الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبوشكير يقدم قراءة في نص «عجز المؤلفة» لروضة البلوشي

8 ابريل 2010 22:09
استأنف نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات أنشطته مساء امس الأول في مقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة بأمسية قدم فيها القاص والناقد إسلام أبو شكير قراءة نقدية في النصّ القصصي «عجز المؤلفة» للقاصة الإماراتية روضة البلوشي، وقدمها الناقد الدكتور صالح هويدي. وتناولت ورقة القاص أبو شكير لعبة النصوص داخل النصوص التي يلجأ إليها المؤلف، أو يتورط فيها، في بعض الأحيان من أجل الكشف عن ملابسات شخصياته فتتحول الراوية إلى مؤلفة والمؤلفة إلى راوية بحيث تصير المؤلفة واحدة من شخصيات اللعبة النصية. ودلل على ذلك القول «وفي محاولة جادة منه للنوم، تقلب حبيبي على سريره ثم على الكنبة، لكن أنهاراً من الأرق بدأت تتسرب من جسده مما جعله يقفز من موضعه قفزة هائلة ليتجه بعدها إلى الكوميدينو، حيث وضع هاتفه المحمول وضغط على عدة أرقام بشكل سريع وحاسم». ونبه أبو شكير إلى أن نص»عجز المؤلّفة» بوصفه عملاً لا يمكن اختزاله في كيانٍ مادّيّ محدود. إنّه يتجاوز ذاته. يخرج من الداخل الذي هو فيه إلى الخارج الذي هو منه. ثمّ، في فعلٍ معاكس، يسحب الخارج إليه، ليجعله جزءاً منه. هو ليس نفسه. ولذلك يصبح نهباً لقراءاتٍ لا نهائيّة، تتناوله بصفته تأريخاً تارةً، أو وثيقةً اجتماعيّةً تارةً أخرى، وقد يتحوّل إلى مدوّنةٍ في اللغة، أو إلى اعترافٍ شخصيّ أو سوى ذلك ممّا لا يقبل الحصر من إمكانات القراءة أو التأويل: ويستشهد في مقطع من النص:»كان الزوجان لا يزالان يتشاجران عندما جذبها من ذراعها العارية ببطش وقسوة ليوجه إلى وجهها الجميل صفعة عنيفة أودت بها خطوة إلى الخلف حيث فشلت في التشبث بالكرسي الخشبي فارتطم رأسها به وبدا أن الدم الذي ينزف بغزارة سيلطخ ثوبها الأبيض الجميل بلونٍ أحمر بشع». وفي هذا السياق قال إسلام أبو شكير «إن القصة من حيث الظاهر تناقش علاقة إمرأة برجل متسلط على وجه الإجمال لكنها من جهة أخرى تعالج مسألة الكتابة وألمها، بل وعجز الكتابة عن اختزال الواقع أو خلق بديل عنه في الواقع نفسه وليس في المخيلة الإبداعية». وأضاف «لذلك تنتهي محاولات المؤلفة – الشخصية والمؤلفة – الراوية بالفشل، وكأن هذه الشخصية تتلاشى أمام قسوة الواقع الذي لا يمنحها خيارات أخرى ما يعني أن النص نفسه يتلاشى أمام هذه القسوة. ثم اقتطف المقطع الأخير من القصة « تعرفين بأني متعب.. وبأني مريض عندما أفتقد عينيكِ.. وبأن كل هذا يحدث لأني أحبك. كنت سأكتب ذلك، كنت سأكتبه قبل أن ينتهي الحبر، كنت سأكتبه لأتخلص من ألم الكتابة عنه، لكني لم أستطع أن أدون شيئاً من كلامه، ولم أستطع أن أصل إلى نقطة النهاية، خيل إلي بأني أسمع أغنية أعرفها جيداً وكانت تصدر من بقعة ما من الغرفة، كان الصوت الأجش قريباً جداً وكان لرجلٍ يختبئ أسفل السرير إلى جانبي وهو يردد منتحباً: «هالأوضة وحدا بتسهر وانت وانا مخبايين مخبايين مخبايين» كنتُ أبكي! وأشار إسلام أبو شكير في ختام ورقته إلى القصة بالتأكيد تتعرض لمسألة المرأة واضطهادها من قبل المجتمع لكن القاصة البلوشي في نصها القصصي «عجز المؤلفة» تحاول كتابة نص سردي مغاير ومختلف في هذا السياق بتقديمها العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة في الأساس على الحب ومجمل العواطف الإنسانية. يشار، أخيرا، إلى أن روضة البلوشي من مواليد العين، وبدأت نشر قصصها الأولى في المنتديات الأدبية منذ عام 2003. ولها العديد من النصوص والمشاركات الأدبية منشورة في الصحف المحلية. وقد أصدرت لها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مجموعتها القصصية الأولى «باص القيامة» ضمن مشروع «قلم» العام الماضي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©