مسجد زايد·· ذهبُ الإيمان يبرق في أبوظبي

وجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه - عام 1996 ببناء هذا المسجد ''الذي يحمل اسمه الآن'' في أبو ظبي ليكون صرحا إسلاميا شاملا، يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها، وقيمها الدينية السمحة وليكون مركزا رائدا لعلوم الدين الإسلامي· وبعد ما يزيد على العشر سنوات من العمل الدؤوب، افتتحه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، ضمن احتفالات عيد الأضحى المبارك للعام الهجري ،1428 ليطل ببهائه ورونقه وتصميمه الفريد، كثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين بمساحة كلية تبلغ ''412022 مترا مربعا''، وكواحد من أكبر عشرة مساجد في العالم· يقول لورينزو لوتيستو مدير موقع الشركة المنفذة للمشروع، وهو ما أكده مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باسطنبول ''أرسيكا'': إن المسجد تبلغ طاقته الاستيعابية 40000 مصلٍ، ويضم 57 قبة متباينة الأحجام، تتصدرها قبة رئيسية هي الأكبر بين قباب مساجد العالم كافة، حيث يبلغ ارتفاعها ''83 مترا''، وبقطر داخلي يبلغ ''8ر32 متر''، وتزن ''ألف طن''، ويزين المسجد أربع مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 أمتار ، وكل مئذنة مكسوة بالكامل بالرخام الأبيض الفخم· والقبة الرئيسية زخرفت من الداخل بالجبس المدعم بالألياف بزخارف نباتية رائعة، وآيات قرآنية غاية في الجمال والدقة، وسط القباب الأخرى التي تغطي الأروقة الخارجية والمداخل الرئيسية والجانبية وجميعها مكسوة من الخارج بالرخام الأبيض الفخم، ومن الداخل بالزخارف الأخاذة لفنيين مهرة· والمسجد يحتوي على ساحة رئيسية للصلاة ''صحن المسجد'' قائمة على 24 عمودا تحمل الأسقف والقباب· وقد صممت بحيث يكون العمود الواحد مقسما إلى أربع ركائز تحمل العقود الحاملة للقباب، وتمت كسوة هذه الأعمدة بالرخام الأبيض المطعم بالصدف بأشكال وردية ونباتية تنسجم مع التصميم العام، مما يجعلها تضفي جمالا ورونقا في القاعة، أما الصحن الخارجي للمسجد، فتبلغ مساحته ''ألف متر مربع'' ويعد واحدا من أكبر مساحات الصلاة المكشوفة الموجودة في مساجد العالم الإسلامي· صمم المسجد بنظام البلاطات الخرسانية المحمولة على ركائز خرسانية، ومكسوة بأجود أنواع الرخام المزخرف بالفسيفساء على هيئة زخارف نباتية ملونة لتغطية مساحة الصحن بالكامل· ويصل عدد أعمدة الصحن الخارجي الموجودة بالأروقة الى ''1048عمودا'' مكسوة بالرخام المطعم بالأحجار شبه الكريمة والفسيفساء وبتصميمات نباتية وأزهار ملونة بتيجان معدنية على هيئة ''رأس نخلة'' مطلية بالذهب· أما الأروقة الخارجية للمسجد فمحاطة ببحيرات مائية مكسوة بالرخام الأبيض لتعكس واجهات المسجد، الذي يضاء وفق نظام يعد أحدث أنظمة الاضاءة في العالم بأسره· وتزين صحن المسجد سبع ''ثريات'' متباينة الأحجام والألوان والتصميم ، صنعت خصيصا لهذا الغرض، وتعد الأضخم عالميا من حيث الحجم ونوع المواد المستخدمة فيها، من قبل إحدى كبريات الشركات الألمانية العالمية المتخصصة في صناعة الثريات والكريستال، ويفترش صحن المسجد أكبر سجادة في العالم صنعت خصيصا في طهران بمساحة 5700 متر مربع، وتزن حوالي 45 طنا من أفخم وأجود المواد من الصوف والقطن، واستغرق العمل بها 12 شهرا، وعمل بها 1200 صانع، وتتكون السجادة من أربع قطع متصلة ، بلغ وزن القطعة الكبرى فقط خمسة أطنان، وتم توصيل القطع ببعضها البعض داخل المسجد· والمسجد يرتفع عن مستوى الشارع بمقدار تسعة أمتار، بحيث يمكن مشاهدة المسجد من أية زاوية· ويوجد به أكثر من مائة مكان للوضوء ، فضلا عن 80 دورة مياه·