عثمان سلطان: دو تخوض مفاوضات صعبة لتقديم خدمات الإنترنت

كشف الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة ''دو'' عثمان سلطان عن خوض الشركة لمفاوضات وصفها بـ''الصعبة'' لتقديم خدمات الانترنت خارج نطاق منطقة ''تيكوم'' -التابعة لشركة ''تيكوم'' العضو في دبي القابضة- التي تقدم فيها الشركة خدماتها بالاعتماد على بنيتها التحتية الذاتية· وتملك ''تيكوم'' حصة كبيرة في شرة ''دو''، فيما تملك ''دو'' الحق الحصري لتقديم خدمات الاتصالات الهاتفية الأرضية والإنترنت داخل المناطق الحرة التي تديرها ''تيكوم''، والتي تشمل مدينتي ''دبي للإنترنت'' و''دبي للإعلام''· ودعا سلطان في لقاء مع ''الاتحاد'' بدبي مؤخراً إلى تسريع وتيرة المفاوضات مع ''هيئة تنظيم الاتصالات'' فيما يتعلق بإعادة تنظيم الاستخدام المشترك لمشغلي الاتصالات للبنية التحتية الإنشائية، وألمح الى وجود نية للتقدم في هذا الموضوع· ورفض سلطان تحديد فترة زمنية لتقديم خدمات الانترنت خارج نطاق ''تيكوم''، كاشفا في الوقت ذاته عن اعتزام الشركة مضاعفة عدد محطاتها خلال العام الحالي للوصول الى أفضل مستوى يرضى العملاء بنهاية العام· وأكد ان'' دو'' بحثت مع عدد من البنوك والمؤسسات المالية إمكانية الحصول على قروض لتأمين تمويل عملياتها التوسعية وضمان استمرارية النمو، الا انه رفض الإفصاح عن حجم هذه التمويلات، إذ يظل القرار بيد مجلس إدارة الشركة· وشدد سلطان على ان ما حققته ''دو'' خلال العام الأول من إطلاقها لعملياتها في الإمارات، يعتبر إنجازا بكل المقاييس، عند مقارنته بدخول مشغل جديد لسوق تصل نسبة التشبع به إلى 100%، مشيرا إلى ان الاستحواذ على نسبة 19% من سوق الهاتف المتحرك و استقطاب 1,5 مليون عميل،يؤكد نجاح الشركة في خلق منافسة حقيقية في السوق· وأكد ان ''دو'' ومنذ دخولها للسوق كمشغل ثان، وضعت في استراتيجيتها، ألا تدخل كطرف صغير يحاول اللحاق بخطى الشركة العملاقة، بل دخلت كمنافس حقيقي يقدم خدمات جديدة كليا وبأسعار تنافسية، الأمر الذي ساهم في جذب المليون ونصف المليون مشترك· وأوضح الرئيس التنفيذي لـ''دو'' ان الشركة أوفت بالوعود التي أطلقتها عند تأسيسها ومازالت لديها الكثير لتقديمه للعملاء، حيث قامت بإطلاق خدمة الهاتف المتحرك في جميع أنحاء الدولة، بالاعتماد على البنية التحتية الذاتية، ونجحت مع نهاية شهر ديسمبر الماضي في جذب 1,5 مليون عميل للهاتف المتحرك بعد عشرة أشهر فقط من إطلاق الخدمة وهو ما يعني استحواذ دو على نسبة تقرب من 30% من تعداد سكان دولة الإمارات و19% من مشتركي سوق الهاتف المتحرك في الدولة، مما انعكس على نمو عائدات الشركة ونتائجها الصافية· وأضاف: ''لم يكن احد من المحللين والخبراء يتوقع الوصول إلى هذا الرقم،خلال هذه الفترة الوجيزة،لأنه لم يسبق في العالم ان دخل مشغل ثان في سوق اتصالات متشبعة،وحقق هذه النسبة من الاختراق''· وأشار إلى ان الإنجاز الآخر الذي تحقق يتمثل في إطلاق خدمة الهاتف الثابت في جميع أنحاء الدولة للاتصالات الصوتية فقط، معتمدين في ذلك على البنية التحتية الحالية لشركة اتصالات من خلال اختيار العميل للمشغل· وأكد سلطان انه بتوفير هذه الخدمات في اقل من عام يمثل في حد ذاته إنجازا، إلا ان التحدي الأكبر سيظل في إكمال مثلث الخدمات التفاعلية، بتقديم خدمة الانترنت للعملاء خارج نطاق ''تيكوم'' والتي تشمل منطقة دبي للانترنت والإعلام وبعض المناطق المحيطة بها· وأوضح انه بعد تقديم خدمات الهاتف الثابت والمتحرك، فإن موضوع الانترنت والقنوات التليفزيونية أو ما يسمى بـ''النطاق العريض'' يبقى الهدف المقبل، وذلك بالرغم من تقديم دو لهذه الخدمة منذ أول يوم لإطلاقها، ولكن في رقعة جغرافية محددة بالاعتماد على بنيتها التحتية الذاتية· وقال ان: ''تقديم هذه الخدمة على نطاق واسع، يتطلب بنية تحتية سلكية، لهذا -من وجهة نظر ''دو''- اعتقد ان هناك ضرورة لتنظيم استخدام البنية التحتية الإنشائية الحالية وذلك للمصلحة العامة لجميع الأطراف بما فيها ''دو'' و اتصالات والمشغلين الآخرين في المستقبل، وذلك بهدف تفادي إهدار الاستثمارات''· وأوضح ان أسلوب الاستثمار المشترك في البنية التحتية الإنشائية مثل الأبراج وعمليات الحفر والتوصيل، في قطاع الاتصالات هو أمر حاصل في كثير من بلدان العالم، لافتا إلى ان ''دو'' تناقش هذا الموضوع مع هيئة تنظيم الاتصالات· ورغم تأكيده على ان هذا النوع من الاستثمار موجود بالفعل وحاصل، حيث تستخدم ''دو'' واتصالات بنية إنشائية مشتركة في أكثر من 60 برجاً، لكنه اعتبر ان هذه الخطوة ليست بالحجم الكبير· وأكد انه لا سبيل لتطوير خدمات الاتصالات لتقديم خدمات النطاق العريض والبعد الثلاثي غير الاستثمار المشترك في البنية التحتية، حتى بالرغم من توفير تقنية الواي ماكس التي لا تمكن سعتها من تقديم البعد الثلاثي التي توفرها الشبكات السلكية· وألمح سلطان إلى ان قرار تقديم خدمة الانترنت مبني على التقدم الحاصل في المفاوضات مع الهيئة بشأن الاستخدام المشترك للبنية التحتية الحالية لشركة اتصالات، لافتا إلى ان: ''المفاوضات الخاصة بالانترنت ليست سهلة''· وقال: ''لا أستطيع ان أعطي فترة زمنية محددة لتقديم خدمة الانترنت بشكل واسع ''برودباند'' ما لم تتسارع المفاوضات بشأن المشاركة في البنية التحتية، ومع وجوب ان تكون هناك نية التقدم في هذا الموضوع الذي يجب ان يدرس بجدية، خاصة وانه مطلوب في جميع المشاريع العمرانية الجديدة التي تتطلع إلى إنشاءات واحدة لخطوط وتمديدات الاتصالات الأرضية· وأكد سلطان ان '' ''دو'' أوجدت مجالا حقيقيا للمنافسة مع المشغل الأول وقامت بتفعيل المنافسة في قطاع الاتصالات بالدولة· وهو الأمر الذي تحقق كليا، بدليل الديناميكية التي نراها حاليا في سوق الاتصالات، حيث دخلنا بخدمات جديدة مثل الدفع على الهاتف والتسوق المباشر''· أما من الناحية السعرية فيشير الرئيس التنفيذي لـ''دو'' إلى ان عنصر المنافسة يتمحور حول الميزة السعرية، وقال:''اعتقد أننا أثبتنا -من خلال عرض الدفع بالثانية والرصيد المجاني والعروض الدائمة الأخرى والمؤقتة- الجدية في تقديم خدمات سعرية تنافسية، وهو ما جذب الينا 1,5 مليون عميل· توسيع التغطية كشف الرئيس التنفيذي لشركة ''دو'' عن تخطيط الشركة لمضاعفة عدد محطاتها قبل نهاية العام الحالي للتمكن من تغطية النقاط المتبقية في أنحاء الدولة،مؤكدا ان الشركة تعطي موضوع التغطية وتقوية شبكة الاتصالات المتحركة الأولوية القصوى،وهو ما ينعكس بشكل يومي ملموس على الأداء والاستخدام· وفيما يتعلق بإطلاق خدمة ''بلاك بيري'' تجاريا، أوضح سلطان انه سيتم إطلاق هذه الخدمة خلال فترة وجيزة بعد نجاح عمليات الاختبار والتجربة اللازمة التي أجرتها الشركة مؤخرا· وقال ان: ''دو تعمل حاليا على إنشاء مقار رئيسية لها في كافة إمارات الدولة بهدف ان يصبح لديها مقر عام في كل إمارة، مشيرا إلى ان الشركة قامت بمخاطبة الجهات الرسمية في جميع الأمارات لبناء هذه المقار، وأنها تعمل حاليا على إنجاز مقرها العام في كل من إمارة دبي وابوظبي''· وأضاف سلطان ان ''دو'' وفي إطار خططها لتعزيز قاعدة مشتركيها وتفعيل استخدام خدماتها من قبل العملاء، تقوم باستخدام تطبيقات مختلفة للأجيال الجديدة ، بالتوازي مع إعادة هيكلة البنية التحتية لخدمات البعد الثلاثي في مناطق أوسع· وفيما يتعلق باتجاه الشركة للحصول على تمويلات مصرفية في المستقبل، اوضح سلطان ان هناك مفاوضات مع عدد من البنوك والمؤسسات المصرفية منذ فترة للحصول على قرض، بهدف تأمين عمليات النمو المطلوب من الشركة، لافتا إلى ان الاستثمارات التى قامت بها الشركة حتى الآن تمت تغطيتها من خلال رأس المال البالغ اربعة مليارات درهم· ورفض الإفصاح عن حجم القروض التى تسعى الشركة للحصول عليها، مؤكدا ان القرار بيد مجلس الإدارة،·