أنافس بناتي وأتفوق عليهن

تعيش الأسر هذه الأيام حالة من الطوارئ بسبب قرب موعد الامتحانات، توتر، هنا وهناك، ممنوع الزيارات، ممنوع الهمس، أو الرد على الهواتف، ممنوع مشاهدة التلفاز· وغيرها من الممنوعات التي يفرضها الأب والأم على الأبناء خلال هذه الفترة· نعلم حرص الوالدين على تفوق أبنائهم ولكن يمكن أن يحدث ذلك بنحو من التوتر، فالأمر يحتاج إلى تنظيم، وهو مسؤولية الأسرة في المقام الأول· اقول ذلك من خلال تجربتي كأم، والتي أعرضها على القراء بكل اعتزاز· فأنا أوفر الجو المناسب للأبناء بالإضافة إلى توفير المتطلبات الأساسية لهم، إلى جانب القيام بالواجبات الزوجية فضلاً عن إنني ملتحقة بالدراسة لاستكمال تعليمي، ومطالبة بالمذاكرة لأداء الامتحان كما هو حال أبنائي· فقد تأخرت في التعليم سابقاً لكن من الله علي بزوج متفهم يسمح لي بالتعليم لإكمال دراستي، وأستطيع كل عام اجتياز هذا الموقف الصعب بكل حنكة· وأوفق بين واجباتي تجاه أبنائي وزوجي وواجباتي المدرسية وبالفعل أتفوق عاماً بعد آخر وأحصل على أعلى الدرجات، وأتنافس مع بناتي اللاتي يتقاربن معي في نفس المرحلة للحصول على أعلى تقدير· أحياناً يتفوقن علي وأحياناً أخرى أتفوق عليهن· وفي نهاية كل عام أقوم باحتفال أنا وأبنائي لنجاحنا وتفوقنا· وأتمنى من كل أم لم تستكمل دراستها أن تفعل ما افعله الآن حتى لو كانت كبيرة في السن فالعلم ليس له عمر محدد· وأتمنى أن أكمل حتى الجامعة والتخرج والتحق بوظيفة لكي احقق طموحي الذي كنت أسعى إليه في صغري ومنعني عن تحقيقه زواجي المبكر· لكن مع بلوغ أبنائي السن المناسبة هيأتهم كي يعتمدوا على أنفسهم قليلاً حتى استطيع أن أكمل دراستي· وأتمنى للجميع التوفيق، والنجاح للأبناء كافة وللأمهات الدارسات أيضاً· زمزم غلوم