الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

رواق المبدعين الشباب.. أفكار جديدة لتاريخ عريق

رواق المبدعين الشباب.. أفكار جديدة لتاريخ عريق
16 مارس 2018 21:17
لكبيرة التونسي (أبوظبي) تتواصل فعاليات «المغرب في أبوظبي» التي تستمر، بنجاح كبير في مركز أبوظبي للمعارض حتى مساء الاثنين المقبل، وتهتم الفعالية هذا العام بالشباب المبدع والمبتكر في الصناعات التقليدية التي حافظوا من خلال إبداعاتهم على روح التراث وألبسوها ثوب الحاضر، في أعمالهم التي ترتبط بالصناعة التقليدية في عصرنة أبهرت الحضور، تحت عنوان «تحديث الأصيل وتأصيل الحديث».ولأهمية الإبداع والابتكار في حياة الشعوب، احتفت الفعالية بهؤلاء الشباب المبدع والمبتكر، مما أضفى بعداً جديداً يتسم بالتطور والحداثة، ويعبر عن عوالم الشباب الإبداعية، في دورة هذا العام التي تقام في أبوظبي بترحيب من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة واهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.واستكمالاً لما تحقق في الدورات السابقة من أنشطة وفعاليات، أثرت خيال الزوار ومخزونهم المعرفي والثقافي، تأتي هذه الدورة حاملة معها عناصر إبداعية تربط الأصالة بالمعاصرة، تترك أثراً طيباً في نفس كل من يزور المعرض، تتمثل في حضور رواق المبدعين الشباب، الذي يعتبر إضافة جديدة هذه السنة، يشارك به عشرة مصممين للديكور الداخلي، يترجم إبداعات المرأة المغربية التي ارتبطت بالصناعة التقليدية والحرف منذ نعومة أظافرها، وبرغم التطور الحاصل في جميع المجالات، إلا أنها لم تتخل عن الموروث التراثي والتقليدي، لتطوره وتطوعه ليشكل أيقونة عصرية، تجول جميع أنحاء العالم وتتزين بها البيوت والقصور والفنادق. تراث شفوي في قطع فنيةطالما رغبت المصممة كنزة بن شريف، بمزج فن الخط العربي في قطع الأثاث، والعمل عليها لتشكل أيقونة متميزة، وهذا ما استطاعت تنفيذه، إضافة إلى تركيزها على الحفاظ على التراث الشفوي المغربي، من خلال ابتكار تصاميم عملية لمنتجات عدة، انتقلت بها إلى مستوى الجمال الوظيفي، وأضافت بن شريف، أنها أرادت توظيف ما تغذت به ذاكرتها منذ صغرها على يد جدتها، من خلال توظيف الحرف العربي، ليصبح علامة من علامتها الخاصة بها. وجاءت قطع بن شريف المشاركة في المعرض، مطعمة بكلمات إيجابية، ولا تقتصر أعمال بن شريف على استعمال الحرف العربي في الأدوات المعدنية والخشبية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى الأثاث، حيث تصنع أثاثاً على شكل حروف اللغة العربية بطريقة إبداعية. جمع التصميم والشكل الفنيأما أمينة أكزناي، المهندسة المعمارية والمصممة والفنانة، فتترجم في أعمالها فلسفتها الخاصة، القائمة على المشاركة والتبادل مع حرفيي الصناعة التقليدية، واستعمالها في صناعة عصرية. وانطلاقاً من تجربتها الشخصية، استطاعت أكزناي الجمع بين التصميم والفن، حيث توجهت إلى تصميم المجوهرات ولكن بطريقة خاصة. وأشارت الباحثة إلى عمق القرى المغربية والمناطق النائية التي تستخدم فيها الأدوات التقليدية لتوظيفها في الحياة العصرية، كما أنها تعمل في إطار الشراكة مع العديد من الجهات المختصة في الصناعة لإبراز هذا الكنز، موضحة أن المغرب تزخر بتنوع في المواد الصناعية، مؤكدة أنها في كل رحلة من رحلاتها تستكشف جانباً من بلدها على امتداد جغرافيته. وعن مجموعتها من الحلي المصنوعة من الجلد والصوف والقطن، أشارت إلى أنها تريد أن تنشئ علاقة بين الفن والتصميم، فأنتجت هذه المجموعة بمشاركة العديد من الصناع. عصري بروح الماضي عندما كانت مصممة الديكور، منى فاسي فهري، طفلة، أحبت أن تتوه في متاهات فاس العتيقة، وكانت تنبهر بأحياء الفخارين والنحاسين، وبعد حصولها على الماجستير في الدراسات المالية، بدأ شغفها بالتصميم الداخلي، حيث أصبح السفر واكتشاف الثقافات والمعارض في لندن وباريس مصدراً مكملاً لإلهامها، بينما ساهم عيشها في مدينة طنجة في إنجازاتها، وتعمل فاسي فهري على توظيف الأقمشة التقليدية القديمة بلمسات بسيطة، في قطع الأثاث مشكلة قطعاً فنية رائعة الجمال تمزج فيها العصري في التقليدي، مما جعل الناس يقبلون عليها بشدة داخل الوطن وخارجه، مساهمة بذلك في في عودة الصناعة التقليدية للبيوت العصرية المغربية. لمسة عالمية تعمل مصممة الديكور، وفاء كيران، على تصميم وابتكار ونقل مجموعة من أدوات التزيين، وهذه الأكسسوارات المصنوعة من الخشب المغربي، تعكس الحرفة والإبداع المغربي عن طريق المزج بين ما هو عصري وحديث، وبين ما هو أصيل وعتيق، من أجل الحصول على مجموعة متناسقة ينبعث منها الفن المغربي الحي. ومن إبداعات كيران الخاصة، قبة تقليدية أعادت لها الروح بشكل عصري لتصبح أيقونة تعرض بالمعرض الآن، وتزين بهو أحد الفنادق الكبيرة في المغرب، ولا تقتصر كيران على تحديث الأصيل في المغرب، بل تمزج المغربي الأصيل بالتراث العالمي، مما يجعلإبداعها يتجاوز الحدود، ويحط رحاله في جميع أنحاء العالم. إبداع عصري رضا البوعمراني، مهندس داخلي، تخرج في فرنسا، يعمل على تحديث الأصيل، مع المحافظة على الهوية الأصيلة لقطع الديكور، ويركز البوعمراني على إبداعات أوصلت الصناعة التقليدية إلى العالمية، مشيراً إلى أن عمله يجعل الصناعة التقليدية باهظة الثمن، في متناول الجميع، بما يسهم في عودة هذه الصناعات لحضن البيت المغربي من جديد، عبر لمسات في الأثاث والديكور المغربي من خلال المزج بين العصري والحديث، وابتكار ديكورات وجلسات جديدة عصرية بروح تقليدية. عروض من الفلكلور الشعبي تُقدّم الفرق الموسيقية المغربية المشاركة في فعالية «المغرب في أبو ظبي» عروضاً فنية موسيقية يومية، وتوليفة جميلة من الفلكلور الشعبي، تتحف بها زوارها من أبوظبي وجميع أرجاء الإمارات طيلة أيام الفعالية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من الساعة 3 ظهراً وحتى 9 مساءً. ويعكس هذا المزيج الطربي عراقة الفنون الموسيقية المغربية الذي تؤديه مجموعة من الفرق الغنائية العريقة عبر عروض يومية، تبدأ بحوار موسيقي بين الثقافات، وتختتم بمزيج احتفالي، وتتنوع العروض المقدمة في الفعالية بين حضرة شفشاون والحسانية وفن الملحلون والطرب الأندلسي وغيرها من ألوان الطرب الموسيقي. وتتميز العديد من المناطق في المغرب بإتقانها للون موسيقي خاص، حيث تشتهر فاس بموسيقى غرناطة، في حين توجد في الجنوب العديد من الفرق المتخصصة بموسيقى الأمازيغ المغاربة، وتشتهر الصحراء بموسيقى كناوة، وتعرف مكناس بموسيقى عيساوى. ويتضمن برنامج العروض الموسيقية في فعالية «المغرب في أبوظبي» عروض حضرة شفشاون وموشحات مغربية مع ليلى البراق وفريقها الموسيقي، وعائشة دكالي وفرقتها المتخصصة بلون الملحون، إلى جانب عروض الأغاني الحسانية، ورقصات «الكدرة»، وفقرات موسيقية للفنان عبد الله المخطوبي مع جوقة الموسيقى الأندلسية، والمعلم بابقو وفرقة الكناوة، والرايسة تيحيحيت، إلى جانب الفنانة بيان بلعياشي، وجوقة الموسيقى الغرناطية، وفقرات موسيقية متنوعة يؤديها نخبة من الموسيقيين برفقة الفرق الغنائية على طول اليوم. وفدٌ دبلوماسي يزور الفعاليات قام وفد دبلوماسي رفيع المستوى من سفراء الدول العربية والأجنبية المُعتمدين لدى الدولة بزيارة إلى فعالية «المغرب في أبوظبي»، التي تقام بترحيب من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبرعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وبدعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبمتابعة واهتمام سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وذلك في إطار تعزيز ودعم العلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية في جميع المجالات. وضم الوفد لفيفاً من السفراء، والدبلوماسيين، وشخصيات رفيعة المستوى، حيث بدأت الزيارة بالدخول من البوابة الخشبية الضخمة، مروراً على الأرض المرصّعة بمليوني قطعة زليج، وبالجدران الزاهية الألوان، والأعمدة الرخامية الأنيقة، والسقف المتلألئ بالثريات النحاسية، لتستكمل الجولة بمتابعة عروض موسيقية، امتزج فيها التقليدي بالروحي، والقروي بالعصري. توجه الوفد بعدها إلى ركن الصناعة التقليدية، حيث تم إلقاء الضوء على خبرة وحنكة وعبقرية الصانع المغربي في العديد من الحرف اليدوية والتقليدية التي تحاكي الإرث القديم والتراث العربي الإسلامي. ومن ثم تفقد الوفد ركن الأزياء الذي يتربع فيه الزي المغربي المكان، ويحضر القفطان والتكشيطة في العروض اليومية التي يعكس رقي المرأة المغربية، ومن ثم شاهد الوفد مجموعات مختلفة من «عروض الطبخ» التي يشرف عليها طباخون محترفون. واختتم الوفد جولته في متحف التراث المغربي الذي تنوعت مقتنياته ما بين المخطوطات والنقود الإسلامية والقناديل الزيتية والأواني الخزفية الإسلامية، وتمثال جوبا الثاني، وصور تاريخية عن موقع مزورة الأثري مع بعض المعلومات الأساسية عن هذا الموقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©