عقيل الحـلالي (صنعاء)- قُتل أربعة جنود أمس الثلاثاء بهجوم شنه مسلحون قبليون على ثكنة تابعة للجيش اليمني في شمال شرق البلاد، فيما لقي عنصران مفترضان من تنظيم القاعدة مصرعهما في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار مساء الاثنين بعد مصرع ستة جنود برصاص متطرفين هاجموا أنبوبا غازيا في محافظة شبوة الجنوبية.
وقال مصدر عسكري لـ(الاتحاد) إن أربعة جنود قتلوا في هجوم شنه رجال قبائل في وقت مبكر أمس الثلاثاء على ثكنة عسكرية مرابطة في منطقة «مفرق الجوف» على الطريق المؤدي إلى محافظة الجوف التي شهدت يوم الجمعة الماضي اشتباكات بين مقاتلين شيعة وقوات أمنية في مدينة الحزم، عاصمة المحافظة، ما أدى إلى مصرع 9 مسلحين بينهم جنديان وجرح آخرين.
وذكر المصدر العسكري أن الجنود الذين تعرضوا للهجوم ينتمون إلى اللواء 18، وهو لواء قتالي استحدث العام الماضي بعد تفكيك قوات «الحرس الجمهوري» التي كان يقودها ابن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لافتا إلى أن المهاجمين من «قبائل البدو» ولا يتبعون تنظيما مسلحا أو جماعة سياسية.
وقال مصدر أمني في الجوف لـ(الاتحاد) إنه لا علم له بهذا الهجوم موضحا أن منطقة «مفرق الجوف» لا تتبع سلطة المحافظة التي شهدت في يناير معارك بين القبائل المحلية ومقاتلي جماعة «الحوثيين» الشيعية المتمردة على الحكومة في صنعاء منذ 2004 وتُهيمن منذ نحو ثلاثة أعوام على محافظة صعدة الشمالية على الحدود مع السعودية.
ويعاني اليمن اضطرابات وفوضى أمنية منذ انتفاضة 2011 التي أجبرت الرئيس السابق على التنحي بداية 2012 لكنها زادت من نفوذ الجماعات القبلية المسلحة وتنظيم القاعدة ما أثار مخاوف الولايات المتحدة التي صعدت من هجماتها بطائرات من دون طيار للحد من مخاطر التنظيم المتطرف على بلد مطل على مسار شحن النفط المهم على البحر الأحمر ومجاور للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقُتل عنصران مفترضان في تنظيم القاعدة مساء أمس الأول في غارة شنتها طائرة من دون طيار على سيارة في جنوب اليمن حسب مسؤول أمني.
وحصلت الغارة، وهي الثانية في غضون 24 ساعة بعد مقتل 3 من عناصر القاعدة بهجوم بمحافظة مأرب في محافظة شبوة (جنوب شرق) على مسافة غير بعيدة من مكان هجوم استهدف في وقت سابق الاثنين عربة عسكرية في مدينة «ميفعة»، حيث خط أنبوب غازي مرتبط بمرفأ استراتيجي لتصدير الغاز الطبيعي المسال عبر بحر العرب.
وأعلن مصدر أمني في شبوة، الليلة قبل الماضية، مقتل ستة جنود من أفراد اللواء الثاني مشاة بحري «بعد صدهم هجوما تخريبيا استهدف تفجير خط نقل الغاز في ميفعة»، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وقال المصدر «أقدمت مجموعة مسلحة على إطلاق صواريخ هاون و«أر بي جي» على خط الأنبوب بهدف تفجيره، إلا أن أفراد من وحدات اللواء الثاني مشاة بحري تصدت لهم وأجبرت هؤلاء المجرمين على الفرار». وذكر أن الهجوم تزامن مع هجوم آخر على قوات عسكرية في مديرية «رضوم» حيث مرفأ بلحاف لتصدير الغاز المسال، موضحا أن حصيلة ضحايا الهجومين ستة قتلى و14 جريحا من الجنود.
وأعلنت وزارة الداخلية، ليل الاثنين الثلاثاء، «سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف تنظيم القاعدة» في غارة جوية استهدفت الأحد تجمعا لهم في محافظة أبين المجاورة لشبوة والتي لا تزال بعض مناطقها تعد ملاذا آمنا للمتطرفين على الرغم من استعادة الجيش السيطرة عليها منتصف 2012 بعد 15 شهرا من سقوطها بأيدي مقاتلي التنظيم.
وقالت نائبة السفير الأميركي في صنعاء، كارين ساساهارا، إنه «ينبغي التعامل مع النشاطات الإرهابية عبر الحسم العسكري»، مشيرة في مؤتمر صحفي محدود عقدته أمس الأول إلى تنظيم القاعدة في اليمن «لا يخضع للجنة العقوبات في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140» الصادر الأربعاء الماضي.
وذكرت أن تنظيم القاعدة «مجموعة إرهابية دولية تمارس أنشطة إرهابية بقتل اليمنيين وأفراد القوات المسلحة والأمن»، مستنكرة قيام التنظيم بعرض أفلام تسجيلية عبر شبكة الإنترنت لـ«جرائمه الوحشية».
من جهة أخرى، تظاهر آلاف اليمنيين أمس في صنعاء مطالبين بإقالة حكومة الوفاق وتشكيل حكومة تكنوقراط. وانطلقت التظاهرة من ساحة التغيير بجوار جامعة صنعاء، وجابت العديد من الشوارع وصولا إلى مقر الحكومة اليمنية بوسط العاصمة .
وحمل المتظاهرون أعلام اليمن ولافتات تطالب بإسقاط حكومة الوفاق التي يرأسها محمد سالم باسندوة. وتقدم التظاهرة المئات من ضباط الجيش والشرطة الذين كانوا أعلنوا في وقت سابق انضمامهم لساحة التغيير والثورة المطالبة بإسقاط حكومة الوفاق، ورددوا هتافات منددة بفساد الحكومة والمحاصصة الحزبية.
عدد اليوم
