الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

240 مرضاً وراثياً دراسة: زواج الأقارب بين الموطنين والمقيمين وراء انتشار الأمراض الوراثية في الدولة

13 يونيو 2009 01:55
أكدت دراسة طبية حديثة وجود أسباب تاريخية قديمة لظهور وانتشار الأمراض الوراثية بالدولة مرتبطة بـعاملي المكان والبيئة، باعتبار الإمارات معبراً تجارياً منذ الأزل، إلى جانب ارتفاع نسب الزواج من الأقارب في الدولة. وبينت الدراسة، التي أعدها المركز العربي للدراسات الجينية، أن نسب زواج الأقارب ارتفعت خلال الجيلين الأخيرين من 39% إلى 50% من مجمل الزيجات في الدولة، وأن حوالي 26% من هذه الزيجات تتم بين أقارب الدرجة الأولى والتي خلفت وراءها ظهور 240 مرضاً وراثياً شارك في وجوده المواطنين والمقيمين بالدولة. وذكرت الدراسة أن الأبحاث والدراسات الدولية التي أجريت في الدولة أكدت وجود تنوع كبير في الأنماط الوراثية، بحيث يبلغ في الدولة 50%، في حين يبلغ تنوع الأنماط الوراثية في العالم بين 7-11% كحد أعلى. ولفتت الدراسة إلى أن هذه الأسباب ساعدت على انتشار الأمراض الوراثية، مثل الأمراض السيكولوجية واعتلالات الجهاز العصبي المركزي وتكرار حالات سقوط الأجنة، وانتشار المتلازمات المختلفة وكذلك الأنواع الوراثية من الأمراض السرطانية وأمراض الدم ومن أهمها الثلاسيميا. وأكد الدكتور غازي تدمري مدير مساعد المركز العربي للدراسات الجينية اختصاصي علوم دراسة الشعوب أن أكثر الأمراض الموجودة بالدولة مرتبطة بشكل كبير بتاريخ المنطقة قديماً، وذلك بسبب الانفتاح على التجارة، حيث توجد أمراض منتشرة في بلدان شمال أفريقيا وشرق آسيا والبحر المتوسط، وهو ما أدى إلى تعدد الأمراض الوراثية بالدولة، لتصل إلى 240 مرضاً، توزعت بين محدودية الانتشار، وقبلية الانتشار، وأخيراً وبائية الانتشار التي تصيب عدداً من المناطق. وقسّم تدمري الأمراض بالدولة إلى ثلاث مجموعات هي الأمراض الأحادية، وأمراض متعددة الجينات، وأمراض جينية غير وراثية، موضحاً أن الأولى يطلق عليها أيضاً أمراض وراثية مثل مرض الثلاسيميا التي وصل عدد المصابين بها بالدولة حتى الآن 2000 شخص أي ما يقارب 8% من المصابين بالأمراض الوراثية بالدولة، مقابل 2 -3% في دول أخرى، على الرغم من وجود حملات توعوية لتقليل من زواج الأقارب والتأكيد على ضرورة إجراء الفحص ما قبل الزواج. أما الأمراض «متعددة الجينات»، فأشار تدمري إلى أن نسبة انتشار هذه الأمراض كبيرة بالدولة وتحتل المركز الأول بقائمة الأمراض الوراثية، ويقصد بها السكري وضغط الدم، لافتاً إلى أن سبب انتشارها لا يقتصر على العوامل الجينية المركبة فحسب، بل تشمل أيضاً عوامل بيئية وسلوكية، من قبيل نمط الحياة الغذائية والرياضية، حيث تسبب ارتفاع مستوى المعيشة بالإمارات إلى احتلالها المركز الثاني في عدد المصابين بمرض السكري. وأوضح تدمري أن الأمراض «الجينية أو غير الوراثية» وهي السرطانات منتشرة بالدولة ولكن بنسبة أقل، حيث تتقاسم سبب انتشارها العوامل الوراثية وأنماط الحياة. وفيما يتعلق بالأمراض الوراثية المنتشرة في إمارة رأس الخيمة، قال الدكتور سمير عبد العزيز رئيس قسم الأطفال بمستشفى صقر برأس الخيمة إن عدد المصابين بمرض الثلاسيميا ويعالجون بمستشفى صقر 34 حالة وأكثر من 18 حالة تعالج بمستشفى إبراهيم عبيد الله، باستثناء الحالات التي تحول وتعالج في مستشفى الوصل بدبي. وشرح عبد العزيز أسباب الثلاسيميا بقوله إنها خلل في تكوين سلسلة الهيموغلوبين بالدم والتي تسبب «البيتا ثلاسيميا» أي تكسر كريات الدم الحمراء، مما ينتج عنه حاجة المريض إلى نقل دم كل 3 - 4 أسابيع وتلزم الحالة أيضاً إلى سنة أو سنتين لإزالة الحديد المترسب من تكسر الدم. أما الألفا ثلاسيميا، فهي الأكثر شيوعاً في رأس الخيمة والدولة بشكل عام، ويتميز المرض عن البيتا ثلاسيميا عدم وجود أعراض واضحة على المصاب غير أنه أقل خطورة عن الأول. وأضاف عبد العزيز أن مرض الثلاسيميا تسببه جينات معينة تحملها الأم أو الأب وهم في الأصل أشخاص عاديون وطبيعيون من الناحية الصحية، ولكن تكمن المشكلة في احتمال نقل تلك الجينات للجنين، حيث يصل احتمال إصابة الجنين بالمرض في كل حمل إلى 25%. وأوضح أطباء في جمعية الإمارات للثلاسيميا بدبي أن الإحصائيات الأخيرة تبين حاجة أكثر من 1500 مصاب إلى نقل دم كل ثلاثة أسابيع على مدى الحياة، وتبلغ تكلفة علاج المريض الواحد مايقارب 30 ألف درهم في السنة، ناهيك عن باقي المرضى الذين يعالجون في العيــادات الخارجية، لذا أنشأت الدولة مركزاً متخصصاً لتلك الفئات، بهدف القضاء على المرض من خلال طريقتين أساسيتين هما إلزامية الفحص الشامل قبل الزواج، وضرورة نشر الوعي الصحي لتعرف على ماهية المرض. وقالت المواطنة أم محمد إنها اكتشفت حملها للمرض منذ 16 عاماً عقب آخر ولادة لها، حيث يعاني ابنها من نقص حاد بكريات الدم الحمراء وعدم وجود مناعة لديه ضد الأمراض، فضلاً عن أعراض أخرى مثل الهزال والإرهاق واصفرار الجلد وابيضاض العين
المصدر: رأس الخيمة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©