محمد حامد (أبوظبي)
حقق ماشستر سيتي جميع الفوائد الممكنة في معسكر التدريبي في أبوظبي، والذي استمر لعدة أيام، وعلى رأس هذه المكاسب التعافي ذهنياً وبدنياً من ضغوط المنافسة على البطولات كافة، والاستمتاع بأجواء جديدة تتسم بالدفء، وكذلك استعاد الفريق عناصره المصابة، والدفع بوجوه شابة في التدريبات، حيث يتمسك بيب جوارديولا بتجديد دماء الفريق دائماً، على الرغم من أن التشكيلة الأساسية عامرة بالوجوه الشابة، والأهم من ذلك إعادة شحن الفريق نفسياً لحسم بطولات الموسم، فقد شعر اللاعبون أن أبوظبي هي وطن الإدارة الملهمة التي نجحت في بناء فريق، ونقله من مناطق الوسط في جدول ترتيب البريميرليج إلى مصاف الأبطال.
وفضلاً عن ذلك، فقد أدرك اللاعبون أنه يتعين عليهم العودة إلى أبوظبي نهاية العام الجاري، ليس من أجل الدخول في معسكر تدريبي هذه المرة، بل من أجل تمثيل أوروبا في مونديال الأندية بعد تحقيق الحلم الكبير بالتتويج بدوري الأبطال، وهو حلم لن يتحقق بسهولة، في ظل إصرار عمالقة القارة الريال والبارسا والبايرن واليوفي، وغيرهم على التتويج باللقب القاري، وعقب نهاية المعسكر يطير نجوم سيتي إلى مختلف دول وقارات العالم للإنضمام إلى منتخباتهم في العطلة الدولية، أو ما يسمى بـ«فيفا داي»، حيث تضم تشكيلة سيتي أهم عناصر منتخبات بلجيكا وإنجلترا والبرازيل والأرجنتين وغيرها من منتخبات العالم.
(1)
التعافي من الضغوط
بعد خوضه واحداً من أنجح مواسمه على مستوى تحقيق النتائج الجيدة، وتقديم العروض المبهرة، كان لزاماً على بيب جوارديولا المدير الفني لمان سيتي استغلال الفرصة للهروب بفريقه من الأجواء الضاغطة نفسياً وذهنياً، والتي يواجهها في مانشستر وفي إنجلترا بشكل عام، والقدوم إلى أبوظبي عدة أيام من أجل التدريب بعيداً عن هذه الضغوط، واستعادة الحالة الذهنية الجيدة للاعبين، وهو ما تحقق فعلياً على مدار الأيام الماضية، فقد بدأ نجوم سيتي في أفضل حالة ممكنة أثناء المعسكر التدريبي في أبوظبي، وهو الأمر الذي يتضح في أداء اللاعبين خلال التدريبات وقبلها وبعدها، حيث الاستمتاع بأجواء أبوظبي.
(2)
رفع درجة التركيز
يخوض مان سيتي في المرحلة المقبلة أصعب مواجهات الموسم وأكثرها أهمية وحسماً، صحيح أنه نجح في انتزاع أول بطولاته تحت قيادة بيب جوارديولا، حينما فاز على آرسنال بثلاثية في نهائي كأس الرابطة، إلا أن الأهم لم يتحقق بعد، وهو حسم لقب البريميرليج، حيث يتعين على الفريق الفوز على إيفرتون ثم مان يونايتد لتحقيق اللقب، وكذلك الإستمرار في منافسات دوري الأبطال وصولاً إلى أبعد نقطة ممكنة، ومن أجل التركيز على تحقيق الأهداف المقبلة، كانت فكرة إقامة معسكر قصير في أبوظبي، خلال الأيام الماضية، وفي الوقت الذي يمكن القول إن بطولة الدوري تم حسمه بدرجة كبيرة، فإن دوري الأبطال يظل الهدف الأكبر.
(3)
التقارب بين اللاعبين
بالنظر إلى وجود الجميع معاً في مقر إقامة واحد، وفي معسكر تدريبي يجمعهم طوال الوقت لمدة 5 أيام، فإن أحد المكاسب الكبرى والذي يتمثل في التقارب بين اللاعبين قد تحقق، وهو الأمر الذي اعترف به برناردو سيلفا خلال إجراء حوار صحفي معه على هامش المعسكر، فقد أشار إلى أن وجود الجميع معاً في معسكر مثالي من حيث طبيعة الأجواء، وتوفر الإمكانات كان له مفعول السحر في تقارب اللاعبين معاً، وتعزيز الروح الجماعية، حيث يعتمد أي فريق خلال خوضه المنافسات على الدخول في معسكر ليلة المباراة فقط، إلا أن الفترة التدريبية في أبوظبي عززت روح الفريق الجماعية من جديد، بفضل وجود اللاعبين معاً طوال الوقت.
(4)
تأهيل المصابين
عودة بنجامين ميندي المدافع الأيسر لمان سيتي للتدريبات بقوة، بعد غياب استمر لعدة أشهر هو أحد أهم مكاسب معسكر أبوظبي، فقد تسببت الإصابة في غيابه عن الملاعب لمدة 6 أشهر، على الرغم من أنه بدأ الموسم بطريقة جيدة بعد قدومه من صفوف موناكو، ولم يتردد بيب جوارديولا في الاعتماد علىه في الجبهة اليسرى وخاصة في الشق الدفاعي، ليصبح أحد أهم مصادر قوة الفريق، وظهر النجم الفرنسي في تدريبات مان سيتي في أبوظبي، وبدا أنه في أفضل حالاته بعد الإصابة، حيث يتأهب للعودة قريباً للملاعب، الأمر الذي كان له مفعول السحر في ارتفاع معنويات المدير الفني جوارديولا وبقية نجوم الفريق، خاصة أن الجبهة اليسرى شهدت بعض المشكلات في ظل غياب اللاعب الفرنسي.
(5)
تجديد الوعد
في أبوظبي أدرك نجوم مان سيتي، وكذلك الجهاز الفني بقيادة بيب جوارديولا أكثر من أي وقت مضى أن النموذج الإداري الناجح والملهم للجهات المالكة للنادي، كان له مفعول السحر في جعل سيتي واحداً من القوى الكبرى في إنجلترا وأوروبا، فقد كان الاهتمام بالفريق كبيراً خلال معسكره في عاصمة الرياضة العالمية، ما يدفع الفريق ونجومه لتقديم أفضل ما لديهم في المرحلة المقبلة لتحقيق المزيد من النجاحات، وضم درع دوري الأبطال لخزائن بطولات النادي، ومن أجل العودة من أبوظبي للمشاركة في مونديال الأندية نهاية العام الجاري، وهي مهمة ليست سهلة، خاصة أنها تمر عبر بوابة التتويج بدوري أبطال أوروبا.
عدد اليوم
