الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مزارعون: «الشجرة المباركة» جزء مهم في حياة أبناء الإمارات

مزارعون: «الشجرة المباركة» جزء مهم في حياة أبناء الإمارات
16 مارس 2018 23:25
هالة الخياط (أبوظبي) نظمت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، مؤخراً، زيارة ميدانية إلى أصحاب المزارع الفائزة بالمراكز الأولى بالجائزة بمشاركة ممثلي وسائل الإعلام، للاطلاع على أفضل الممارسات الزراعية التي قام بها أصحاب تلك المزارع، والوقوف على أسباب فوزهم بالمراكز الأولى بفئة المزارع المتميز والمزارع المبتكر، وسيتم تكريمهم بعد غدا الاثنين على هامش فعاليات المؤتمر الدولي السادس لنخيل التمر. وخلال الزيارة تم الاطلاع على النتائج التي حققتها المزارع لتكون قدوة لبقية المزارعين وتشجيعهم على التنافس للفوز بالجائزة، لاسيما وأن القيادة الرشيدة منحت شجرة نخيل التمر اهتماماً خاصاً، ولطالما كان القطاع الزراعي ونخيل التمر على وجه الخصوص جزءاً مهماً في حياة أبناء الإمارات، فقد كانت الشجرة المباركة مصدراً رئيسياً للطعام والمأوى ومورداً للدخل. وتبوأت شجرة النخيل بفضل الرعاية التي حظيت بها من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مكانة عالمية مرموقة. وبعد 10 سنوات من النجاح والريادة الذي حققته جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في قطاع نخيل التمر والابتكار الزراعي على المستوى المحلي والدولي، وبتوجيه ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ومتابعة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح رئيس مجلس الأمناء، أطلقت الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي العام الحالي «جائزة المزارع المتميز والمزارع المبتكر»، بالتعاون مع شركة الفوعة استهدفت فيها المزارعين المنتجين للتمور على مستوى الدولة والمسجلين لدى شركة الفوعة، لتكون منصة لتقدير وتكريم المواطنين أبناء الإمارات، الذين قدموا إسهامات جليلة في هذا المجال. جولة إعلامية وبدأت الجولة الإعلامية بزيارة لمزرعة راشد سعيد العرياني المزارع الفائز بالمركز الأول عن فئة المزارع الكبيرة ضمن جائزة المزارع المتميز والمزارع المبتكر بدورتها الأولى. وجعل راشد العرياني من فكر زايد واهتمامه بالزراعة نصب عينيه، بل مشى على خطاه وحقق ما لم يحققه أحد في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور حتى أضحت مزرعته في منطقة الوقن بالعين قبلة للزوار من أصحاب المزارع على مستوى الدولة يقتدوا بها ويحذون حذوه. وأسس العرياني مزرعته عام 1994 بمكرمة من زايد الخير «طيب الله ثراه» بمساحة 500 × 700 قدم وتحتوي على 767 نخلة من أجود أصناف التمور التجارية مثل (خلاص، فرض، بومعان، عنبرة المدينة، نبتة سيف، جبري، برحي، وعدد من الفحول)، وتتميز المزرعة بعدد من العناصر أهمها الالتزام بكافة معايير ومتطلبات الزراعة النظيفة وفق اشتراطات مركز خدمات المزارعين ومعايير شركة الفوعة لتسويق التمور، حتى أضحى النظام أحد أهم العناصر التي اعتاد عليها كامل فريق العمل بالمزرعة وميزها عن غيرها من المزارع وعليه استحقت الفوز. وعن فوزه بالجائزة قال راشد العرياني: «الجائزة تمثل قيمة مضافة له على غيرها من الجوائز التي حصل عليها، وشرف عظيم لأنها تحمل اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله». وأضاف أن «الفوز بالجائزة لم يأت من فراغ بل من جد واجتهاد وعلاقة عشق بين الأرض والإنسان وشجرة نخيل التمر، فهذه شجرة زايد، رحمه الله، تعلمنا منه حب النخلة والعناية بها فكلما أعطيتها من روحك كلما أعطتك من خيرها الكثير، وهذا ما هو حاصل في المزرعة فكما ترون أن المعدل الوسطي لإنتاج المزرعة من التمور يصل إلى 60 طناً بالسنة». مزرعة نموذجية وعن المزايا التي أهلت المزارع سعيد حمودة العرياني، للفوز بالمركز الأول «مكرر» أنه طبق نظام الممارسات الزراعية الجيدة أو ما يعرف بـ (جلوبال جاب) بما يضمن سلامة وأمان الغذاء والعاملين على إنتاجه وفق أسس مستدامة للممارسات الزراعية. وقال العرياني: إن تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة يؤدي إلى تطوير الممارسات الزراعية وتطبيق معايير معتمدة لجودة الإنتاج الزراعي بما يحقق: سلامة الغذاء، رفاهية العمّال والإدارة المستدامة للبيئة. وتميزت المزرعة بوجود محطة لتحلية المياه الجوفية حيث تبلغ ملوحة المياه في المنطقة 4000 جزء بالمليون وبعد التحلية تصبح نحو 200 جزء بالمليون بالتالي تصل المياه إلى أشجار النخيل بجودة عالية صالحة للري فتعطي أجود الثمار وأفضلها. كما تميزت مزرعة سعيد العرياني في الوقن بالعين بوجود عدد من الغرف والمخازن المخصصة لوضع أدوات الرش وأخرى لفرز وتجفيف التمور تتسع لـ 10 أطنان، ومخزن لتخزين التمور قبل أن تورد إلى شركة الفوعة. حيث بلغت الطاقة الإنتاجية للمزرعة لهذا العام نحو 100 طن من أجود أنواع التمور. وينصح العرياني المزارعين بأن يقفوا على رأس عملهم في المزرعة، وقال: «لولا الحب الكبير الذي يربط بيني وبين أشجار المزرعة لما وصلت المزرعة إلى المراكز الأولى سواء في جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر أو في مهرجان الرطب أو في مهرجان زايد للتراث وغيره من المسابقات على مستوى الدولة. وقال هذا لم يأت من فراغ بل مما تعلمناه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، طيب الله ثراه، علمنا أن العمل بإخلاص وإتقان، وحب الأرض والزراعة، فهو القائل: أعطوني زراعة، أضمن لكم حضارة». التعامل مع الآفات وخلال زيارة مزرعة حميد العرياني الفائز بالمركز الثاني عن فئة المزارع الكبيرة، تم التعرف على النظام الفني المتكامل داخل المزرعة من حيث الخدمات الزراعية من ري بالتنقيط واستعمال السماد الطبيعي المصنوع من سعف النخيل حيث يقوم بتقطيع المخلفات الزراعية وتخميرها ضمن حفرة فنية مخصصة لذلك كي تصبح سماداً عضوياً صالحاً للاستعمال الزراعي. وأكد العرياني أن استعمال المبيدات لا يكون إلا في الضرورة القصوى فقط، فالمزرعة خالية من الأمراض والحشرات ولو احتجنا إلى بعض الرش فهو من باب الوقاية. وأكد المزارع حميد العرياني على أهمية استعمال السماد البقري في تسميد النخيل قياساً بسماد الغنم أو سماد الدواجن، فالسماد البقري بارد ومفيد للنخلة وللأرض على حد سواء. وعن مياه الري، أكد أن لديه نسبة ملوحة تفوق 4000 جزء بالمليون ما اضطر إلى تطبيق نظام التحلية من أجل توفير مياه عذبة للشجرة المباركة لأن حصيلة التمور المروية بمياه عذبة تكون أفضل من المروية بمياه مالحة. عشق الأرض والزراعة وخلال زيارة لمزرعة ميرة خلفان عبد الله النعيمي من أهالي المنطقة الغربية (ليوا) الفائزة بالمركز الثاني «مكرر» عن فئة المزارع الكبيرة ضمن جائزة المزارع المتميز والمزارع المبتكر، تم التعرف على إجراءات الصحة والسلامة وحماية البيئة التي تطبقها في مزرعتها. وبينت النعيمي أن لديها في المزرعة غرفة خاصة لعزل المبيدات، وغرفة لفرز التمور وأخرى لتجفيف التمور بوساطة الشمس، وأخيرة لتخزين التمور قبل توريدها إلى شركة الفوعة وفق الاشتراطات المعتمدة لديهم للتمور. كما تتميز المزرعة بوجود كافة الاشتراطات الفنية التي وضعتها لجنة تحكيم جائزة المزارع المتميز والمزارع المبتكر، من حيث النظافة العامة وتطبيق إجراءات السلامة وحماية البيئة. ويوجد بالمزرعة غطاسات لسحب المياه من باطن الأرض التي تستعمل في ري الأشجار بالتنقيط، كما تستخدم الأسمدة العضوية التي تحضرها بنفسها لمعالجة الأشجار المصابة. وقالت المزارعة ميرة النعيمي، إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان عشق الصحراء بما فيها وما عليها، حيث ارتبط بقيمها المتمثلة في الشهامة والفروسية وكرم الضيافة والهدوء، الذي يدعو إلى التأمل في القدرة الإلهية، وإبداعاتها التي لا يمكن وصفها رغم الإحساس بها. وهذا العشق الرائع انتقل إلينا نحن أبناء الإمارات عشقنا الصحراء ونخيلها وزاد اهتمامنا بالشجرة المباركة نتيجة لدعم الشيوخ لنا حفظهم الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©