تراجعت أسعار النفط أمس تحت وطأة صعود الدولار وارتفاع مخزونات الخام الأميركية لأعلى مستوى في نحو عشرة أشهر.
وهزت المخاوف بشأن الأزمة المالية لليونان أسواق السلع الأولية وأسواق الأسهم على مدى اليومين الأخيرين الأمر الذي عزز قيمة الدولار أمام اليورو وعملات رئيسية أخرى في ظل سعي المستثمرين إلى شراء الأصول الأكثر أماناً.
وبحلول الساعة 08.55 بتوقيت جرينتش تراجع النفط الخام الأميركي الخفيف 47 سنتاً إلى 85.41 دولار للبرميل كما انخفض مزيج برنت 52 سنتاً إلى 85.12 دولار للبرميل.
وسجلت أسعار النفط في بورصة نيويورك أعلى مستوى خلال 18 شهراً لتتجاوز 87 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء الماضي بعد مجموعة من البيانات الإيجابية عن الاقتصاد الأميركي، وقفز سعر النفط نحو تسعة بالمئة في ست جلسات قبل أن يغير اتجاهه أمس الأول.
وقال بيتر ماجواير العضو المنتدب في كوموديتي وارانتس استراليا في سيدني “شهدت السوق ارتفاعاً قوياً خلال الأيام القليلة الماضية والآن تلتقط أنفاسها بسبب ارتفاع الدولار وتراجع أسواق الأسهم وكذلك الخام”، وارتفع الدولار أكثر من 0.5 بالمئة أمام سلة من العملات أمس.
ويجعل ارتفاع الدولار السلع الأولية المقومة بالعملة الأميركية مثل النفط أكثر تكلفة للمتعاملين بعملات أخرى.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأول إن مخزونات الخام الأميركي ارتفعت الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها في نحو عشرة أشهر في ظل ارتفاع الواردات. لكن مخزونات البنزين تراجعت أكثر مما كان متوقعاً ويقول بعض المحللين إنه من المرجح ألا يستمر تراجع الأسعار لفترة طويلة.
وقال ماجواير إن الأسعار قد تواصل الارتفاع في الأسابيع المقبلة في ظل ارتفاع الطلب على الوقود بالولايات المتحدة مع اقتراب موسم العطلات الذي يمتد من أواخر مايو حتى أوائل سبتمبر. وأضاف “لن نندهش إذا قاربنا 100 دولار هذا الصيف”.
وفي سياق متصل قالت مصادر في صناعة النفط أمس إن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم ستورد كامل كميات الخام المتعاقد عليها في مايو المقبل إلى سبعة على الأقل من المشترين الآسيويين بعقود ذات أجل وذلك دون تغيير عن مستويات أبريل الجاري.
وقالت المصادر إن مشترياً رئيسياً سيحصل على الكميات المتعاقد عليها كاملة الشهر القادم بعد خفض نسبته عشرة بالمئة في أبريل.
وكان التجار توقعوا على نطاق واسع أن تقوم المملكة بتوريد كامل الشحنات المتعاقد عليها في مايو وهو ما تفعله منذ يناير 2010 لمعظم المشترين في المنطقة بعد أن قيدت صادراتها معظم عام 2009 عملاً باتفاق منظمة أوبك على تخفيض الإنتاج.
عدد اليوم
