بعد أن تخلى الملايين من الأشخاص عن أجهزة التلفزيون التقليدية لصالح الموديلات النحيفة المزودة بالشاشات المسطحة ، بدأ المصنعون الآن يتسابقون على تجاوز التباطؤ الذي يخيم على سوق الأجهزة التلفزيونية عبر إنتاج الأجهزة الأكثر نحافة من سابقاتها.
وتتسم بعض أجهزة شاشات الكريستال السائل والبلازما الجديدة التي بدأت تظهر في المحال في جميع أنحاء العالم حالياً بشاشات يقل سمها عن 2.5 سنتيمتر ويقل وزنها بنسبة ما بين 15 و25 في المئة من الموديلات السابقة - التي يبلغ سمكها حوالي 10 سنتيمترات - كما تتميز أيضاً بسهولة تعليقها على الجدار. ومن خلال طرح هذه الأجهزة التلفزيونية الشديدة النحافة فإن الشركات المصنعة للإلكترونيات تسعى فيما يبدو إلى تنشيط مبيعات الموديلات الفخمة بعد أن أدى الركود العالمي إلى تراجع الطلب وأجبر الشركات في صناعة التلفزيون العالمية التي يبلغ حجمها 100 مليار دولار على خفض الأسعار بوتيرة أسرع بكثير مما كان متوقعاً. ويذكر أن الشحنات العالمية للأجهزة التلفزيونية انخفضت في الربع الأول من العام بنسبة 6 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بحسب إحصائيات شركة ديسبلاي للبحوث. أما الإيرادات فقد شهدت تراجعاً بمعدل بلغ 12 في المئة مما يعكس الانخفاض في الأسعار. وفي حال أن استمر هذا التراجع والتباطؤ فإن مبيعات الأجهزة سوف تنخفض إلى مستوى بحوالي 190 مليوناً مقارنة بعدد 230 مليون جهاز تلفزيوني في العام الماضي. ويقول هافيز كوون التنفيذي في شركة إل جي إلكترونيكز التي تحتل المركز الثاني في العالم المصنعة لأجهزة التلفزة من حيث الإيرادات «لقد حظيت تلفزيونات الشاشات المسطحة بشعبية جارفة مؤخراً إلا أن سمك الجهاز أصبح يمثل مشكلة لتكنولوجيا الكريستال السائل». إذ أن هناك العديد من المهندسين والمحللين الذين أصبحت تساورهم المخاوف من أن الشركات المصنعة ربما لجأت إلى التضحية بجودة الصورة على حساب انكماش سمك الجهاز على أن شركة سامسونج إلكتررونيكز التي تتربع على المركز الأول في قائمة الشركات المصنعة للأجهزة التلفزيونية من حيث الإيرادات أصبحت تراهن بشدة على هذه الموضة الجديدة. فقد أنفقت مؤخراً مبلغ 50 مليون دولار من أجل تسويق خط إنتاجها الجديد من الأجهزة التلفزيونية الشديدة النحافة والتي أطلقت عليها اسم LED TV حتى تفرق بينها وبين الموديلات السابقة. ولقد طرحت الأجهزة الجديدة بأسعار تزيد بمعدل 50 في المئة عن الأجهزة موديل LCD السابقة بحيث يبدأ السعر في الولايات المتحدة بالنسبة للشاشات بحجم 46 بوصة من 2799 دولاراً للجهاز. ولقد ركزت الحملة التسويقية التي أطلقتها شركة سامسونج مؤخراً على مميزات توفير الطاقة والتصاميم الرائعة الأخاذة لهذه الأطقم البالغة النحافة. وكذلك فقد شدد التنفيذيون في الشركة على أنها لم تضحى بجودة وكفاءة الصورة وأصروا على أنها أفضل بكثير من الصورة في أجهزة موديلات LCD السابقة. بيد أن السباق لم يقتصر فقط على أجهزة شاشات الكريستال السائل بل امتد ليشمل تلفزيونات البلازما حيث عمدت مؤسسة باناسونيك على سبيل المثال إلى تطوير تلفزيون من البلازما يقل سمكه عن 2.5 سنتيمتر. علماً بأن الموديل بحجم 54 بوصة يباع بسعر بحوالي 700 ألف ين «7400 دولار» في اليابان. إلا أن التلفزيونات الحالية من نوع LCD أصبحت تشكل ثلثي إجمالي مبيعات الأجهزة التلفزيونية بالوحدات. وكانت سوني ثالث أكبر بائع في العالم للأجهزة التلفزيونية هي الشركة الأولى التي تطرح الموديلات البالغة النحافة. ولديها موديل لا يزيد سمكه عن 1.5 سنتيمتر ويباع الجهاز منه بحجم 40 بوصة بمبلغ 3500 دولار في موقع سوني للبيع في الإنترنت.
عن «وول ستريت جورنال»
عدد اليوم
