الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كادلو يدعم التجارة الحرة ويفضل الدولار قوياً

كادلو يدعم التجارة الحرة ويفضل الدولار قوياً
16 مارس 2018 20:30
واشنطن(الاتحاد) اختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصادي الإعلامي، لورانس كادلو، البالغ من العمر واحداً وسبعين عاماً، لملء الفراغ الذي تركه كبير مستشاريه الاقتصاديين ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني جاري كون، الذي استقال قبل أسبوع، على خلفية تصميم ترامب تطبيق تعريفة جديدة على الواردات الأميركية من الصلب والألمنيوم. وتنتظر كادلو، الذي لم يعمل بوظيفة في جهة حكومية أو شركة خاصة خلال العشرين سنة الأخيرة، واكتفي بالتعليق والتحليل للأحداث الاقتصادية، وكتابة المقالات، وتقديم البرامج الاقتصادية في وسائل الإعلام المختلفة - مهام جسيمة، بعد أن ارتفع سابقه، خريج مدرسة جولدمان ساكس المصرفية، بمستوى المجلس، وبنظرة الجميع له، خلال العام الماضي، بسبب مساهمته في إصدار العديد من القرارات التي أثرت على الاقتصاد الأميركي بصورة إيجابية خلال العام الأخير، حتى وإن خرج منه مهزوماً بعد توقيع ترامب قانون التعريفات الجمركية الأخيرة. وعادة ما تزيد فعالية المجلس أو تقل مع قدرته على حل النزاعات الداخلية وترجمة أهداف الرئيس إلى سياسات قابلة للتطبيق. ومثّل اختيار كادلو للوظيفة مفاجأة كبيرة للمتابعين، حيث سبق له انتقاد العديد من قرارات ترامب الاقتصادية علانيةً، وكان من أشد المعارضين لسياساته التجارية تحديداً، وانتقد كادلو أيضاً سياسات ترامب المفضِلة لدولار ضعيف أمام العملات الأخرى، وارتفاع عجز الموازنة الأميركية، وقضايا أخرى. لكن ترامب قلل من تلك الخلافات، وقال: «نحن لا نتفق على كل شيء، لكن هذا أمر جيد، فأنا أريد سماع آراء متنوعة». وقال مسؤول في البيت الأبيض: «قد يختلف كادلو مع ترامب داخلياً على فرض قيود على التجارة، أو الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة مع دول أميركا الشمالية (نافتا NAFTA)، إلا أنه في الأغلب سيدافع عن قرارات الرئيس علانيةً، لو اختلفت عن توصياته، أكثر من كون». وشهدت حياة كادلو العديد من التحولات الكبرى، حيث أمضى فترة طويلة من حياته كسياسي نشط في الحزب الديمقراطي، قبل أن يتحول إلى الحزب الجمهوري، كما تحول إلى الديانة الكاثوليكية بعد أن ولِد لأسرة يهودية، وتزوج ثلاث مرات، وشُفِي من إدمان المخدرات.ويأمل ترامب في أن تكون واحدة من التحولات الكبرى في حياة كادلو هي تأييده لفرض التعريفات، بعد أن كان رافضاً لها في بداية الأمر.ونقل أحد المقربين من كادلو قوله إنه «على استعداد لتأييد التعريفات الجديدة، بعد إدخال بعض التعديلات (يقصد السماح بإعفاء بعض الدول منها)، لاستخدامها كأداة في التفاوض على نطاق أوسع، من أجل تحسين شروط العلاقات التجارية مع الدول الأخرى». وبدأ كادلو حياته العملية بوظيفة صغيرة في بنك نيويورك الاحتياطي الفيدرالي، في الإدارة المختصة بعمليات السوق المفتوحة، ثم التحق بعد ذلك بمكتب إعداد الموازنة، أحد أهم المكاتب بالبيت الأبيض، كمدير مشارك للاقتصاد والتخطيط، وشغل في نفس الوقت منصب عضو اللجنة الاستشارية لشركة الرهون العقارية فريدي ماك Freddie Mac. وعُين كادلو في عام 1987 كبيراً للاقتصاديين وعضواً منتدباً في بنك الاستثمار والسمسرة بير ستيرنز Bear Stearns، الذي تصادف هذه الأيام الذكرى العاشرة لانهياره خلال أزمة الرهون العقارية، قبل أن يشتريه بنك جي بي مورجان تشيس. وفي عام 1994 تم فصله، بعد أن تسبب تعاطيه للمخدرات في تأخره عن مقابلة أحد كبار عملاء البنك. ونُقل عن كادلو وقتها اعترافه بإنفاق نحو عشرة آلاف دولار شهرياً على الكوكايين. وشارك كادلو في العديد من الحملات الانتخابية لمرشحين في الكونجرس، كما كان مستشاراً غير رسمي لحملة ترامب في انتخابات 2016، وظل ترامب يستعين بنصائحه بعد دخوله البيت الأبيض، في القضايا الاقتصادية المهمة، وإن كانت بينهما خلافات في الرأي في كثير منها. ويرى الذين رحبوا باختيار كادلو للمنصب أن طبيعة عمله الإعلامي، خلال السنوات الأخيرة، ستساعده على توصيل سياسات الرئيس للشعب الأميركي بصورة تجعلها مقبولة، ويرى المحللون أن هناك بعض النقاط الإيجابية عند كادلو، والتي يُتوقع لها أن تتغلب على المخاوف التقليدية من اختياره للمنصب. أهم هذه النقاط كان دعمه غير المشروط للتجارة الحرة. فالبيت الأبيض منقسمٌ على نفسه حول هذه القضية، فمن ناحية، يعتبر المستشار التجاري للرئيس الأميركي، بيتر نافارو، ووزير التجارة ويلبر روس، أن التجارة الدولية قوة اقتصادية مدمرة، وكان الرجلان وراء قرار ترامب الأخير بفرض التعريفات الجمركية الجديدة، باستغلالهما لغريزة ترامب الحمائية، فكانا سبباً أساسياً لخروج كون من البيت الأبيض.لكن هناك فريقاً آخر، بقيادة وزير المالية ستيفن منوشين، يؤيد وجهة النظر التي اتفق عليها أغلب اقتصاديي العالم، والمنادية بأن التجارة الدولية تزيد من الازدهار، وهم من كانوا يحاولون إثناء ترامب عن اتخاذ قراراته الأخيرة، أو على الأقل التقليل من حدتها بإعفاء بعض الدول.ويرى المراقبون، أن اختيار كادلو خلفاً لكون سيعيد تحقيق التوازن بين الفريقين، كما يتوقعون أن تتسبب صداقة كودلو الطويلة مع ترامب وقدرته على التحدث بطلاقة حول موضوعات البورصة والأسهم والسندات، وهي أشياء يحبها ترامب كثيراً، في ترجيح كفة الفريق المدافع عن التجارة الحرة. كما يعتقد هؤلاء أن استخدم كادلو برامجه التليفزيونية أكثر من مرة للربط بين قرارات ترامب والتغيرات في أسعار الأسهم، قد يسهل من تقبل ترامب لتقليل القيود على التجارة الحرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©