البيتونيا ثلج الصيف

تزدان أبوظبي بالأشجار الخضراء على اختلاف أنواعها سواء أشجار النخيل الكبيرة أو الأشجار متوسطة الحجم كشجر النبق والغاف أو الأشجار الصغيرة كشجرة السنط وغيرها· وتغطي حدائقها ومتنزهاتها وشوارعها ودواراتها ملايين الزهور الملونة متعددة الأنواع والألوان والروائح· مؤخراً وقبيل أن تقرع حرارة الجو باب الصيف ويشتد أجيج أشعة الشمس، صحا سكان العاصمة على مدينتهم الجميلة وثلج الصيف يغطيها! لكنه ثلج من نوع آخر، يبز الثلج جمالاً وتفوح منه رائحة عطرية شذية· إنها زهور البيتونيا البيضاء التي استخدمت لتزيين أحواض ومسطحات ومعابر المشاة، فاكتست الشوارع حلة بيضاء جميلة، تساهم في إسعاد العابرين بجوارها مترجلين أو في سياراتهم، وتمنحهم متعة مشاهدة مناظر لطيفة تنعش يومهم· ويبدو أن اختيار هذا اللون كان مقصوداً لما يحمله الأبيض من دلالات مريحة للنفس والعين، فضلاً عن كونه يعكس أكبر قدر من أشعة الشمس وهو أقل الألوان امتصاصاً للحرارة، بما يناسب طقس البلاد· عن تلك الزهور البيضاء وأعدادها وموطنها الأصلي وأماكن زراعتها في أبوظبي، يقول المهندس الزراعي سيد زكريا من بلدية أبوظبي: ''قامت إدارة الحدائق العامة والمرافق الترفيهية مؤخراً، بزراعة نحو مليوني زهرة بيتونيا متعددة الألوان (أحمر، بنفسجي غامق، ليموني، زهري، بنفسجي فاتح، برتقالي، أصفر)، وتشكّل البيتونيا البيضاء نسبة تفوق 20%، لتحملها الظروف البيئية خلال الفصول، وهي مستوردة من موطنها الأصلي هولندا، ويقوم على سقايتها والعناية بها فريق مختص بالمتابعة والري عبر التنقيط وغيره''· ويضيف موضحاً الخصائص التي تتمتع بها البيتونيا البيضاء: ''إنها نبتة حولية تعطي الزهور بشكل مستمر، حيث تتفتح فيها الأزهار بشكل يومي، وتفوح منها رائحة عطرية جميلة· تبدأ في الإزهار في الربيع وطوال الصيف، وتزرع أساساً في أحواض تختلف أشكالها ومساحاتها تبعاً لطراز التصميم· كما أن مسافة الزراعة تختلف تبعاً لارتفاع و حجم البيتونيا التي تتراوح بين 10 و 40 سنتيمتراً، وتكون في صفوف متوازية· وتقسم إلى قطعتين أو ربما ثلاث قطع بحيث تزرع في حواف -محيط- الحوض الزهور القصيرة، بينما القطع الأوسط من الحوض يزرع بالزهور الطويلة، مما يسمح بتنفس الزهور وتحريك أوراقها بحرية ووصول الضوء إليها، فضلاً عن سهولة رؤية الناس للأزهار جميعها دون أن يحتجب بعضها''· وعلى مقربة من حوض أزهار البيتونيا البيضاء التي بدت كتليلة صغيرة من نتف الثلج، وقفت مجموعة من طلاب مدرسة إعدادية تتأمل تلك الزهور قبل أن تعبر الشارع وتدخل إلى المدرسة، وحين الاقتراب منها أكثر لتصويرها، قال أحدهم يشجعنا على التقاط المزيد من الصور لها: ما أجملها تبدو كعروس في ثوب زفافها الأبيض''·