الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالجواد المحص: هناك من يتجاهل أحكام الشرع ويجور على حقوق المرأة باسم الدين

عبدالجواد المحص: هناك من يتجاهل أحكام الشرع ويجور على حقوق المرأة باسم الدين
8 ابريل 2010 21:34
أثار بعض المغرضين ضجة مفتعلة حول موقف الإسلام من المرأة وذهبوا إلى القول بأنه يعتبرها مصدر كل بلاء وفتنة، ويكرس لمفاهيم خاطئة تسيء الظن بها لدرجة اعتبارها سبب كل ما عانته وتعانيه البشرية من عهد آدم إلى اليوم. غير أن هذه المزاعم ترجع إلى الجهل بقيم الإسلام وتعاليمه. فيقول الدكتور عبدالجواد المحص، أستاذ الأدب والنقد والدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن المشكلة في جهل البعض بقيم الإسلام وعدم الحرص على فهم نصوصه وأحكامه بطريقة صحيحة، حيث يستدلون ببعض النصوص التي قد تكون غير صحيحة أو التي يجتزئون معناها لغرض في أنفسهم مثل ما ورد في بعض الأحاديث من التحذير من فتنة النساء في قوله – صلى الله عليه وسلم- “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء”، وغيره من الأحاديث التي تستغل للإساءة إلى المرأة ومكانتها. كما نجد البعض يتعمد تحريف المعنى الحقيقي والفهم الصحيح لآيات الذكر الحكيم لتشويه الإسلام واتهامه زورا بأنه يظلم المرأة ويجور عليها مثل ما ورد في قوله تعالى: “إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم”. الخروج من الجنة ويؤكد أن الإسلام كرم المرأة وأنصفها وأعطاها حقوقها كاملة وكان سباقا في صيانة وتأكيد مكانتها حيث اعتبرها مكلفة ومسؤولة لها ما للرجال وعليها ما عليه تماما. ونفى أن يكون في أحكام الإسلام الثابتة في القرآن الكريم والسنة نصا يحمل المرأة مسؤولية الخروج من الجنة. وقال إن القرآن الكريم ذكر صراحة أن آدم عليه السلام هو المسؤول في قوله تعالى: “ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما” سورة طه - الآية 115، وقوله سبحانه،: “فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى” سورة طه (الآيتان 121 و122). وأضاف د. المحص: إن البعض يتجاهلون أحكام الشرع ويظلمون المرأة ويجورون على حقوقها المقررة لها باسم الدين وهو منهم براء، فنجدهم يفسرون الفتنة في حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم: “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء “ على أن المقصود أن النساء شر ونقمة ومصيبة يبتلى بها الرجال مثل الفقر والمرض وسائر الابتلاءات التي تصيب البشر. المقصود هو التخويف وأوضح أن الفهم الصحيح لهذا الحديث وغيره من الأصول الإسلامية يؤكد أن التحذير المقصود للرجال هو التخويف من أن يفتنوا بهن إذا أصبحن أدوات للإثارة وتحريك الشهوات والغرائز في نفوس الرجال؛ نظرا لما يترتب على هذه الفتنة من تدمير الأخلاق والعبث بالأعراض وتفكيك الأسر والجماعات. وقال إن الإسلام يأمر أتباعه بالطاعة والامتثال لأوامر الله تعالى للفوز بالدنيا والآخرة، ولذلك يحذر من الفتن التي تصيب الإنسان، ويؤكد أن الإنسان يفتن بالنعم أكثر من فتنته بالمصائب مصداقا لقوله تعالى: “ونبلوكم بالشر والخير” سورة الأنبياء (الآية 35). وأيضا: “إنما أموالكم وأولادكم فتنة” (التغابن 15)، وغيرها من النصوص، حيث أكد العلماء أن المقصود بالفتنة هو ما تتسم به من قدرة على إلهاء الإنسان عن واجباته نحو خالقه، حيث تشغله عن القيام بالتزاماته الدينية ولهذا جاء التحذير الإلهي: “يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون” سورة المنافقون - الآية 9. أخطار ومزالق ويضيف أن شمولية المنهج الإسلامي وإحاطته بالنفس الإنسانية لنقائصها جعلته يشير إلى الأخطار والمزالق التي يمكن أن يقع فيها الإنسان المسلم وتؤثر على المجتمع وتماسكه، والتصوير الإسلامي في بلاغته جعلها فتنا تثبط الإنسان عن البذل والعطاء والجهاد وتغريه بالانشغال بالمصالح الخاصة والقعود عن الواجبات العامة وعدم الحرص على مصالح الأمة سواء كان الافتتان بالأموال أو الأولاد أو النساء، وهذا هو المقصود من التحذير القرآني في قوله تعالى: “إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم” سورة التغابن (الآية 14).
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©