الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إعلانات إنقاص الوزن تصطاد الباحثات عن الرشاقة

إعلانات إنقاص الوزن تصطاد الباحثات عن الرشاقة
4 مايو 2008 01:48
بدون حمية أو أدوية أو أعشاب أو ''ريجيم'' باستطاعتك إنقاص وزنك في أسابيع، لا تتردي اتصلي بنا ستجدي النتيجة''· ''هل تعانين زيادة الوزن أو تراكم الدهون؟ لا تخجلي وبادري بالاتصال فعندنا الحل· مشد للجسم وجهاز لتنحيف البطن والأرداف وحمام البخار للتنحيف كلها في خدمتك للتخلص من الزوائد الدهنية العنيدة''· هذه بعض الإعلانات التي تتداولها وسائل الإعلام المرئية والمقروءة صباح مساء، وكلها تدعي القدرة على إنقاص الوزن في أسبوع، مستغلة ولع النحافة والرشاقة الذي بات هاجساً ملازماً لكثير من النساء ويحتل المقام الأول في اهتماماتهن· ولم تعد الرغبة في الدراسة أو الإنجاز العلمي أو المنصب الوظيفي هي الشغل الشاغل لنساء اليوم، بل باتت المرأة تبحث عن الدكتور الشاطر أو العيادة التي تستطيع أن تخلصها من الوزن الزائد أو الجهاز الذي يساعد على إذابة الدهون لتمتلك جسداً مثل جسد نانسي عجرم أو اليسا أو هيفاء وهبي أو عارضات الأزياء في ''الفيديو كليب'' أو الإعلانات· وهل يفلح هذا السباق الماراثوني في البحث عن القوام الرشيق والجسد المثالي، في تحقيق ما تعد به الإعلانات؟ هل تصدق المرأة هذه الإعلانات؟ وما هي الأضرار الناتجة عن استخدام تلك الأعشاب والكريمات و''الريجيم'' السريع؟ في هذا التحقيق حاولنا التقرب من الباحثات عن الرشاقة، فكانت إجاباتهن: تقول نجلاء خميس المشغوني: أصبح هوس الفتاة اليوم هو الرشاقة والقوام الجميل، وهذا سببه التقليد والاستعراض أو الزوج، فالمرأة بعد الزواج والحمل والولادة يتغير جسدها كلياً، والرجل الشرقي أصبح يحب الرشيقة أكثر من ''المليانة''، والنتيجة أنه يتضايق ويشعرها بالنقص، فتقوم المرأة بالبحث عمن ينقذها من انتفاخ كرشها وترهلات جسدها، ولو كان ذلك على حساب صحتها، وتقع فريسة سهلة لتلك الإعلانات التي تروج لمنتجات وأعشاب ووسائل تدعي أنها قادرة على إنقاص الوزن في أسابيع قليلة· أما مريم سالم الرميثي، فعلى الرغم من تأكيدها أن إعلانات إنقاص الوزن في أيام قليلة ''غش صريح'' إلا أن الكثير من النساء يصدقنها، تقول مريم من واقع تجربتها: بعد أن زاد وزني لجأت إلى إحدى العيادات التي تدعي القدرة على إنقاص الوزن، وفي كل زيارة أدفع مبلغاً ما من أجل ''روشتة الأدوية'' التي تزداد في كل مرة ويزيد المبلغ بالطبع· ورغم أن وزني نقص قليلاً إلا أن استخدامي الكثير لهذه الأدوية سبب لي مضاعفات أثرت على صحتي وجسدي، وأصبحت عصبية وكثيرة الانفعال مما جعل زوجي يمنعني من تناول الأدوية خوفاً على صحتي· وتبدو تجربة شذا علي حسن على النقيض من مريم تقول: عندما تزوجت كان وزني (90 كيلوجراماً)، وكنت مهملة بحق نفسي وجسدي، والشحوم واللحوم تغزو جميع أنحاء جسمي· ولما عرفت أن البدانة تسبب مشكلات صحية، لجأت إلى استخدام حزام التنحيف لمدة شهرين استطعت خلالهما أن أنقص من وزني (4 كيلوجرامات)، وحتى تكون النتيجة أسرع، لجأت إلى كريمات التنحيف وحمام ''السونا'' الذي أذاب الكثير من الدهون الموجودة في البطن والأرداف، وهكذا صرت أشعر بالراحة النفسية، واختار ملابسي من دون مشكلة في القياس، لكنني لا أعرف ما يمكن أن يترتب من أضرار على جسمي في المستقبل· كثير من بنات اليوم همهن الوصول إلى الوزن المثالي، هكذا تعتقد عائشة سلطان المزروعي، وترجع السبب إلى الغيرة والمنافسة بين بعضهن البعض، فلا تقتنع الواحدة منا بأن الوزن الذي وصلت له هو مثالي لطولها، بل تريد إنقاص المزيد من الكيلوجرامات، وكلما سمعت عن عيادة أو دواء سريع المفعول أو أعشاب تسارع للحصول عليها ولو كانت باهظة الثمن أو من خارج المنطقة التي تعيش فيها، فمثلاً صديقتي جلبت بعض كريمات التنحيف وبعض الأجهزة التي تنقص الوزن ولكنها لم تستمر على ذلك لأن نتائجها تحتاج إلى وقت طويل، فلجأت مؤخراً إلى حمية قاسية دون استشارة طبيب، ومن جراء ذلك تعرضت إلى نوبة قلبية كادت تودي بحياتها· بعض النساء يصدقن الإعلانات وبعضهن الآخر يؤكدن أن هدفها الربح واللعب بعقول النساء، ويقول اختصاصي التغذية الصحية وعلاج السمنة الدكتور سمير سامي: أصبحت النحافة والقوام الرشيق مطلباً أساسياً عند الكثير من النساء· ولتحقيق ولو جزء من الجمال، تسعى الكثير من السيدات إلى اتباع نظم ''الريجيم'' والحميات المختلفة واستخدام الكريمات والأعشاب والحزام الذي يساعد على التخسيس من دون وعي أو إدراك لتأثيرها المتفاوت على الصحة· ولجأت أخريات إلى استعمال الأدوية والمساج، وحمامات ''السونا''، وبعض الأجهزة على أمل أن تحصل على الوزن المناسب· وهكذا تحول الأمر إلى هوس وهاجس يؤرق الكثير من النساء اللواتي يبحثن عن بصيص أمل لإنقاص الوزن· ويضيف سامي: الحقيقة التي لا بد للنساء أن يعرفنها أنه ما لم يغير الإنسان من نمط حياته اليومية وغذائه، فإن معظم هذه الأساليب لن تحقق المرجو منها، وإن تحقق فالثمن غالباً ما يكون باهظاً سواء صحياً أو مادياً· ومما يجب قوله إن ليس كل ما يباع في الأسواق من كريمات وأعشاب وأجهزة لإنقاص الوزن وصابون يحقق النتائج وإن فعل بعضها فإن أضرارها أكثر من منافعها·
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©