الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اضطرابات أوكرانيا... هل تؤجج أزمة الطاقة؟

اضطرابات أوكرانيا... هل تؤجج أزمة الطاقة؟
5 مارس 2014 01:32
ديفيد أونجر محرر متخصص في شؤون الطاقة تهدد الموجة المتواصلة من العنف الدور الذي تقوم به أوكرانيا باعتبارها مساراً مهماً لعبور الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا. وقد يثبط أيضاً من عزيمة المستثمرين الأجانب المهتمين بتنمية الإمدادات المحلية لأوكرانيا من الغاز الطبيعي. وتنبع هذه الاضطرابات التي أدت إلى عزل الرئيس الأوكراني، من إحساس بخيبة الأمل بسبب عدم قدرة الحكومة على التوصل لاتفاق بخصوص الانضمام للاتحاد الأوروبي. وفي الآونة الأخيرة، كان سبب هذا الغضب يرجع إلى فساد الحكومة والقوانين الصارمة التي تهدف إلى كبح جماح المعارضة. غير أن تحديات الطاقة في أوكرانيا تعزز من الحالة الماضية من عدم الاستقرار وتزيد الوضع سوءاً. ومن خلال التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شهر نوفمبر الماضي للحصول على الغاز بأسعار مخفضة، أثارت أوكرانيا غضب الفئة الموالية لأوروبا، وعهدت بأمنها في مجال الطاقة إلى حليف متقلب. وقد ذكر «لي فاينشتاين،» السفير الأميركي السابق في بولندا، في مقابلة معه عبر الهاتف أن «تعهدات بوتين بتخفيض أسعار الطاقة يمكن القيام بإلغائها بالسهولة نفسها التي يتم بها تنفيذها». «إنها كانت على أقصى تقدير فوائد على المدى القصير، ولكنها على المدى الطويل ساهمت في تعميق اعتماد أوكرانيا على روسيا»، حسبما أضاف فاينشتاين، وهو زميل بارز في صندوق مارشال الألماني، وهو مركز أبحاث عبر الأطلسي ومقره واشنطن. كان هناك القليل من الخيارات الجيدة، حيث إن أوكرانيا تحصل على 70 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي من روسيا، كما تبلغ قيمة الديون الأوكرانية لشركة الغاز الروسية المملوكة للدولة، «غازبروم»، بنحو 2.7 مليار دولار قيمة فواتير غير مسددة من العام الماضي. ويلعب هذا الدين دوراً كبيراً في المشاكل الاقتصادية التي تؤدي إلى الاضطرابات التي تشهدها شوارع كييف. وفي حين أن الدولة السوفييتية السابقة تعتمد إلى حد كبير على روسيا، إلا أن العكس صحيح أيضاً، فالكثير من أنابيب الغاز الخاصة بشركة غازبروم الروسية تمر خلال أوكرانيا، ومنها إلى أوروبا، حيث تهيمن روسيا على أسواق الغاز الطبيعي. كما أن بوتين يرى أوكرانيا عنصراً رئيسياً للاتحاد الأوراسي، وهو كيان مقترح للتعاون بين الدول التي نشأت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وقد يفسر ذلك لماذا أراد بوتين في شهر نوفمبر الماضي خفض أسعار الغاز التي تدفعها أوكرانيا مقابل وارداتها من الغاز الطبيعي بنحو 33 بالمئة. كما تشعر موسكو بالقلق من قيام أوكرانيا بتطوير مصادرها من الغاز الطبيعي. فقد وقعت شركتا «رويال داتش شل» و «شيفرون» مع أوكرانيا عقوداً تبلغ قيمتها مليارات من الدولارات للاستثمار فيما يعتقد أنها مصادر كبيرة للغاز الصخري – شبيهة بتلك التي أحدثت طفرة في إنتاج الولايات المتحدة من الطاقة. غير أنه من الصعب تكرار نجاح الولايات المتحدة في شرق أوروبا، كما أن استمرار حالة عدم الاستقرار لفترة طويلة في الدولة تجعل الأمور أكثر صعوبة. يشير «جيفري مانكوف»، نائب مدير وزميل في برنامج «روسيا وأوراسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» ومقره واشنطن، أن «واحدة من المشاكل التي أعاقت تنمية الصخر الطيني بصورة كبيرة في أوروبا لا تتمثل في غياب التكوينات الصخرية، ولكن ترجع إلى الأوضاع فوق سطح الأرض – مثل هيكل الصناعة، والبيئة القانونية.» وأضاف أن «الشركات تشعر بالقلق بإنفاق الكثير من أموالها دون أن تعلم ما إذا كانت سوف تحصل على عائدات.» ومن جانبها، ذكرت شركة «غازبروم» هذا الأسبوع أن أرباحها قد تراجعت بنسبة 10.5 بالمئة في الربع الثالث من عام 2013. وقد ساهمت عدة عوامل في تراجع عملاق الغاز ، لكن تأخر أوكرانيا في سداد ديونها يلعب بالتأكيد دوراً كبيراً. وعندما يقوم بوتين بزيارة الصين في شهر مايو المقبل، فإنه من المتوقع أن يوقع اتفاقاً كبيراً لتوريد الغاز مع الشركة الصينية الوطنية للبترول. وإذا تمكنت روسيا من طرق الأسواق الروسية الآخذة في النمو، فإنها قد تفقد بعض الاهتمام بإبرام صفقات مع الدول المجاورة لها في الغرب. ومن ناحية أخرى، أعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف مؤخراً أن بلاده ملتزمة بتقديم شريحة ثانية من قرض بقيمة 15 مليار دولار لأوكرانيا، شريطة أن تسدد كييف 2.7 مليار دولار تدين بها لموسكو ثمن مبيعات غاز. وأشار الوزير إلى أن أوكرانيا لم تسدد حتى الآن فاتورة تقدر بنحو2.7 مليار دولار، كانت تستحق الدفع في 25 يناير 2014، بموجب خطة لسداد الديون المتراكمة عليها خلال الأعوام السابقة. وكانت شركة «غازبروم»، الحكومية المحتكرة للغاز الطبيعي الروسي، قد أعلنت، الاثنين الماضي، أن أوكرانيا التي تعيش أزمة حالية، تدين لروسيا بنحو 3.3 مليار دولار، كقيمة فواتير غاز طبيعي غير مدفوعة، في تذكير واضح بأن النزاع المستمر منذ فترة طويلة بشأن إمدادات الوقود، لم يتم حله عن طريق خفض سعر الغاز خلال الاتفاقية الأخيرة المبرمة بين الجانبين. وكان سعر الغاز الطبيعي الذي تحصل عليه أوكرانيا من روسيا قد انخفض سعر الطن المتري من 400 دولار إلى 286,5 دولار عقب اللقاء الذي أجري بين الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش وبوتين في السابع عشر من ديسمبر الماضي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©