً لهذه اللهجة في عصر الشاعر ومرحلته التاريخية، وبدا ذلك واضحاً من تفاعل الجمهور معه وخاصة في قصائد المساجلات أو المشاكاة مع جملة من الشعراء وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشاعر العصري بن كراز، والشاعر محمد بن علي بن سندية المنصوري والشاعر الراحل حرحوش المنصوري. كما قرأ المنصوري قصيدة على حروف الألفية، وقصائد في وصف البوش «الإبل»، وأخرى تعزز أهمية المكان في نفسه وبخاصة منطقة الظفرة في بينونة بالمنطقة الغريبة، حيث استمع الجمهور إلى أشعار تنقل روح مجتمع البادية من عادات وتقاليد ورحلات القنص، ومجالس الشعراء، والكرم والرجولة، وحب الوطن، والولاء للقبيلة في إطار من رهافة الحس وصدق التعبير والتلقائية، كما أبرزت بعض قصائده الصنائع الحميدة لفقيد الأمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه». وحافظ الشاعر على الشكل الفني للقصيدة العربية من خلال قصائد الغزل العفيف التي قال مقدماً لها: «إن الغزل يجب أن يكون عفيفاً ويبرز خصائص المحبوب في إطار إنساني، والغزل بالنسبة لي يمثل مشكلة، لأنه بالضرورة يدفع بالقارئ إلى البحث عن المعاني الخفية في القصيدة». وتعتبر قصائد «الطير المختار، والألف لف الحال كثر الهواجيس، وخفق ميز قلبي خفق طير نوى الحمام، من أجمل قصائده في باب الغزل، حيث طالبه الجمهور غير مرة بإلقاء المزيد من هذه القصائد. وتميزت قصائد الشاعر المنصوري بلغة ومفردات شاعرية قريبة من أذن السامع، علاوة على جزالة اللفظ وسهولته، كما أن التراث في قصائده جزء مهم من نسيج حياته، لذا كانت ملامح الإمارات والوطن والاعتزاز الإنساني من أهم الإشارات في قصائده. وفي ختام الأمسية، كرم الشيخ هزاع بن سلطان بن زايد آل نهيان الشاعر صالح بن عزيز المنصوري وعازف الربابة الكيبالي وراشد شرار تقديراً لجهودهم في إحياء هذه الأمسية الشعرية التي أعادت للجمهور مناخات مجالس الشعراء القديمة، وقدمت لهم أنموذجاً من الأدب الشعبي ومخزونه الإنساني والثقافي والتراثي الذي يعكس صوراً مشرقة عن حياة المجتمع الإماراتي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©