السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زعيتر تزرع الزيتون وسمية تبني المدارس وسكينة تعلم الطلبة

زعيتر تزرع الزيتون وسمية تبني المدارس وسكينة تعلم الطلبة
3 ابريل 2017 23:48
أبوظبي (الاتحاد) منذ إطلاقها مطلع الشهر الجاري، نجحت مبادرة «صناع الأمل»، التي تندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي. حتى اليوم، تلقت مبادرة «صناع الأمل» أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم. وفى القصة الأولى: «يقلعون شجرة... نزرع عشر شجرات» تحت هذا الشعار انطلقت حملة قادتها مهندسة أردنية فلسطينية الجذور من عائلة عريقة، حملة المليون شجرة في فلسطين. وكانت البداية للمهندسة رزان زعيتر في عام 2000، وهي حملة شعبية نفذت مع شركاء في داخل وخارج فلسطين لإعادة تأهيل الأراضي الزراعية التي تم تدميرها واقتلاع شجرها والعمل على إيقاف مصادرتها. لم تكتفِ زعيتر بهذه الحملة فكانت نواة لتأسيس المنظمة العربية لحماية الطبيعة في عام 2003 كمنظمة غير ربحية، وذلك بهدف المساهمة في الجهود المبذولة لحماية البيئة العربية والتنسيق مع كل الهيئات والمنظمات العربية والدولية لتحقيق هذه الغاية. ونجحت المنظمة منذ أن أبصرت النور ولغاية اليوم في زراعة أكثر من مليونين و100 ألف شجرة في فلسطين. رزان ومن خلال رئاسة مجلس إدارة المنظمة أطلقت العديد من المبادرات، ومنها برنامج «القافلة الخضراء» لدعم الأمن الغذائي في المناطق المهمشة في الأردن، كما أطلقت برنامج «السيادة على الغذاء» للتأثير بالسياسات والاستراتيجيات الزراعية على المستويين الإقليمي والدولي. أما القصة الثانية: «ادفع دينارين واكسب الدارين»... ينجح بتعليم 2500 طالب، ويبني 6 مدارس، قد يستهزأ البعض بفكرة بسيطة، ولكن قد تكبر هذه الفكرة ليتمنى الجميع لو أنهم تبنوها منذ بداياتها. هكذا وصفت سمية محمد الميمني مشروع (ادفع دينارين واكسب الدارين) الذي أطلقته بين طلبة جامعة الكويت كمشروع شبابي تعليمي تطوعي عالمي، فالبذرة كانت مقالة صحفية كتبتها الميمني عندما كانت طالبة، دعت من خلالها طلبة الجامعة أن يساهموا شهرياً بدينارين فقط لبناء المدارس للفقراء حول العالم. رحب البعض واستهزأ البعض الآخر، ولكن فئة قليلة شجعت وآمنت بالفكرة، وعندما عرضت المشروع على أكبر مؤسسة خيرية في الكويت وهي الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وبعد تبنيها فكرة المشروع ودعمها لوجستياً، انطلق المشروع فعلياً في العاشر من أكتوبر لعام 2010، بجهود تطوعية شبابية عملت على غرس مفهوم قليل دائم خير من كثير منقطع. ونجح المشروع في إنجاز معهد الدارين في الصين الذي يضم 900 طالبة، وثلاثة من مدارس الدارين في إندونيسيا تضم 1100 طالب وطالبة، ومدرسة الدارين في السودان وتضم 500 طالبة، ويجري حالياً العمل على إنجاز مدرسة الدارين السادسة في جمهورية ألبانيا والتي ستكون مخصصة للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة. وخلال الأعوام السابقة، عملت سمية محمد الميمني التي تتولى حالياً مسؤولية العلاقات العامة في مكتب العمل التطوعي والإغاثي للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية على تنظيم العديد من الرحلات الخيرية لوضع حجر الأساس لمدارس الدارين، وافتتاحها ثم تقديم دورات وورش عمل تدريبية لطلابها من خلال فريقها التطوعي. وفى القصة الثالثة: في عام 1966، أبصرت السيدة «ويس سكينة» النور في بوتليليس إحدى بلديات ولاية وهران لتشق طريقها في مهنة بناء الأجيال، هي زوجة وأم لأربع بنات، لكن ذلك لم يمنعنها عن أداء واجبها الإنساني، ولم يسهم إلا في مزيد من الإصرار في مساعدة الآخرين، فمدت يدها المتشبعة بالعلم والمعرفة لتساعد أطفالاً هم بحاجة لدعم تربوي وتعليمي متميز. أمتهنت سكينة صناعة الأمل من خلال مساعدة الطلبة عبر إعداد وتوزيع ملخصات موجزة في مادة العلوم للتلاميذ كافة المقبلين على امتحان شهادة التعليم المتوسط لتنجح في جمع المعرفة بشكل مختصر يسهل على الطلبة الخوض في تفاصيل كثيرة وعديدة. كما عملت على تنظيم تمارين نموذجية وحلها مع التلاميذ لضمان إكسابهم أكبر قدر من المعلومات يؤهلهم لتجاوز المرحلة التعليمية بنجاح. وبعيداً عن جدران قاعات الدراسة وأسوار المدرسة فتحت سكينة أبواب منزلها لتشرف على تدريس أحد الطلبة المعتل بمرض سرطان الدم، وهو المرض الخبيث الذي ألقى بظلاله على هذا الطفل المسكين، وجعل مقعده شبه شاغر على مدار العام الدراسي، فالعلاج الكيميائي قد يعطيه أملاً في الحياة، ولكن بعيداً عن الكتب والعلوم، وهنا لم يفقد الطالب الرغبة في الاستمرار والكفاح، ولم تفقد معه سكينة سمة المعلمة والأم لتعطيه دروساً استثنائية تمكنه من قهر مرضه وتعطيه أملاً في استكمال حياته لما بعد التعافي. سكينة تعمل أستاذة في مادة علوم الطبيعة والحياة في متوسطة 19 مارس، حاملة شهادة الكفاءة في التدريس برتبة أولى عام 1988 وشهادة ليسانس في عام 2013 برتبة أولى. وإحدى المشرفات على تحدي القراءة العربي في جمهورية الجزائر في الدورة الأولى لعام 2016.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©