السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

آلام المسيح للتعبير عن معاناة الفلسطينيين

12 يونيو 2009 01:42
حلت فرقة «مسرح عشتار» الفلسطينية مؤخراً ضيفة على الجزائر للاحتفاء معها بتظاهرة القدس عاصمة للثقافة العربية، حيث قدَّمت عرضاً مسرحياً بعنوان «العشاء الأخير في فلسطين» للمخرج الجنوب إفريقي سيمون رو، وأدى العرض 4 فنانين بينما غابت فنانتان بسبب عدم حصولهما على التأشيرة. وقام مخرج العرض، الذي أنتج العام الماضي بمناسبة مرور 60 سنة على النكبة، باستحضار معاناة المسيح لإسقاطها على ما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وركز على تداعيات النكبة والتهجير ثم جدار الفصل العنصري وكثرة الحواجز الأمنية والقيود الإدارية على تنقلات الفلسطينيين داخل أراضيهم، ليوصل رسالة مفادها أن «درب الآلام» لا يزال متواصلاً وطويلاً والنكبات تتوالى. وعبَّر الممثلون الشباب عن هذه المعاناة في صور فنية جميلة، حيث لعبت لغة الجسد دوراً في نقل هذه المعاناة خاصة أثناء التعبير عن آلام النكبة والإخراج من الديار وحمل ما خف من الأثاث والمتاع بحثاً عن أي مأوى، وكذا التعبير عن مشاعر الرفض والاستياء والنقمة والانكسار والحزن. وحتى الصمت في بعض فترات العرض كان «لغة» أكثر بلاغة من الكلمات في ترجمة المعاناة التي تبلغ ذروتها بصلب عائلة فلسطينية بعد تناولها عشاءها الأخير من «المساعدات الإنسانية» الدولية، في إحالة واضحة إلى «نهاية» المسيح كما «يؤمن» بها النصارى، وزادها تعبيراً خفوتُ الإضاءة وميلُها إلى السواد حزناً على أوضاع الفلسطينيين، وكذا الأجواء السينوغرافية التي امتزجت فيها الأقمشة السوداء بالحمراء للدلالة على الحزن والغضب والثورة، بينما وُجد الجدار كتكوين سينوغرافي أساسي، أما لغة الحوار فكانت كوميدية ساخرة، تُضحِك من شرِّ البلية. وقالت إيمان عون مساعدة المخرج إنه «تمَّ اختزال بعض المَشاهد وإعادة صياغة أخرى بعد غياب فنانتين في سبيل الحفاظ على الخط الدرامي الأساسي من الانكسار». وأضافت أن العرض «قدم ثلاث مرات بالإنجليزية في هولندا حيث يعيش المخرج الجنوب إفريقي سيمون رو، وفاجأ الهولنديين، إلا أن بعض اليهود الذي حضروه أثاروا ضجة ضده واعتبروه «غير منصف». وردا على سؤال لـ «الاتحاد» عن دوافع اختيار المسيح تحديداً لإسقاط آلامه على الفلسطينيين، ردت عون بالقول: «إن «المسيح فلسطيني» وهو أول «شهيد» حيث فضل «الاستشهاد» من أجل أفكاره، ونحن نرفع أصواتنا دوماً بحقنا في هذه الأرض الفلسطينية الكنعانية ورد الاعتبار لنا، واليهود يقتلوننا كل وقت كما قتلوا المسيح». إيمان عون مساعدة المخرج
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©