موسى يحذر من استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس من استمرار الفراغ الرئاسي في لبنان ودعا الفرقاء المتناحرين الى الحوار لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد· وقال موسى في افتتاح المنتدى الاقتصادي العربي المنعقد في بيروت ''إن استمرار الفراغ الرئاسي مسؤولية خطيرة جداً تؤدي تداعياتها الى ضرر كبير وطني وإقليمي''· وأضاف ''يأتي مع ضرورة انتخاب الرئيس أهمية الاتفاق على حكومة وطنية يشكلها هذا الرئيس ، وأن تجري هذه الحكومة الانتخابات النيابية وفق قانون جديد يصدره البرلمان''· واستأنف موسى الذي كان قد أجرى أمس الأول سلسلة لقاءات مع عدد من الزعماء المتنافسين مشاوراته في بيروت بالاجتماع مجدداً أمس مع رئيس مجلس النواب وأحد زعماء المعارضة البارزين نبيه بري· وايد موسى استئناف الحوار بين القادة اللبنانيين لاحتواء الأزمة السياسية، معتبراً أن تأزم الأوضاع الإقليمية لا يعفي هؤلاء من المسؤولية عما تعانيه البلاد، وقال موسى: ''الحوار مسار إيجابي ودعوة لا ترفض، باعتبار أن هدفها هو تحقيق انتخاب الرئيس في الموعد المحدد وأيضاً باعتبار أن الدعوة للحوار تمحورت حول القواعد التي أرستها المبادرة العربية''· وأضاف موسى: ''على الحوار أن يؤكد على أمور ثلاثة، التوافق المستمر على شخص المرشح ميشال سليمان (قائد الجيش) وانتخابه دون تأخير، والاتفاق على أن الحكومة القادمة ستكون حكومة وحدة وطنية لا تهمش المعارضة وأن مهمة الحكومة هو تمرير قانون الانتخاب الجديد وإجراء الانتخابات على أساسه''، وتابع ''كل هذا تأكيد لتوافق عام قائم بالفعل، المطلوب هو التنفيذ السريع واذا نجحت المساعي الرامية الى احياء الحوار فليكن القصد هو تأكيد ذلك كله بموقف جماعي يطلق آليات التنفيذ بانتخاب رئيس جمهورية فوراً حتى يمكن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية''· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر مقربة جداً من بري أن موسى نجح من حيث المبدأ في كسر حاجز الصمت بين بري ورئيس كتلة ''المستقبل'' النائب سعد الحريري، ويعمل من خلال جولاته المكوكية بعيداً عن الأضواء الإعلامية لترتيب موعد للقاء يجمعهما بحضوره، وهو يأمل أن يكون هذا الاجتماع منطلقاً لحوار أوسع يؤدي الى تفاهم بين الرجلين على ''نوايا'' بري مقابل انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد· ولم يستبعد موسى احتمال انعقاد لقاء بين بري والحريري وأشار الى أن الجميع يريد أن يحدث تقدم، وقال ''إنه لا يحمل أية أفكار جديدة انما المبادرة العربية هي المنطلق''، وأضاف ''لا أحد يرفض مبدأ الحوار في لبنان لكن ثمة شروطاً، وشدد على ضرورة رسم خريطة طريق من الآن وحتى انتخاب رئيس، وأكد موسى ''أن استنهاض الهمة اللبنانية أصبح فرض عين على كل لبناني وعربي''، مشيراً الى ''أن الأزمة اللبنانية طالت كثيراً وازعجت العالم وأحزنت العرب جميعاً''·