رايس في المنطقة اليوم تمهيداً لزيارة بوش

تعود وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، إلى منطقة الشرق الأوسط قادمة من لندن مساء اليوم، وتتوجه مباشرة إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء ايهود أولمرت· ودعت رايس، إسرائيل إلى وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وهى الدعوة نفسها التي وجهتها اللجنة الرباعية الدولية أمس، إلى حكومة أولمرت مضيفة اليها الدعوة إلى إنهاء حصار قطاع غزة· وشاركت الوزيرة الأميركية في لندن أمس، في مداولات مؤتمر الدول المانحة للفلسطينيين، وعقدت لقاءً ثلاثياً على هامش مداولات المؤتمر، مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض· وكشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيلتقي أولمرت يوم الاثنين المقبل، وذلك في إطار الاجتماعات الدورية التي يعقدانها من أجل تقييم المفاوضات وسبل التقدم فيها· وأشارت المصادر إلى أن عباس سيستقبل رايس غداً الأحد، لبحث سبل التقدم في المفاوضات وتطبيق الالتزامات الفلسطينية والإسرائيلية على الأرض· كما ستعقد الوزيرة الأميركية اجتماعاً ثلاثياً بمشاركة رئيسي الوفدين المفاوضين الفلسطيني أحمد قريع والإسرائيلي تسيبي ليفني· وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن زيارة رايس تأتي للإعداد لزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المرتقبة بعد حوالي أسبوعين لمشاركة إسرائيل احتفالاتها بالذكرى الستين لإعلان قيامها، على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1946 وستجري الوزيرة الأميركية مباحثات مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية· وقالت رايس قبيل وصولها إلى لندن الليلة قبل الماضية، إنه حان الوقت للمفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين أن يحسموا مسألة الحدود بين دولة إسرائيل والدولة الفلسطينية التي ستقام· وأضافت أن اتساع المستوطنات الإسرائيلية في المناطق (الضفة الغربية) لا يمكن اعتباره حقيقة واقعة· وأضافت رايس: ''لا أقبل·· ولن تقبل الحكومة الأميركية أن تصبح أي خطوة اتخذت قبل الاتفاق أمراً واقعاً·· أو أن تحدد النتيجة النهائية''· ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية ''بي·بي·سي'' عن رايس قولها إنه لا يوجد ما يضمن استمرار بقاء هذه المستوطنات تحت السيطرة الإسرائيلية بعد الوصول إلى حل حاسم للصراع في الشرق الأوسط· وقالت الوزيرة الأميركية إن المفاوضات ''تشهد تقدماً قد يكون بطيئاً ولا يشعر الكثيرون به، نظراً لعدم الكشف عن الكثير من المعلومات الخاصة بالمفاوضات لهم''· واضافت أن الوقت ليس مفتوحاً أمام إسرائيل والفلسطينيين للتوصل لاتفاقية سلام· وقالت رايس: ''أعتقد أن خيار إقامة دولتين لن يبقى مطروحاً للأبد·· أعتقد أنكم تلاحظون أن مساحة الفرص المتاحة تتضاءل مع مرور الوقت''· وطالبت رايس قبل بدء اجتماع للجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، الدول العربية بتنفيذ وعودها فيما يخص تقديم الدعم المالي للمناطق الفلسطينية· وقالت الوزيرة الأميركية إن الدول التي لها موارد مناسبة، يجب أن تبحث ''أكثر·· وليس أقل ما يمكنها فعله''· وأضافت رايس قولها ''الدول التي لديها موارد ينبغي ألا تبحث عن أقل ما يمكن ان تفعله، ولكن عن أقصى ما يمكن أن تفعله''· ولم تذكر رايس اي دولة بالاسم لكن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى، قال ان الولايات المتحدة تأمل أن ترى الدول العربية وقد قدمت المزيد من المال، قائلا انه لم تُقدم تبرعات كبيرة هذا العام سوى المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والجزائر· وقال ان الكويت وقطر وليبيا بين دول اخرى لم تدفع اي منهما بعد ،اى دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ،حسبما تظهر احصاءات وزارة الخارجية الاميركية· وقال المسؤول الاميركي الذي طلب ألا ينشر اسمه بسبب الحساسية الدبلوماسية للمسألة، للصحفيين الذين يرافقون رايس ''اذا نظرت الى تعهدات الجامعة العربية فستجد نقصا مريعا حقا''· وتظهر احصاءات اميركية ان المانحين الاجانب وعدوا بتقديم 1,55 مليار دولار دعما للميزانية الى السلطة الفلسطينية لعام 2008 منها 717 مليون دولار من اعضاء الجامعة العربية و835 مليون دولار من دول اخرى· ومن هذه الوعود فإن اعضاء الجامعة العربية قدموا بالفعل 153 مليون دولار وجاءت كلها من ثلاث دول هي الإمارات العربية المتحدة والسعودية والجزائر· وعلى النقيض من هذا قدم مانحون دوليون آخرون 502 مليون دولار· وكانت أكبر مساعدات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وفرنسا وبريطانيا· وأضافت رايس وهي في طريقها لحضور اجتماع اللجنة الرباعية، أنه يجب أن يرى الفلسطينيون تحسناً في مستوى معيشتهم كي يشعروا بالأمل والثقة في التوصل لاتفاق سلام مع إسرائيل· وتضم اللجنة الرباعية الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وقرأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقب اجتماع اللجنة أمس، بياناً جاء فيه ''لقد أعربت الرباعية عن قلقها البالغ بشأن استمرار النشاطات الاستيطانية ودعت إسرائيل إلى تجميد كافة نشاطاتها الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي، وتفكيك المواقع الاستيطانية التي أقيمت منذ مارس ·''2001 وأضاف أن الرباعية دعت إلى مواصلة المساعدات الطارئة والإنسانية وتوفير الخدمات الأساسية إلى غزة من دون أي عوائق''· وقال البيان ''يدعو الرباعي كل المانحين إلى الوفاء بما تعهدوا به·· ويشجع الرباعي الدول العربية على إنجاز دورها السياسي والمالي على السواء لدعم عملية انابوليس''· وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير مبعوث اللجنة إلى الشرق الاوسط، إن الوضع في قطاع غزة ''رهيب''· وقبيل محادثات لندن حثت وكالات الإغاثة اللجنة الرباعية على استخدام اجتماع لندن للضغط على إسرائيل لانهاء حصارها لقطاع غزة·